شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"تلميع لإسرائيل وتطبيع معها"؟ ضابط إسرائيلي ضيف على شاشة الجزيرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 21 فبراير 201806:36 م
أثارت إطلالة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في برنامج "الاتّجاه المعاكس" على شاشة الجزيرة، عاصفة عربية من الانتقادات ضد القناة، ووصف البعض ما حدث بأنه "استفزاز وتلميع وتطبيع إعلامي مع الكيان الصهيوني". دارت الحلقة حول تداعيات إسقاط مقاتلة إسرائيلية بالدفاعات الأرضية للجيش السوري، وشارك فيها صلاح قيراطة، الذي يُقدّم على أنه محلل سياسي وضابط سوري سابق. "تحطمت هيبة إسرائيل أم زوبعة في فنجان؟". بهذه العبارة روّج مقدم البرنامج فيصل القاسم للحلقة في حسابه على تويتر.
وبعد كتابة تغريدة القاسم بدقائق معدودة، كتب أدرعي، ممهداً لظهوره مساء الثلاثاء، تغريدة قال فيها: "لأول مرة ضابط في جيش الدفاع يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة، حيث سأخبر المشاهدين أنه في كل مكان في الشرق الأوسط حيث يسود الشر والفساد نجد أيادي فيلق القدس الإيراني، وسأتحدث عن التفوق الجوي الإسرائيلي برغم الاحتفالات المضحكة التي شاهدناها في دمشق".

ماذا قال أدرعي وقيراطة؟

أمام كاميرا في غرفة استديو صغير، جلس الضابط وخلفه صورة أظهرت مبانيَ مُضيئة في تل أبيب، استعداداً لمواجهة الضابط السوري السابق صلاح قيراطة. ذكر أدرعي أن إسقاط صواريخ سورية لطائرة إسرائيلية لم يمسّ هيبة سلاح الجو، لافتاً إلى استمرار النشاط الجوي للكيان الصهيوني في سوريا.
كذلك هاجم إيران: "الجهة التي تستطيع إسقاط الطائرة الإيرانية الأكثر تطوراً لدى الإيرانيين والإغارة على عربة التحكم الإيرانية في سوريا في موقع يبعد 250 كم عن إسرائيل ليست بحاجة لتتكلم عن تفوقها الجوي، وإنما تفوقها الجوي يتكلم عن نفسه".
وفي المقابل، قال المحلل السياسي السوري صلاح قيراطة إن الحديث عن أهمية إسقاط الطائرة الإسرائيلية "ليس مبالغة"، وأضاف: "الآن، أجزم أن إسرائيل لا تعرف قدرات الجيش العربي السوري". وأضاف: "سوريا تستعيد عافيتها رغم كل أشكال العهر السياسي واللاأخلاقي الذي جوبهت به. إسقاط الطائرة ليس مجرد حدث عادي، بل غيّر قواعد الاشتباك". ووجّه القاسم نقداً لاذعاً للنظام السوري، متسائلاً: هل إسقاط سوريا مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 هو إنجاز عظيم أم "فرحة مشلول استطاع أن يحرك أصابعه"؟
ليست المرة الأولى التي يظهر فيها أدرعي على شاشة الجزيرة، ولكنه كان يطلّ كمعلّق وليس كضيف في برنامج

انتقادات واستهجان

عقب بث الحلقة، عابت شخصيات عربية على فضائية الجزيرة استضافتها أدرعي، ووصفت ما حدث بأنه "وقاحة وسقطة كبيرة تستوجب الإدانة". وغرّد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة قائلاً: "كلما تشاجر الأشقاء، غازلوا عدوهم أكثر في السر والعلن. السؤال: كيف قبل 'الممانع' بمحاورة الصهيوني؟".
ودوّن مغردون عرب وفلسطينيون عن "مهزلة ترفع سقف التطبيع"، وطالبوا بتوقف القناة عن لعب دور منبر لبث الأكاذيب والترويج للاحتلال.
ورأى آخرون أنه "لا منطق صحافي أو أخلاقي" وراء إصرار الجزيرة على استضافة أدرعي، وذكّر البعض بما تفعله قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وقالوا: "وجهة نظر القاتل ليست جديدة ولا عبقرية ولا هي رأي آخر ننتظره".
وعلّق الإعلامي المصري عمرو أديب في برنامجه "كل يوم" على فضائية "ON E"، قائلاً: "إنتم جايبين أفيخاي عندكم عشان يرعبنا؟ هو ده دور قناة الجزيرة".

ليست المرة الأولى

هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها أدرعي على شاشة الجزيرة، إذ سبق أن أطل منها مرات عدة، منها عام 2008، عندما برر الهجوم العنيف على قطاع غزة والذي استمر حتى مطلع عام 2009. وفي 10 فبراير الجاري، رد من القناة نفسها على التعليقات التي رافقت إسقاط سوريا للمقاتلة الإسرائيلية. ولكنه كان يطلّ كمعلّق وليس كضيف في برنامج.
وفي أغسطس الماضي، أعلن مسؤولون في إسرائيل اعتزامهم إغلاق مكتب الجزيرة في القدس، إلا أن ذلك لم يحدث. ورغم مطالبته عام 2013 بإغلاق مكتب القناة في إسرائيل، ظهر الأكاديمي الإسرائيلي مردخاى كيدار في برنامج "الاتجاه المعاكس"، في ديسمبر 2017، ووجه اتهامات للفلسطينيين والعرب، قائلاً: "العالم العربى فاشل ومستنقع من النار والدمار، ولا أحد يريد التقرب من العرب. أنتم شر أمة أخرجت للناس وإسرائيل دولة متقدمة ولو فتحت أبوابها أمام العرب لانتقلوا إليها منذ اليوم الأول".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard