خوف وقلق على المستقبل: كيف تدمر مشاهد العنف في الإعلام نفسية المراهقين؟
الاثنين 30 أبريل 201805:53 م
تجتاح موجات العنف دول العالم بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، في البلدان العربيّة وسواها.
وتتم تغطية كلّ أشكالها من الممارسة القتاليّة إلى القنص والاقتتال المباشر، إلى مظاهر الدمار وأجساد الضحايا، وتنقل مَشاهدُ هذه الأعمال عبر نشرات الأخبار المتلفزة ووسائل الاتصال الاجتماعي، التي أصبحت في مُتناول جميع المشاهدين كباراً وصغاراً.
أكثر من أي وقت مضى، ينشأ المراهقون في العالم اليوم ويكبرون في ظروف متقلّبة ومليئة بالأحداث والحروب والاضطرابات وعدم الاستقرار، وبالتّالي باتوا معرّضين بشكل كبير ومتكرّر لمُشاهدة أعمال العنف التي تطال مجتمعاتهم أو مجتمعات قربية منهم.
ومن هنا جاء السؤال المشروع: "ما هي الآثار السلوكيّة والنفسيّة التي يعاني منها المراهقون نتيجة مُشاهدتهم لأعمال العنف في نشرات الأخبار؟"
فكانت دراسة ميدانية، في العاصمة اللبنانية، بيروت، أجريناها في عدد من مدارسها، شارك فيها 200 تلميذة وتلميذ من الصف الثانوي الأول، تتراوح أعمارهن/هم بين 16 و17 عاماً.
كان هدف الدراسة معرفة مدى تأثير هذه المشاهد في نفسيتهم وبالتّالي في سلوكهم.
إنّ طبيعة البحث فرضت اعتماد المنهج الوصفي التحليلي واستعملنا في عملنا الاستمارة التي ضمّت 24 سؤالاً تناولت الأبعاد النفسيّة والسلوكيّة لمُشاهدة صور العنف ومنها الخوف، والقلق واليأس والاكتئاب وغيرها.
تستعرض المقالة اضطرابات الخوف والقلق التي تتأتّى من هذه المشاهد بعدما أظهر البحث نتائج مهمّة.
فقد تبيّن أن حوالي ثلث التلاميذ (33% منهم) يخافون أن يلاقوا مصير القتلى والجرحى الذين يشاهدون صورهم، و32% منهم يتذكّرون مشاهد العنف التي يرونها و27% منهم ينتابهم الخوف عندما يصادفون هذهالصور.
وبناء على هذه النتائج، يتبيّن أنّ الخوف ينتاب نسبة مقلقة من التلاميذ عندما يشاهدون صوراً للعنف في نشرات الأخبار المتلّفزة.
وإذا سلّمنا جدلاً أنّه من الطبيعي أن يخاف المراهق ويشعر بعدم الاستقرار نتيجة التغييرات النفسيّة والجسديّة عنده، لا بدّ من التأكيد على ضرورة توفير الدعم والشعور بالأمان في فترة التغير هذه.
ولا بدّ كذلك من الالفتات إلى أنّ مشاعر القلق والخوف تتضاعف إذا تعرّض المراهق لمواقف لا يستطيع أن يسيطر عليها.
والعنف الذي يصله في مشاهد عبر شاشات التلفاز يأتي في رأس هذه المواقف.
إنّ مشاعر الخوف هذه لا بدّ وأن تؤثّر في ردّات فعل المراهق واستجاباته لمتطلّبات الحياة، فهو اجتماعيًاً يصبح أكثر انطوائيّة.
وفي دراسته، يفقد تركيزه المطلوب حتّى أنّه في بعض الأحيان يتساءل "ما جدوى التحصيل العلمي في وقت أنا معرّض للقتل والاستباحة والتعنيف؟"
واللافت أيضاً أنّ مشاعر الخوف ترافق المراهقين الذين يصادفون أعمال عنف، أكان ذلك بشكل متكرر أم لا.
كيف تترجم مشاهد العنف في حياة المراهقين؟ هنا ما تستخلصه دراسة من 24 سؤالاً شارك فيها 200 مراهق ومراهقة (16-17 سنة)
كان هدف الدراسة معرفة مدى تأثير هذه المشاهد في نفسيتهم وبالتّالي في سلوكهم.
إنّ طبيعة البحث فرضت اعتماد المنهج الوصفي التحليلي واستعملنا في عملنا الاستمارة التي ضمّت 24 سؤالاً تناولت الأبعاد النفسيّة والسلوكيّة لمُشاهدة صور العنف ومنها الخوف، والقلق واليأس والاكتئاب وغيرها.
تستعرض المقالة اضطرابات الخوف والقلق التي تتأتّى من هذه المشاهد بعدما أظهر البحث نتائج مهمّة.

"%33 من الأطفال الذين يشاهدون صور الموت والقتلى يخافون أن يلاقوا المصير ذاته"، من دراسة ميدانية في تأثير مشاهد العنف على المراهقين والأطفال
كيف تولد مشاهد العنف عند المراهقين خوفاً غامضاً ومُبالغاً فيه من حدوث أشياء سيّئة غير محتملة الحدوثفصور العنف تنطبع في ذاكرتهم وتشكّل عندهم جرحاً نفسياً كبيراً.
