خزعل الماجدي: الأديان بوضعها الحالي قادرة على إنتاج الشقاء والعداء والتفرقة بين البشر
الاثنين 21 مايو 201803:12 م
تنقّل بين الشعر والمسرح والفكر والتاريخ، وكتب عشرات الكتب عن العقائد الدينية للشعوب القديمة وعن تاريخ الديانات والحضارات، آخرها كتاب صدر قبل أسابيع بعنوان "أنبياء سومريون"... إنه المؤرخ والأستاذ الجامعي والشاعر والكاتب المسرحي العراقي المقيم في هولندا خزعل الماجدي.
قبل فترة وجيزة، زار الماجدي القاهرة وألقى محاضرة بعنوان "كيف تحوّل عشرة ملوكٍ سومريين إلى عشرة أنبياءٍ توراتيين". وعلى هامشها كان هذا الحوار مع رصيف22.

-
تقول إن غربة الحضارات الشرقية سببها انتشار الأنظمة الثيوقراطية أو الدكتاتورية أو العشائرية. ألا ترى أنه، على مستوى الشعوب، هناك مقاومة للتحديث وتمسك بشكل الدولة الثيوقراطية أو العشائرية؟
-
إلى أي مدى تنطبق مقولتك "الدين ظاهرة تطورية وليست ثابتة" على الديانة الإسلامية خلال تاريخها، وهل تطورت أم تمسكت بجمودها، أو ربما ارتدت إلى الخلف أيضاً؟
"الفرق بين العقل المسيحي والعقل الإسلامي أن الأول توقف واستبدلته المجتمعات المسيحية الغربية بالعقل العلمي"العقل الإسلامي عقل تاريخي، مثل كل العقول، بدأ في القرن السابع الميلادي واكتملت أسسه في العصر الكلاسيكي العباسي لغاية ظهور المتوكل في القرن التاسع للميلاد. ثم دخل في مرحلة الاجترار وما زال إلى يومنا هذا مجتراً معاداً وهذا ما يعرفه المسلمون عامةً. والأصول الماسكة له والتي شكّلت الفكر الإسلامي الأول هي النواة الصلبة الجامدة التي ما زالت تعيد المجتمعات الإسلامية إلى الخلف دائماً. الفرق بين العقل المسيحي والعقل الإسلامي أن الأول توقف واستبدلته المجتمعات المسيحية الغربية بالعقل العلمي، في حين لم يُستبدل العقل الإسلامي بعد بعقل آخر.

-
كيف تأثرت الديانات الإبراهيمية بأساطير العالم القديم، تلك التي أنتجتها حضارات المنطقة العربية؟
-
قلت إن الأسطورة جزء من الدين، فهي المكون الثاني له. هل يفسر هذا تشابه القصص القرآني، مع الأساطير القديمة، كقصة الخلق مثلاً والتي تشابهت ملامحها بين الديانات الإبراهيمية الثلاث؟
"مستقبل الأديان سيكون في الروحانية وستذوب تدريجياً العقائد المتشددة"بلا شك. لكن الأديان التوحيدية الإبراهيمية خففت كثيراً من الأساطير المتعلقة بالله، فتسربت الشحنة الأسطورية باتجاه الملائكة والأنبياء والأولياء ومعجزاتهم، وهذا ما أسمّيه بخريف الأسطورة، إذ لم تعد الأساطير مباشرة قوية ساطعة كما في الأديان القديمة بل أصبحت غير مباشرة وتنتشر كالرذاذ في نصوص الكتب المقدسة. أهم الأساطير التي بقيت هي أساطير البدايات (الخليقة) وأساطير النهايات (الإسكاتولوجيا) أي كيف بدأ العالم وكيف سينتهي وهي موجودة بوضوح في الديانات الإبراهيمية وتتشابه بشكل كبير مع ما في الديانات القديمة.
-
كيف تحوّلت الحضارات الزراعية النهرية إلى حواضن للأصوليات الدينية؟ وما أسباب هذا التحول؟
خزعل الماجدي لرصيف22: الإيمان في الدين هو وجه من وجوه الأيديولوجيا لأنه نوع من الإيمان الأعمى غير القابل للحوار والجدل فهو إيمان مغلق لكنه قد يسبب الراحة لمعتنقه ليكون علاجاً سيكولوجياً أكثر منه بحثاً عن الحقيقة
خزعل الماجدي لرصيف22: ليست الأديان وحدها سبب شقاء الإنسانية، لكنها حاضنة لاستعباد الإنسان وهي وسيلة للتحكم بالناس وجعل السيطرة عليهم سهلة...الأمر كله يتعلق بعاملين أساسيين كبرا واجتاحا الأديان وهما قسوة المناخ وحب السلطة.
-
هل تتآكل الحاجة إلى الأديان في ظل التفسيرات التي يقدمها العلم كل يوم عن الكون والحياة؟
-
ما هي الحلقة المفقودة بين الأديان المتعددة والأديان الموحدة؟ وهل يمكن اعتبار أن الأديان الإبراهيمية ما هي إلا تطور لديانات التعددية السابقة؟

-
كيف نفرق في الدين بين ما هو علم، تاريخ، أو إيمان؟
-
هل يمكن انتزاع الفتيل الأيديولوجي من الأديان الإبراهيمية، تحديداً في منطقتنا كما انتزع في الغرب على حد تعبيرك؟ وهل يمكن انتزاعه داخل كل ديانة على حدة من الأساس؟
-
يذهب سيد القمني إلى اعتبار أن الديانة اليهودية ما هي إلا تجميعة أو إعادة صياغة من أساطير حضارات مصر والعراق. كيف ترى الأمر؟
-
ماذا قصدت بأن الديانات الموحدة جذورها كلها غارقة في الأديان القديمة متعددة الآلهة؟
-
في محاضرتك عن كيفية تحوّل عشرة ملوكٍ سومريين إلى عشرة أنبياءٍ توراتيين، من آدم إلى نوح، وهي مادة كتاب جديد لك بعنوان "أنبياء سومريون"، كشفت أن هؤلاء العشرة لم يكونوا أنبياء بل كانوا ملوكاً. أين يقع هذا الكتاب في مجمل جهودك العلمية في كشف أسرار الديانات؟
"هناك عمليات قصّ وقطع ومونتاج واسعة جداً للأساطير والتراث القديم قام بها كهنة الأديان الإبراهيمية"قمت في محاضرتي وفي كتابي بكشف حقيقة هؤلاء الآباء/ الأنبياء وأثبت أنهم ملوك سومريون حكموا في خمس مدن رافدية قبل الطوفان هي أريدو، بادتبيرا، سبار، لرك، شروباك. هكذا إذن، نقف أمام الأصول البشرية مندهشين حيناً ومستسلمين أحايين كثيرة أمام بديهيات الكتب المقدسة وشروحاتها الشعبية التي لا تخبرنا بالحقيقة كما يجب. الكتاب لا يريد ولا يدّعي الإحاطة بتراث كل هؤلاء الآباء في المرويات اليهودية والمسيحية والإسلامية فهذا مجهود يتطلب مجلدات كاملة لكنه حاول تنظيم بعض المعلومات عنهم بما يخدم غاية الكتاب وهدفه وهو إمكانية التطابق بين الآباء العبرانيين والملوك السومريين. مشكلة آباء أو أنبياء ما قبل الطوفان هي أولى مشاكل الأصول ولذلك فهي تحتجب وراء ستار كثيف من الغموض والأسئلة المعلقة دونما أجوبة، ولذلك لا بد من التصدي لها، بمنهج علميّ، وكشف أسرارها وخفاياها.
-
قلت في ديوانك" فيلم طويل جداً" إن ما نحن فيه ليس من صنع أعدائنا، بل من صنعنا "نحن". مَن قصدت بـ"نحن"؟ وكيف ساهمنا فيه؟ وهل له نهاية يوما ما؟
-
هل الأديان سبب شقاء الإنسانية؟