شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ماذا لو أن الحلول البيئية موجودة في عقل باحث عربي؟

ماذا لو أن الحلول البيئية موجودة في عقل باحث عربي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 27 فبراير 201802:44 م
لا شك في أن الولايات المتحدة الأميركية هي دائماً السباقة في كل ما يتعلق بالمعلوماتية. أما في ما يخصّ حماية البيئة، خصوصاً ظاهرة تغير المناخ، فللقارة العجوز الدور الأكبر. اليوم، تعتبر ألمانيا وفرنسا من الدول الأكثر حرصاً على تطوير البحوث والمشاريع البيئية التي تسمح بالوصول إلى الأهداف التي نصت عليها اتفاقية باريس لتغير المناخ.  وتلعب فرنسا، ممثلة برئيس جمهوريتها إيمانويل ماكرون، دور الأم الحريصة على فرض احترام بنود اتفاقية باريس، والعمل جدياً على تطويرها. بالفعل، نرى كيف أن ماكرون هو أول من تصدى لقرار ترامب بالانسحاب من معاهدة باريس. فللقرار تداعيات كبيرة على مستقبل الكرة الأرضية ومصير المعاهدة، كون الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في العالم.  فقد نظّم هذا الرئيس، العام الفائت، مسابقة قُدّم لها على الإنترنت تحت عنوان «Make Our Planet Great Again». تهدف المسابقة إلى منح ملايين الدولارات، بحيث تجذب الباحثين الأميركيين، وتكون بذلك الرد السياسي الأمثل. وبالفعل، نجحت المبادرة وتقدم 5000 مشترك وتم اختيار 18 فائزاً منهم 13 أميركياً. كما يسعى ماكرون يسعى إلى التكلم عن الموضوع البيئي أينما ذهب. فقد فعل ذلك حين أكد في خطابه الذي ألقاه لدى زيارته الصين، ضرورة التعاون المشترك بين البلدين لحماية البيئة والتصدي لظاهرة تغير المناخ.  

من هنا، نتساءل متى سيتجه نظر ماكرون إلى الشرق الأوسط؟

إن استقطاب باحثين عرب لدراسة أبحاث بيئية وتطويرها حول تغير المناخ سيشكل إضافة إلى الدولة الداعمة.  أولاً، في حين نسمع مَن يتكلم عن انخفاض وطأة الحروب في منطقتنا، فإن الوقت حان لكي يرتبط اسم المنطقة بعبارات غير الحروب والقتل، كالمجال البيئي مثلاً. فلمَ لا نفكّر بتشجيع مبادرات لاستقطاب باحثين عرب ودفعهم إلى العمل في فرنسا؟ فقد تكون هذه الخطوة داعمة البيئة من جهة، ومبادرة سياسية جريئة من جهة ثانية تعزز بها فرنسا دورها دولةً حاضنة أفكار الشباب الذين سيساهمون في إعادة بناء ما دمرته الحرب.  فالعرب اليوم أكثر وعياً للمشكلات البيئية التي تطاولهم في حياتهم اليومية بشكل عام، مثل أزمة تدوير النفايات وتلوث الهواء من المعامل القريبة من مناطق سكنية. وإضافة إلى أن الشباب العرب اليوم مدركون خطورة ظاهرة تغير المناخ كونهم يعانون من تغير حالة الطقس (ازدياد درجات الحرارة) وتراجع المواسم الزراعية بسبب قلة الأمطار، أصبح الموضوع البيئي من المطالب الأولية التي تسعى الأحزاب السياسية إلى تبنيها من أجل كسب ثقة المواطنين من خلال إدراجها في برامجهم السياسية.  ثانياً، إن جذب الباحثين العرب إلى فرنسا ضمن خطة مدروسة ومع تمويل كافٍ لإنشاء مشاريع بيئية متطورة، تحت رقابة مسؤولين فرنسيين، وسيلة فعالة للحرص على حسن إدارة المال الموصود لهذه الغاية، بعيداً من الاختلاس الذي يمكن أن يحدث في حال ذهب التمويل مباشرة إلى منظمات محلية. علماً أن الاتحاد الأوروبي يمول جمعيات مدنية عربية بملايين الدولارات ونسبة الفساد عالية في ما يتعلق بكيفية صرف هذه الأموال. ثالثاً وأخيراً، إن إيجاد شباب عرب كفوئين ليس بالأمر الصعب في ظل أن عدداً كبيراً من الباحثين العرب يتابعون تعلّمهم العالي في جامعات فرنسية، وهم مندفعون إلى العمل على مشاريع بيئية تفيد بلادهم والبلد الذي يتابعون فيه دراساتهم.  فعلى سبيل المثل، إن طالب الدكتوراه اللبناني سيمون الحايك الذي يتابع دراسته في مجال علوم الحياة في جامعة باريس ديكارت (paris descartes) يضمّن أطروحته البحث عن حلول لمشكلات بيئية، وهو مندفع جداً إلى إيجاد أي فرصة لطرح مشاريع على نطاق واسع تعود بالربح على فرنسا كما على لبنان.  فإذا كان هدف ماكرون زيادة الوعي وإشراك العالم في القرار، فالشباب العرب ينتمون إلى هذا العالم ومشاركتهم في صنع القرار يجب أن يكون أمراً حتمياً، إن لم يكن الآن، ففي الأقل، بعد انتهاء الحروب.    
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard