شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
قل لنا يا صاحب السعادة... كيف نعيش حياة سعيدة؟

قل لنا يا صاحب السعادة... كيف نعيش حياة سعيدة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 27 نوفمبر 201707:44 م
"كلنا عاوزين سعادة... بس إيه هي السعادة؟ ولا إيه معنى السعادة؟ قل لي يا صاحب السعادة"، هكذا غنى الممثل الكوميدي المصري الراحل إسماعيل ياسين من خلال مونولغ "صاحب السعادة" (إنتاج عام 1953) محاولاً البحث عن معنى السعادة. نعم، بالفعل جميعنا يرغب في السعادة، فهي الضمان لحياة ناجحة، ويحاول دليل حديث نشر على موقع نيويورك تايمز أن يخبرنا كيف نعيش حياة سعيدة، هادئة، من دون مشكلات نفسية وصعوبات.

السعادة تبدأ من عقولنا

يؤكد المقال الذي كتبته تارا باركر بوب المختصّة بكتابة مقالات وكتب هدفها نشر ثقافة السعادة والنجاح، أن الحياة السعيدة تبدأ من داخل كل إنسان لا من خارجه. يحدث الأمر حين نقوم بما يمكن أن نطلق عليه عملية ترويض لجميع أفكارنا السلبية، وإدراك أن كل إنسان معرض لأن يفكر في طريقة سلبية، خصوصاً في عصرنا الحالي حيث تحيط بنا المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية من كل جانب. فقد نفقد مثلاً إنساناً عزيزاً علينا، أو نواجه خيانة من شخص نحبه، أو قد نضطر لترك العمل لأي سبب، كل هذا سيجعلنا نفكر في طريقة سلبية، وكلنا معرضون لذلك. هناك استراتيجية مهمة تقترحها عليكم تارا، وهي تدريب عقولنا على التعامل مع الأفكار السلبية، فالحل هنا ليس في الضغط على عقولنا لعدم التفكير في طريقة سلبية، بل في كيفية التعامل مع الأفكار السيئة بطريقة صحيحة. لا تحاولوا أبداً وقف هذه الأفكار، دعوها تمر بسلام، فمثلاً لو استغنت الشركة التي تعملون فيها عنكم لأي سبب، عندئذ ستسيطر عليكم أفكار عن عدم الأمان المالي والخوف من المستقبل... أليس كذلك؟ اطرحوا على أنفسكم أسئلة من نوع: هل أنا قلق بشأن المال؟ ماذا أفعل لأجد فرصة عمل أفضل تضمن لي مستقبلي وتعطيني الشعور بالأمان؟ وقتئذ ستجدون أنفسكم تبحثون عن فرصة عمل أفضل أو تلتحقون بدورات تعليمية تؤهلكم للتميز وتساعدكم في الترقي وهكذا... هناك طريقة ذكية للتغلب على الأفكار السلبية وهي أن تتعاملوا مع "أنفسكم" كأنها صديق مقرب منكم، استمعوا لعقولكم ولما تطرحه من أفكار سلبية، وتخيلوا أن عقل كل منكم صديق عزيز يطلب منكم النصيحة فانصحوه... بعد ذلك، طبقوا ما تنصحونه به على أنفسكم. حين تراودكم أفكار سلبية، تنفسوا جيداً، فالعلم يؤكد أن التنفس المنتظم يقلل من الأعراض المرتبطة بالقلق، الأرق، الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، يمكنكم هنا تجربة تمارين اليوغا، فقد أثبتت نجاحها في الوصول إلى السلام النفسي. يمكنكم أيضاً إحضار مذكرة صغيرة، وكتابة مخاوفكم وأفكاركم السلبية كلها، وجميع المشكلات التي تواجهونها، فالكتابة تجعل نفسيتنا أفضل، وقد تهدينا إلى ابتكار حلول لمشكلاتنا. بصفة عامة، الكتابة عن الذات والتجارب الشخصية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات سلوكية وتجعلنا أكثر سعادة. وحين تراودكم أفكار سلبية، من المهم أن تتحركوا. فهذا أفضل لكم من الجلوس أو النوم، فجملة "الحركة بركة" هي جملة علمية جداً. ومن المهم أن تعلموا أن التفاؤل إذا كان جزء منه وراثياً، فهناك جزء منه مكتسب، وهذا يعني أنه يمكنكم تعلم التفاؤل حتى في أصعب الظروف. خلاصة القول: إن التفكير السلبي يحدث لنا جميعاً، ولكن إذا تعلمنا كيف نتعامل بشكل سليم مع هذا التفكير فنحن بذلك نتخذ خطوة كبيرة نحو حياة أكثر سعادة.
نشعر بالسعادة حينما نروض أفكارنا السلبية وندرك أننا عرضة لأن نفكر بطريقة سلبية في عصرنا الحالي
لا تحاولوا أبداً وقف الأفكار السلبية بل دعوها تمر بسلام وتعاملوا مع أنفسكم كصديق مقرب منكم وانصحوها

المكان الذي تعيشون فيه قد يكون سبباً في سعادتكم

قد لا يعرف كثر أن المكان الذي نعيش فيه قادر على جعلنا سعداء، بداية من المنزل المناسب مروراً بالمدينة التي فيها منزلنا، وصولاً إلى البلد الذي نعيش فيه، فإذا كنتم مثلا تعيشون في بلد ظروفه الاقتصادية والأمنية صعبة، فهذا قد يكون سبباً في تعاستكم. ولو نظرنا مثلاً إلى تقرير السعادة العالمي الذي يحدد البلاد الأكثر سعادة، فسنجد دائماً أنها ذات اقتصاد قوي وتوفر لمواطنيها نوعية حياة مريحة، بينما البلدان الأقل سعادة غالباً ما تعاني من الحروب والكوارث الطبيعية والظروف الاقتصادية الصعبة مثل سورية على سبيل المثل. الطموح هنا مهم، فكروا في الانتقال إلى مكان جديد يوفر لكم ظروف حياة أفضل، فلو كنتم تعيشون في منطقة عشوائية في بلدكم فيجب أن يكون لديكم طموح لتحسين ظروفكم بهدف شراء منزل في منطقة أرقى وأفضل. اسكنوا في منطقة تطل على مناظر خلابة، ومن المهم أن تحيط ببيوتكم أشجار كثيرة ومساحات خضر، فهذا يجعلكم أكثر سعادة. من المهم أيضاً، اختيار مكان تكثر فيه المطاعم ووسائل الترفيه، فهذا كفيل بأن يجعلكم سعداء، إضافة إلى أن وجود نباتات في بيوتكم وصور لمناظر طبيعية يحسّن حالتكم النفسية. ويجب أن يكون البيت مرتباً ونظيفاً، فالفوضى تسبب الحزن. وحاولوا أن تستثمروا في شراء مراتب (فرشات) وأسرة ووسادات مريحة وطبية، واهتموا جداً بغرف نومكم واجعلوها أقرب إلى الغرف الفندقية المريحة والنظيفة، وأبعدوا شاشات التلفاز منها تماماً، فغرف النوم للراحة والحب وليست لمشاهدة الأخبار. ماذا لو كنتم تعيشون في بلد تعيس، ظروفه صعبة؟ نعتقد أن الأمر حان لأن تفكروا في الهجرة.   ابحثوا عن أصدقاء سعداء يؤكد العلم أن وجودكم بشكل دائم بين أصدقاء سعداء سيعطيكم شعوراً حقيقياً بالسعادة، ابتعدوا من الناس المحبطين، الحقودين الذين لا يفكرون إلّا في طريقة سلبية. أمضوا وقتاً طويلاً مع أصدقاء يحبون الحياة والسفر والخروج، ويستمتعون بمشاهدة الأفلام في السينما، حيث تظهر الدراسات أن سعادتنا مرتبطة بسعادة الآخرين، وعلمياً فكل صديق سعيد إضافي يزيد من فرصكم في السعادة بنحو 9 في المئة. كما أن وجودنا بالقرب من أناس نحبهم قادر على أن يجعلنا سعداء، لذلك من المهم حين تختارون منزلاً جديداً أن يكون قريباً من أصدقاء أو أقارب لكم. لا تجدون أصدقاء؟ بسيطة... اشتروا قططاً أو كلاباً، ودعوها تعش معكم في المنزل، فالحيوانات الأليفة تلعب دوراً مهماً في جعلنا سعداء، ودائماً ما يكون أصحاب الحيوانات الأليفة أكثر سعادة.   العمل المناسب يجعلنا سعداء العثور على عمل مناسب يجعلنا سعداء، هذا ما يؤكده العلم، لا تعملوا في أي وظيفة والسلام، بل اسألوا أنفسكم جيداً ما العمل الأنسب لكم، والذي ستشعرون بسعادة حين تؤدونه. فالعمل المناسب الذي نحبه يعطينا شعوراً بالرضا، كما يجعلنا نقابل أشخاصاً لديهم اهتمامات وخبرات مشتركة، ويعطينا فرصة للحصول على أصدقاء جدد، ويوفر لنا خبرات عدة كفيلة بجعلنا سعداء. ابحثوا أيضاً عن عمل يوفر لكم دخلاً مناسباً، فنحن سنصبح سعداء حين نمتلك القدرة على شراء الوقت... شراء الوقت؟ إنه مصطلح يعني قدرتنا على توفير وقتنا، مثل طلب الطعام الجاهز من الخارج بدلاً من تمضية وقت طويل في تجهيزه، أو استئجار مساعدة منزلية بدلاً من القيام بأعمال المنزل وهكذا.

وأخيراً

التطوع في أعمال خيرية، ومساعدة الناس سواء بالأموال أو الدعم أمران مهمان يزيدان من شعورنا بالسعادة... لا تصدقوا؟ جربوا.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard