شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
لأنها سئمت تحوير الوقائع وإطلاق المفاهيم الخاطئة، تمارا عبد الهادي تصوّر الرجل العربي بتجرّد

لأنها سئمت تحوير الوقائع وإطلاق المفاهيم الخاطئة، تمارا عبد الهادي تصوّر الرجل العربي بتجرّد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 8 يناير 201805:59 م
الرجال العرب باتوا فئة منسية ومهملة. وإن حكى عنهم الإعلام، وخاصةً الغربي منه، يصورهم خشنين وعنيفين ومتحرشين ومستغلين ومستبدين. هذه الصورة النمطية المشوهة للرجل الشرقي استفزت بعض الأشخاص الذين حاولوا من خلال أعمالهم دحض هذه الأفكار السائدة، منهم المصورة العراقية الأصل تمارا عبد الهادي. في حوار مع تمارا عبد الهادي، نسلط الضوء على أبرز أعمالها التي لقيت رواجاً، ونحاول تجسيد الصورة الشفافة التي أرادت نقلها عن الرجل العربي، إلى الغرب وإلى كل فرد تأثّر بتلك المفاهيم العشوائية.

رجل عربي إرهابي عنيف

في معظم أعمالها الفنية، تسعى المصورة العراقية-الكندية تمارا عبد الهادي إلى إبراز خصوصيات مجتمع الأقليات، والتطرق الى أفكار متعلقة بالذكورة، وهو أمر يظهر بشكل خاص في مشروعها الجديدThe People's Salon. توضح تمارا لرصيف22 أن "صالون الشعب" هو سلسلة من الصور التي التقطتها في صالونات تصفيف الشعر الخاصة بالرجال. وعن الهدف الكامن وراء هذا المشروع، تقول:" إنه احتفاء بالمواهب والإبداعات المزدهرة التي تقف وراء تصميم شعر الرجال"، مشيرةً إلى أنها استطاعت تلمس تقدير الأسلوب الشخصي للرجال والتعبير عن ذواتهم من خلال تسريحات الشعر. ففي العام 2011، أطلقت المصورة الفوتوغرافية التي تعمل لأبرز الصحف الأجنبية، مشروع "وادي السلام" وهو مقبرة في النجف في العراق، وقد أرادت تمارا تسليط الضوء على هذه المقبرة تحديداً كونها تحتضن أكثر من 5 ملايين جثة، الأمر الذي يجعلها أكبر وأقدم مقبرة في العالم، وتكتسب هذه المقبرة أهمية خاصة إذ كانت شاهدة على العديد من الحروب، وخاصة بين القوات الأميركية وجيش المهدي خلال معركة النجف في العام 2004. تؤكد عبد الهادي أن "رمزية هذه المقبرة التي تقع في دولة ترزح تحت الحرب هي التي كانت السبب في ولادة هذا المشروع". كما عملت تمارا على مشروع "مدينة الموتى" الذي يدور حول مقبرة في وادي النيل في القاهرة، تحولت الى موطن للعديد من العائلات التي اتخذت منها مسكناً. وفي العام 2012، أطلقت عبد الهادي مشروع "بقايا الحرب" الذي يتحدث عن موقع في السليمانية في كردستان، بهدف نقل حجم الدمار والاحتلال وعمليات العنف التي شهدها العراق في السنوات الثلاثين الماضية. ترى تمارا أن عمل الفنان ينمو مع مرور الوقت، مشيرةً إلى أنها تصر أكثر من أي وقت مضى على مواصلة عملها لتبديد المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالعالم العربي.

تصور الرجل العربي بشفافية

بهدف كسر الصورة النمطية وإظهار التنوع والغنى في مجتمعاتنا العربية، تولت تمارا عبد الهادي التي تتخذ من بيروت مقرا لها، إعداد مشروع أطلقت عليه إسم "تصور الرجل العربي" يقوم على فكرة تسليط الضوء على اختلاف شكل الرجل العربي وفق ثقافة كل شخص والبيئة التي ينحدر منها. فقد أكدت لرصيف22 أنها سئمت أن يتم تحوير الوقائع وخلق القصص والمفاهيم الخاطئة عن الرجل العربي: "يكفي أن يقوم الناس في الغرب بسرد الأخبار التي تتعلق بنا، آن الآوان لكي نتحدث نحن عن قصصنا". أبصر مشروع "تصور الرجال العربي" النور بعدما استفادت المصورة من تجربتها الشخصية في العيش في كندا وملاحظتها للقوالب النمطية التي يوضع فيها الرجال العرب، وقد لمعت فكرة كسر الأنماط التقليدية حين قامت بتصوير شاب فلسطيني في دبي يتمتع بملامح لطيفة، وليست قاسية كما يتخيل البعض، من هنا استوحت فكرة إعداد سلسلة من الصور التي تعود لرجال من مختلف البلدان العربية للتأكيد على أن الرجال في الشرق ليسوا كلهم عنيفين وظالمين بل يتمتعون بملامح ناعمة وهادئة. عن هذا العمل، تقول تمارا:" إن المشروع هو مجموعة من الصور التي تعود للرجال العرب بين 2009 و2014، أردت من خلاله الاحتفاء بجمال هؤلاء الرجال الحسي والفريد والكشف عن جانب جديد من هوية الإنسان العربي المعاصر في خضم التغيير الذي يطرأ على مجتمعاتنا التي كانت في الغالب ترفع راية الذكورة الفائقة والمبالغ فيها". من مصر، ولبنان، والأردن، وفلسطين، والمغرب، والخليج، التقطت تمارا صوراً لرجال شرقيين من مختلف الجنسيات في سياق رسم صورة للتراث العربي والسمات المشتركة بين الرجال العرب، إضافة الى التأكيد على التنوع الموجود في المنطقة العربية والملامح اللطيفة، بمعزل عن صفة الإرهاب والرجولة المفرطة التي غالباً ما تلتصق بصورة الرجال الشرقيين المتعارف عليها. INSIDE_TamaraPhotographer9 بدر من الكويت INSIDE_TamaraPhotographer8 غزوان من العراق INSIDE_TamaraPhotographer2 طارق من الأردن INSIDE_TamaraPhotographer10 دافي من الكويت INSIDE_TamaraPhotographer1 فجر من العراق MAIN_Tamara بسام من العراق INSIDE_TamaraPhotographer3 ياسين من المغرب INSIDE_TamaraPhotographer6 هشام من لبنان INSIDE_TamaraPhotographer5 رشيد من المغرب INSIDE_TamaraPhotographer7 أحمد من مصر اختارت المصورة إبراز هؤلاء الرجال العرب من دون ملابس بهدف إظهارهم بمظهر إنساني ذي طابع فني بامتياز، تقول:" أردت أن أضع الصور في قالب سردي جميل وإظهار الرجال من دون ملابس للتركيز على الجانب الإنساني في شخصيتهم". أما بالنسبة الى آراء هؤلاء الرجال الذين وافقوا على الظهور في المشروع، فتؤكد تمارا أنهم كانوا إيجابيين الى حد كبير وكانت التجربة ممتعة: "كل هؤلاء الرجال الذين وقفوا أمام عدستي كانوا داعمين ومتفهمين لأهمية هذا المشروع، لذلك كانت التجربة إيجابية كثيراً". وعن سبب اختيارها تصوير الرجال دون النساء، تجيب المصورة بأن الرجال العرب باتوا "فئة منسية ومهملة"، كما أن "صورة الرجل العربي تتعرض لتشويه مستمر من قبل الإعلام الغربي عبر الأفلام المختلفة والبرامج التلفزيونية". وتمارا قررت أن ترد على هذه الأعمال بمشروعٍ فوتوغرافي أقرب للواقع. وقد استند المشروع بشكل خاص إلى تمويل ذاتي من قبل عبد الهادي، إضافة الى قيام المصورة في العام 2012 بإطلاق حملة لجمع الأموال بهدف المضي قدماً في مشروعها والذهاب الى شمال أفريفيا وأجزاء من الشرق الأوسط لاستكمال عملية التقاط صور الرجال بهدف أن يكون عملها متنوعاً وأكثر شمولية. تعمل تمارا على تحويل مشروع "تصور الرجل العربي" إلى كتاب، مؤكدةً أنه في مرحلة التصميم حالياً، وسيبصر النور فور العثور على ناشر مناسب. الجدير بالذكر أن تمارا عبد الهادي تحرص في كل أعمالها الفنية، على استكشاف المجتمعات المكونة من الأقليات والتي يوضع أفرادها ضمن قوالب نمطية. ففي العام 2011 عملت تمارا على مشروع "صور شخصية من داخل فلسطين"، وهو مبني على الوسائط المتعددة إذ أقامت كشكاً تفاعلياً متنقلاً للصور وطلبت من الأشخاص التقاط صور شخصية في مخيم العماري للاجئين في رام الله، أما الهدف من هذا المشروع فكان يندرج أيضاً ضمن عملية تغيير القوالب النمطية بواسطة الأعمال الفنية، تقول: "من خلال التصوير الفوتوغرافي تمكنت من الخوض بعمق في هذه المسائل بعقل منفتح وقلب يتطلع الى المعرفة بهدف الوصول الى الحقيقة بواسطة الفن".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard