شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بعد 30 عاماً.. بريطانيا تعيد فتح التحقيق في مقتل ناجي العلي: ما الجديد؟

بعد 30 عاماً.. بريطانيا تعيد فتح التحقيق في مقتل ناجي العلي: ما الجديد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 29 أغسطس 201704:47 م
مرّ ثلاثون عاماً على مثل هذا اليوم الصيفي الذي غلب فيه الموت رسام الكاريكاتور الفلسطيني الأشهر ناجي العلي، بعد 51 عاماً من حياته قضى معظمها ثائراً ومبدعاً. قبل هذا الموعد بشهر، خرجت رصاصة الغدر من مسدس "غلوك" لتخترق رقبته من الخلف في وضح نهار نايتسبريدج في لندن، بينما كان متوجها إلى مكتبه في جريدة "القبس" الكويتية. ثلاثون عاماً لم تكن كافية لطمس قضية ناجي، فقد أعلنت الشرطة البريطانية إعادة فتح التحقيق في قضية اغتياله، وقد دعا المحققون في شرطة لندن كل من يمتلك معلومة بشأن المشتبه بهما الرئيسيين، وهما مطلق النار والرجل الآخر الذي شوهد يفر من ساحة الجريمة بسيارته، إلى التقدم بها وتزويد المحققين بما يمكن أن يكشف معلومات جديدة من شأنها أن تكشف هوية المتورطين. وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية دين هايدون إن "الجريمة المروعة بحق العلي قد دمرت عائلته، وبعد ثلاثين عاماً من وقوعها ما زالت هذه العائلة تعاني من الخسارة". وأوضح هايدون، الذي يشرف على القضية، أن الشرطة كانت قد "اتبعت سابقاً عدداً من خيوط التحقيق التي لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين… مع ذلك، ثمة الكثير الذي يمكن أن يكون قد تغير خلال السنوات الثلاثين الماضية، وهي مدة كفيلة بأن تبدّل ولاءات الناس، ومن كان ممتنعاً عن الكلام في السابق قد يكون اليوم على استعداد لتزويدنا بمعلومات حاسمة".
30 عاماً لم تكن كافية لطمس قضية ناجي، فقد أعلنت الشرطة البريطانية إعادة فتح التحقيق في قضية اغتياله
30 عاماً كفيلة بأن تبدّل ولاءات الناس، ومن كان ممتنعاً عن الكلام قد يكون اليوم على استعداد لإعطاء معلومات حاسمة
هذه المعلومات نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي أوضحت بأن قتل العلي جاء في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وذلك قبل أشهر من اندلاع الانتفاضة الأولى. وعادت الصحيفة في روايتها إلى اللحظات التي سبقت مقتل العلي، وذلك حين ركن سيارته في إيكسوورث بلايس ثم توجه نحو شارع درايكوت ومنه إلى شارع إيفيس. وأفاد شهود عيان أنهم رأوا شخصاً مسلحاً كان يتبعه، ووصفوه بأنه ذات ملامح شرق أوسطية وعمره حوالي الـ 25 عاماً، مع شعر طويل أسود وسميك، متموج في الخلف… وكان يحمل مسدس أوتوماتيكي أسود. وتم العثور على المسدس، الذي استخدمه القاتل، في مشروع هالفيلد العقاري في بادينغتون بعد عامين تقريبا من الجريمة، وتحديداً في 22 أبريل 1989. وقد قام متخصصون في الطب الشرعي بتحليل المسدس، بما في ذلك اختبار إطلاق المسدس، كما نشرت  الشرطة صورته. وبعد الهجوم، كان المشتبه به قد شوهد يركض من شارع إيفيس مرة أخرى عبر شارع درايكوت باتجاه إيكسوورث. كما أفاد شاهد آخر بأنه رأى رجلاً يعبر طريق فولهام باتجاه لوكان بلايس ويدخل في مقعد السائق في سيارة مرسيدس ذات لون فضي، بعد وقوع الحادث بقليل، موضحاً أنه كان يضع يده داخل سترته كما لو كان يخفي شيئاً. وصرحت الشرطة عن قيامها بتعديل الصورة التقريبية التي كان قد رسمها الفنان عن المسلح بعد وقت قصير من الحادث، بما يمكن أن يبدو عليه المشتبه به اليوم. كما أعادت التذكير بإحداثيات السيارة، وما تملكه من أرقام وأحرف على لوحتها. وقال هايدون إن "المسلح قد شوهد يتعقب العلي لمدة 40 ثانية قبل إطلاق النار عليه، وعلى الرغم من مدة الهجوم القصيرة، تمكن الشهود من إعطاء توصيف جيد للمشتبه به"، معقبا "نعتقد أن القاتل كان قد رتب للقاء الرجل الذي يقود سيارته المرسيدس الفضية مباشرة بعد القتل. كما نعتقد أن هذا السائق كان يبدو وكأنه يخفي السلاح في معطفه، مع نيته التخلص منه". وتوجه هايدون بنداء إلى كل من يمكن أن يمتلك معلومات مفيدة في قضية قتل ناجي العلي بالاتصال بفريق التحقيق 02032769014، ومن خارج بريطانيا على الرقم 00442032769014. وكانت أصابع الاتهام في اغتيال العلي قد طالت جهات عديدة، من جهاز الموساد الإسرائيلي وذلك بعدما اعتقلت السلطات البريطانيّة شخصا يدعى بشار سمارة تبين بعد ذلك علاقته بالجهاز الموساد، كما منظمة التحرير الفلسطينية بعدما فسر البعض أن لها مصلحة بتصفيته بسبب رسوماته التي طالت قياداتها آنذاك. وفي كتابه "أكله الذئب"، اتهم الكاتب شاكر النابلسي المنظمة، مستذكرا اللقاء الذي جرى بين العلي ومسؤول رفيع فيها كان يحاول إقناعه بتغيير أسلوبه في الطرح، لكن ناجي رد عليه بنشر كاريكاتير انتقد فيه ياسر عرفات ومساعديه. كما اتهم آخرون أنظمة عربية بالتورط، مثل السعودية، بسبب انتقاده اللاذع لها. والآن، ورغم الوقت على رحيل صاحب مقولة "اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو ميت"، تعيد بريطانيا فتح التحقيق علها تبرد بعض ما يعتمل في نفوس عائلة مكسورة ومحبين صعقهم رحيله المفاجئ. 

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard