شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
عيد السينما في مصر.. الأضحى سابقاً

عيد السينما في مصر.. الأضحى سابقاً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 2 سبتمبر 201709:11 ص
برغم أن آلات العرض السينمائي لا تتوقف عن الدوران طوال العام في مصر، فإن صناع الأفلام يعتبرون أن مكاسبهم الأكبر تتحقق أثناء موسمين رئيسيين: الأول هو موسم الصيف، مع إجازات المدارس والجامعات، والثاني موسم الأعياد (الفطر، والأضحى). تستقبل السينمات المصرية في موسم عيد الأضحى مجموعة أفلام تتنافس على الفوز بنقود المصريين، ويمكن تقسيم هذه الأفلام إلى نوعين، النوع الأول أنفق عليه ميزانية كبيرة إلى حد ما ويقوم ببطولته نجوم من الصف الأول أو نجوم شباك بلغة السينما. أما النوع الثاني فهو الأفلام القليلة الميزانية والتي تحوي ما يمكن أن نطلق عليه خلطة تتناسب وأغلب جمهور أفلام العيد وتتكون من كوميديا ورقصة وأغنية شعبية، وغالباً ما تعتمد هذه الأفلام على ممثلين من أصحاب الأجور القليلة مقارنة بأجور نجوم النوع الأول.

هذه هي افلام عيد الأضحى

في النوع الأول ذي الميزانية الكبيرة نجد أفلام مثل الكنز الذي يقوم ببطولته عدد كبير من النجوم، منهم هند صبري وروبي ومحمد سعد ومحمد رمضان وغيرهم، والفيلم من إخراج شريف عرفة عن قصة لعبد الرحيم كمال. والفيلم الثاني هو الخلية الذي يقوم ببطولته أحمد عز، وهو من تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان. وفي قائمة النوع الثاني، فيلم خير وبركة الذي يقوم ببطولته على ربيع وتارا عماد، وهو من إخراج سامح عبد العزيز، ومن تأليف جورج عزمي. وهناك أيضاً فيلم شنطة حمزة الذي يقوم ببطولته المطرب حمادة هلال وهو من تأليف أحمد عبد لله وإخراج أكرم فاروق. وفيلم بث مباشر الذي يقوم ببطولته سامح حسين وهو من تأليف طارق رمضان وإخراج مرقس عادل. وفيلم أمان يا صاحبي الذي يقوم ببطولته سعد الصغير ومحمود الليثي، وهو من إخراج هاني حمدي وتأليف سيد السبكي، وهروب مفاجئ الذي يقوم ببطولته أشرف مصيلحي وساندي، وهو من تأليف سامح فرج، وإخراج إبرام نشأت. INSIDE_CinemaAdhaINSIDE_CinemaAdha

عيد الأفلام... الأضحى سابقاً

يعد الخروج إلى السينمات طقساً مهماً لدى المصريين سواء في عيد الفطر أو الأضحى، ويحارب أغلب المنتجين المصريين لحجز مساحة لأفلامهم في العيد، وتمتد الطوابير أمام السينمات منذ ليلة الوقفة إلى مسافة كبيرة وهو ما لا يحدث طوال أشهر السنة. وحققت الأفلام المعروضة في أول يومين فقط من موسم عيد الفطر الماضي مبلغ إجمالي "24857455" جنيهاً مصرياً. وتنافست وقتها أفلام عدة أبرزها هروب اضطراري لأحمد السقا وجواب اعتقال لمحمد رمضان وتصبح على خير لتامر حسني. ومتوسط سعر تذكرة السينما للفرد في دور العرض المصرية 40 جنيهاً، (حوالي دولارين وربع الدولار) وهو ما يجعلها نزهة غير مكلفة مادياً لعدد كبير من المصريين.

من هم جمهور موسم الأعياد في مصر؟

لم يلتقِ الناقدان السينمائيان شريف ثابت ومحمد حمدي من قبل، لكنهما اتفقا في حديثهما مع رصيف22 على أن جمهور أفلام العيد في مصر هم من شرائح الطبقة المتوسطة والطبقة الأدنى. ويضيف حمدي أن أغلبية جمهور أفلام العيد هم الشباب من الجنسين في الفئة العمرية من 16 إلى 25 عام تقريباً، معتبراً أنه من النادر في هذا الموسم أن يدخل الناس بشكل فردي للسينمات "هو موسم للشلة والعشاق". وحاول الناقد الفني محمود عبد الشكور في مقال له أن يجيب على السؤال من هم جمهور السينما في مصر؟ ووصف عبد الشكور السؤال بالصعب في ظل عدم وجود مراكز بحثية متخصصة في مصر. وأكد أنه خلال عشرين عاماً قضاها في المواظبة على مشاهدة الأفلام فى دور العرض، والحديث مع جمهور السينما، استنتج أن الأمر معقد ويحمل مؤشرات غريبة. "لقد اكتشفت مثلاً أن عدداً لا بأس به من المتفرجين "العشوائيين" لبعض الأفلام، ومنهم أشخاص دخلوا الفيلم دون أن يعرفوا شيئاً عنه أو عن أبطاله، ولمجرد تمضية الوقت بدلاً من الجلوس في مقهى"، يقول عبد الشكور في مقاله. ويقول شريف ثابت لرصيف22 إن المنتجين يسعون لعرض أفلامهم في العيد لأنه بحكم العرف تحول لموسم. "فسحة العيد وإنفاق العيدية ارتبطا لدى ملايين المصريين بدخول السينما". وفي الثمانينيات والتسعينيات، كانت المنافسة الأشد بين أفلام كل من عادل إمام ونادية الجندي، لكن تغير الأمر منذ العام 1997، وبالتحديد بعد النجاح غير المتوقع لفيلم "إسماعيلية رايح جاي" (من بطولة محمد فؤاد ومحمد هنيدي) وسيطرة ما أطلق عليه سينما الشباب.
يعد الخروج إلى السينما في العيد طقساً مهماً لدى المصريين ويحارب أغلب المنتجين لحجز مساحة لأفلامهم في العيد
جمهور أفلام العيد في مصر هم من شرائح الطبقة المتوسطة والطبقة الأدنى، فهي نزهة ممتعة وغير مكلفة
وبحسب الناقد محمد حمدي، فإن موسم عيد الأضحى أصبح موسماً مضمون النجاح، وهناك أعداد كبيرة من المصريين لا تدخل السينما إلا في هذا الموسم وموسم عيد الفطر. ويفسر حمدي الأمر بأنه يعود إلى توافر سيولة مالية مع الكثير من المراهقين والشباب نتيجة الحصول على العيدية، ما يجعل قرار شراء تذكرة سينما أسرع وأسهل. ويتفق معه ثابت الذي يضيف أن السينما تعد "خروجة" ممتعة وغير مكلفة، وتناسب قطاعات كبيرة من المصريين قد لا يكونون من جمهور السينما التقليدي، وهو ما يجعله موسماً مغرياً للمنتجين والموزعين. وبعد الفوضى التي تلت احتجاجات 2011 في مصر سيطر البطل الشعبي "البلطجي" على أغلب أفلام السينما المصرية، وباتت أفلام الممثل محمد رمضان التي يؤدي فيها هذا الدور تحقق إيرادات ضخمة. وتحقق الأفلام التجارية التي تنتجها عائلة السبكي (إحدى أشهر العائلات في مجال صناعة السينما في مصر حالياً) نجاحاً كبيراً وتسببت في شهرة كبيرة لراقصات ومطربين منهم الراقصة صوفينار والمطرب أحمد شيبة الذي تخطت أغنية له في أحد الأفلام التي أنتجها محمد السبكي 182 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. ويتوقع الناقد شريف ثابت أن يتصدر فيلما الكنز والخلية إيرادات العيد، ويتفق معه في هذا الرأي الناقد محمد حمدي.

عن "صناعة" السينما

بحسب الصحافي المتخصص في الشأن الاقتصادي الحسيني حسن، فإن موسم الأعياد في مصر أصبح أكثر ربحية من أي موسم آخر بالنسبة لصناع الأفلام. السبب في ذلك كما يرى الحسيني هو ميول المستهلك المصري إلى الحصول على جرعة من الترفيهه أثناء الأعياد. "أغلب الشباب المصريين يدخرون جزءاً من مدخولهم، لمشاهدة الأفلام في دور عرض، تحديداً شباب "الأقاليم" الذين يتوافدون إلو محافظة القاهرة في تلك الفترة". يقول حسن. ويري حسن أن صناعة السينما مهمة لأي اقتصاد، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوز إيرادات بعض الأفلام المليار دولار، ما يسهم في زيادة حصة الدولة من الضرائب المستقطعة من أرباح شركات الإنتاج، إلا أن كل ذلك ناتج عن طريق اهتمام الدولة هناك بالتوسع في إنشاء دور العرض ودعم تلك الصناعة. وبالنسبة للسوق المحلي المصري، يرى المحلل الاقتصادي أن صناعة السينما لا تمثل دخلاً للدولة فحسب عن طريق الضرائب التي تستقطع من الممثل وشركات الإنتاج، بل توفر أيضاً الآلاف من فرص العمل.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard