شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الأزمة بين محمد صلاح والاتحاد المصري... ما الجديد وما الرأي القانوني فيها؟

الأزمة بين محمد صلاح والاتحاد المصري... ما الجديد وما الرأي القانوني فيها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 30 أبريل 201806:28 م
"ليس من حق الاتحاد المصري لكرة القدم استغلال صور شخصية لمحمد صلاح في إعلانات تجارية"، هكذا يقول متخصص في القانون الرياضي الدولي. "لكننا نستخدم صور صلاح بهدف تنمية موارد الاتحاد المالية لأجل تطوير كرة القدم وصناعة أبطال آخرين مثل صلاح"، هكذا يرد الاتحاد. أما عشاق محمد صلاح فيعتبرون أن نجمهم يتعرض لحرب، وأن عليهم دعمه والتضامن معه. فما جديد هذه الأزمة؟ حتى هذه اللحظة، لم تُحلّ بشكل رسمي الأزمة التي تفجرت مؤخراً بين محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول من جهة، وبين الاتحاد المصري لكرة القدم من ناحية أخرى، لكن الحلّ قد يكون قريب، خصوصاً بعد دخول عشاق صلاح على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حلبة المعركة بوسم حقق نجاحاً كبيراً، وتحول إلى "تريند".

ثورة على وسائل التواصل الاجتماعي

لا يمكن اعتبار وسم #ادعم_محمد_صلاح الذي صعد في ساعات قليلة إلى قمة اهتمامات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، مجرّد دعم قوي، بل إن الأمر يفوق ذلك بكثير. لقد أصبح الوسم أقرب إلى ثورة ضد الفساد، الروتين، وتشويه النظام المصري لكل شيء جميل له علاقة ببلدهم، لمجرد خدمة مصالحه، وهو ما عبّرت عنه أغلب الكتابات. بدأت الثورة على وسائل التواصل الاجتماعي حين عبّر محمد صلاح عن ضيقه من طريقة التعامل التي يواجهها مؤخراً، دون أن يعطي تفاصيل أكثر، لكن مراقبين اعتبروا تغريدته التي قال فيها "بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جداً" تعبّر بشكل خاص عن أزمته مع الاتحاد المصري لكرة القدم، والمتعلقة باستغلال الاتحاد لصور صلاح الشخصية في إعلانات تجارية، من دون موافقة من الأخير أو وكيله.
تعود جذور الأزمة إلى موافقة اتحاد الكرة المصري على وضع صورة صلاح على طائرة المنتخب المصري التي ستسافر إلى كأس العالم، بجوار شعار شبكة المحمول المصرية We (حكومية)، بينما صلاح متعاقد حصراً مع شركة "فودافون" (غير حكومية)
المحلل الرياضي وحيد المصري لرصيف22 "من حق أي لاعب رفض قبول الدعوة لتمثيل منتخب بلاده في مشاركة دولية… والاتحاد المحلي الذي ينتمي له اللاعب لا يملك وقتها معاقبته باستثناء منعه من تمثيل النادي خلال فترة البطولة المجمعة، وحتى ذلك يحتاج موافقة الفيفا"
تواصل رصيف22 مع مكتب وزير الرياضة المصري خالد عبد العزيز، بهدف الحصول على توضيحات تتعلق بالأزمة، لكن المسؤول الإعلامي في مكتبه رفض الحديث باستفاضة عن الأمر، مكتفياً بالقول "نعلم أن هناك مشكلة، لكننا سنحلها قريباً"، أما الوزير نفسه فرفض الرد على مكالماتنا أو على الرسائل التي أرسلناها له. من جانبه، كتب صلاح بعد ساعات قليلة من انتشار الوسم، يشكر كل الناس على دعمهم الكبير له، مضيفاً "إحنا (نحن) أخدنا وعد بحل الموضوع"، لكن لم يوضح صلاح كيف ستحل هذه الأزمة.

ما الذي يريده اتحاد الكرة المصري من صلاح؟

تعود جذور الأزمة إلى موافقة اتحاد الكرة المصري على وضع صورة صلاح على طائرة المنتخب المصري التي ستسافر إلى كأس العالم، بجوار شعار شبكة المحمول المصرية We (حكومية)، بينما صلاح متعاقد فقط مع شركة "فودافون" (غير حكومية). وقام مكتب الوكيل القانوني لصلاح بإرسال مذكرة إلى اتحاد الكرة يهدد فيها باتخاذ إجراءات قانونية اعتراضاً على ذلك، ويرفض كل أشكال استغلال صورة صلاح في أي إعلانات تجارية أخرى.
"صور اللاعبين الجماعية، سواء كانت قد أُخذت في معسكرات تدريب أو في مناسبات رياضية، تُعدّ ملكاً خالصاً للاتحاد ويمكنه استخدامها كما يريد، أما استخدام صور شخصية لأي لاعب فهو أمر غير قانوني ولا يحق للاتحاد أو لأية جهة أخرى استخدامها"
ردّ اتحاد الكرة على هذه المذكرة بعد يوم واحد، وبالتحديد يوم 2 أبريل، معتبراً أن المذكرة "تفتقد أبسط قواعد لياقة التخاطب"، وتحمل تهديدات للاتحاد، واتهامات لا أساس لها من الصحة، معتبراً أن التهديد بمنع صلاح من المشاركة مع المنتخب تهديدٌ مرفوضٌ، وأن هناك لوائح دولية تنظم تلك العملية. الاتحاد قال في خطابه، الحاد اللهجة، إنه مصمّم على استخدام صور صلاح تجارياً، وإنه لا يجد في الأمر أية مخالفة للوائح الدولية بل السبب هو تنمية موارد الاتحاد المالية "من أجل تطوير كرة القدم وصناعة أبطال آخرين مثل محمد صلاح"، وفق ما جاء في الخطاب. وكان رامي عباس، محامي صلاح، كتب على تويتر أن هناك أزمة حقيقية بين موكله وبين اتحاد الكرة المصري.

"من حق صلاح الاعتراض"

بحسب نصر الدين عزام، المحامي الرياضي الدولي، يحقّ لصلاح رفض استغلال الاتحاد المصري لكرة القدم وضع صوره الشخصية في إعلانات تجارية من دون الحصول على موافقته. يشرح عزام في حديثه لرصيف22 أن كل صور اللاعبين الجماعية، سواء كانت قد أُخذت في معسكرات تدريب أو في مناسبات رياضية، فإنها تُعدّ ملكاً خالصاً للاتحاد ويمكنه استخدامها كما يريد، أما استخدام صور شخصية لأي لاعب فهو أمر غير قانوني ولا يحق للاتحاد أو لأية جهة أخرى استخدامها من دون الحصول على موافقة خطية من هذا اللاعب. ويؤكد عزام أن الاتحاد المصري لكرة القدم يجب عليه إدراك ذلك جيداً، حتى لا يدخل في مشاكل معقدة مع الشركات التجارية ووكالات الإعلانات، سواء المحلية أو الدولية، والتي تمتلك عقوداً قانونية مع صلاح. ويرى المحامي الرياضي الدولي أن الشركات والوكالات المتعاقدة مع صلاح، في حالة رفعها لدعاوى قضائية، فسيكون لها الحق في المطالبة بتعويضات مالية ضخمة.

"من حق صلاح عدم تمثيل بلاده في المنتخب"

يؤكد المحلل والكاتب الرياضي وحيد رزق المصري أن من حق أي لاعب رفض قبول الدعوة لتمثيل منتخب بلاده في مشاركة دولية، سواء كانت مباريات ودية أو بطولة مجمعة، مثل كأس العالم، كأس إفريقيا، وغيرهما. يكمل المصري حديثه لرصيف22 قائلاً إن "الاتحاد المحلي الذي ينتمي له اللاعب لا يملك وقتها معاقبته على مستوى النادي، باستثناء منعه من تمثيل النادي خلال فترة البطولة المجمعة، نظراً لكونه رفض قبول الدعوة للعب معه، لكن حتى ذلك العقاب يحتاج إلى موافقة الفيفا". يشير المصري إلى مثال لذلك مثل أزمة اللاعب السنغالي جويل ماتيب مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا، حيث رفض ماتيب الانضمام الى قائمة المنتخب فرفع الاتحاد السنغالي الأمر إلى فيفا، وتم إيقافه مؤقتاً عن تمثيل ناديه ليفربول في المسابقات الإنكليزية لفترة قصيرة شملت غيابه عن مباراة في الدوري ومباراة في الكأس قبل وصول إيضاح قانوني من الفيفا، عاد بعده من جديد للمشاركة مع ناديه دون أن تلحق به أية عقوبة لاحقاً.

"إنجازات صلاح تفوق إنجازات السيسي"

لم تبتعد السياسة عن التغريدات التي كتبها عشاق صلاح على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا الأمر وكأنه ثورة يقوم بها جيل مؤمن باللاعب باعتباره يمثل قيم جميلة، ضد نظام يرغب في تشويه كل القيم على حد تعبير بعض المستخدمين. "لما (حين) نتجمع على حاجة، يحاربوها أكثر من أي حاجة" هكذا غرد مستخدم متضامن مع صلاح، بينا وعد مستخدم أخر صلاح بإنه لن يكون بمفرده أبداً.
الحماس الشديد لصلاح وصل لدرجة أن مستخدم كتب أنه لا يدعمه فقط بل أنه مستعد للتبرع بكليته له، بينما قالت مغردة "والله عيب عليكي يا مصر". غردت مستخدمة أخرى بإنه إذا كان صلاح الناجح، الذي يعيش في انكلترا، يشعر بالضيق من تعامل مصر معه، فما بالك من المواطن الغلبان الذي يعيش داخل مصر؟ بينما اعتبر مستخدم آخر أن "إنجازات محمد صلاح أكثر من إنجازات السيسي". وعبّر مستخدم عن أسفه من أن مصر لديها القدرة على إحباط ليس فقط شخص موهوب و جميل مثل صلاح، لكن أيضاً أجيال تنظر لصلاح باعتباره قدوة.
وقال أحدهم إن محمد صلاح أصبح له "أولتراس" وشعبية تفوق أي شخص أخر في مصر بمراحل، حتى السيسي نفسه، مضيفاً "ابعدوا عن صلاح في صراعاتكم ووساخاتكم، واعتبروه خط أحمر، لأنه أصبح لديه شعب من المحبين سيتضامن معه".
الجدير بالذكر أن منتخب مصر يستعد للمشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا خلال شهر يونيو المقبل.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard