شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هل تعلمون أن التغلب على السمنة طريقكم للوقاية من السرطان؟

هل تعلمون أن التغلب على السمنة طريقكم للوقاية من السرطان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 19 نوفمبر 201710:42 ص
تعتبر السمنة المفرطة سببا لإصابة واحد من كل خمس وفيات بمرض السرطان. ووفقاً لمركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة، فإن 40% من جميع أنواع أمراض السرطان التي تم تشخيصها في عام 2014 لمن هم دون الـ50 عاماً، ارتبطت بالسمنة وزيادة الوزن، فالوزن الزائد هو القاتل الصامت الذي لا يقل خطورة وصعوبة عن كثير من الأمراض المزمنة، بل قد يزيد. تعد السمنة سبباً مباشراً للإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب وهشاشة العظام والنقرس والسكري من النوع الثاني وأمراض المرارة واضطرابات الجهاز التنفسي مثل انقطاع النفس أثناء النوم والربو. وتنبع سخرية  الأفلام  والدراما من البدناء من عدم إدراكنا لخطورة السمنة كـ"مرض قاتل"، وهو ما سعت جين برودي JANE E. BRODY للفت النظر إليه عبر مقال لها بالنيويورك تايمز.

هل السمنة أخطر من التدخين؟

تعرف منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها مشكلة تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون بما يضر صحة الإنسان على عدة أصعدة. وتوضح برودي في عمودها الثابت عن الصحة والتغذية، أن أغلب الأشخاص يعتقدون أن التدخين أكثر ضرراً وتسبباً في الإصابة بالسرطان من البدانة، إذ أثبتت دراسة أمريكية أن 90% من الأمريكيين لا يدركون وجود صلة أساسية بين السرطان والسمنة. ويؤكد تقرير سابق للمعهد القومي للسرطان أن 84 ألف حالة إصابة بالسرطان سنوياً في أمريكا وحدها، ترتبط بالسمنة. وقد توصلت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومركز مكافحة الأمراض، بعد تقصي أكثر من 1000 بحث يدرس الصلة بين السمنة والإصابة بالسرطان، إلى أن "البدانة" تعد مؤشراً خطرا على الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان على الأقل، مما يهدد بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، خاصة بعد أن أثبت العلم  أن سرطان المريء والكبد والمعدة والمستقيم والمرارة والثدي والرحم والبنكرياس والمبيض، والكلى والغدة الدرقية والقولون جميعها وثيق الصلة بالسمنة وزيادة الوزن. وبعبارة أخرى، كلما كان الشخص أكثر وزناً، كلما كان أكثر تعرضاً لتطور أحد هذه السرطانات المميتة. وتوقع العلماء ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان نتيجة لتزايد أعداد المصابين بالسمنة، واقترحوا مكافحة السمنة كوسيلة للحد من الإصابة بالمرض القاتل.

كيف تسبب السمنة السرطان؟

يطرح موقع ويب طب عدة تفسيرات يقترحها علماء المعهد الوطني للسرطان National Cancer Institute لكيفية تأثير السمنة في تطور السرطانات المختلفة؛ من أبرزها: التأثير المباشر وغير المباشر للخلايا الدهنية على منظِّمات نمو الورم وبعض العوامل التي تحفز انقسامه. كما تنتج الأنسجة الدهنية كميات زائدة من هرمون الأستروجين الذي أثبت العلم صلة قوية بين المستويات المرتفعة منه وبين سرطاني الرحم و الثدي. فضلاً عن ارتباط البدانة والدهون المتراكمة بالإصابة بالالتهابات الحادة التي قد تتطور إلى أورام سرطانية.
الوزن الزائد هو القاتل الصامت الذي لا يقل خطورة وصعوبة عن كثير من الأمراض المزمنة، بل قد يزيد
ترتبط البدانة والدهون المتراكمة بالإصابة بالالتهابات الحادة التي قد تتطور إلى أورام سرطانية

السمنة وسرطان الثدي في العالم العربي

أجريت دراسة بعنوان "السمنة عامل الخطر الأكبر في إصابة النساء العربيات بسرطان الثدي" على 1172 امرأة مصابة بالسمنة، قارنت بين الحالات المرضية من حيث عناصر مختلفة كالزواج والعمل والأمية والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض وزيادة الوزن والسن وممارسة الرضاعة الطبيعية من عدمه، وأخيراً السمنة. ووجدت الدراسة، التي أجريت في العام 2014 ونشرتها BMC Cancer، أن السمنة أكثر العوامل اشتراكاً بين أفراد العينة بمعدل 38.1%. وأوضح القائمون على الدراسة أن أهمية نتائجها تتمثل في توضيح اختلاف العوامل المؤثرة في إصابة المرأة في العالم العربي بسرطان الثدي عن نظيراتها في البلدان الغربية، كما تدق ناقوس الخطر للنساء العربيات من أجل الانتباه إلى أوزانهن.

هل القضاء على السمنة بهذه الصعوبة؟

رغم أن السمنة في ذاتها ليست مرضاً غير قابل للعلاج، إلا أن برودي تحذر من خطورة إحباط الأشخاص عندما يفشلون في فقدان الوزن في المراحل الأولى، فضلاً عن التأثير السلبي للسخرية من البدناء ووصمهم بألفاظ غير محببة من قبل الأشخاص العاديين أو حتى المعالجين، يضاف إلى ذلك نمط الحياة غير الصحي للكثير من الشباب والأطفال بسبب الأطعمة الجاهزة والمشبعة بالدهون والزيوت.

كيف نواجه تلك الأزمة؟

لعل العلاجات التقليدية للسمنة، من إتباع تغذية سليمة وممارسة الرياضة بانتظام، والتخلص من العادات السيئة كالتدخين وتناول الكحول، والتخلص من الوجبات الجاهزة والغنية بالزيوت تكون ناجعة، غير أن العلاج النفسي الذي يقدم الدعم ويقوي إرادة مرضى البدانة مطلوب أيضا، إذ أن هذه التحذيرات تبعث لنا برسالة مفادها " آن الوقت لتغيير كثير من عاداتنا وأفكارنا الخاطئة كتناول الطعام في حالات الحزن والحرمان العاطفي أو التعامل مع الطعام على أنه من ملذات الحياة أو اعتبار البدانة أحد سمات الجمال".  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard