شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
دليلكم للتعازي

دليلكم للتعازي "أونلاين"...

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 29 أغسطس 201710:29 ص
يعتبر تقديم واجب العزاء من أصعب المهمات والمواقف التي قد يجد المرء نفسه غارقاً فيها، وعلى الرغم من المسافات التي قد تفصل بين الأشخاص ما قد "يسهّل" تقديم التعازي بواسطة رسائل بسيطة، إلا أن الموضوع يبقى شائكاً وحساساً لكثيرين. ما الذي يجب قوله؟ كيف نعبّر؟ برسالة نصية أم ببريد إلكتروني أو بتعليق على فايسبوك؟ هل يصح استخدام "الإيموجيز" الحزينة على شبكات التواصل؟ ماذا عن الاتصال الهاتفي المباشر؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان حين يجد الفرد نفسه مسؤولاً عن تقديم واجب العزاء، والإجابات عنها متنوعة بحسب علاقة الشخص بعائلة الفقيد.

شبكات التواصل

قد تكون شبكات التواصل والإنترنت بشكل خاص سهّلت التواصل بين المستخدمين، أصدقاء كانوا أم زملاء عمل أو أفراداً من عائلة واحدة. وفي بلدان الشرق الأوسط الذي هاجر كثر من سكانه إلى دول اللجوء، باحثين عن مأوى من الحروب التي ضربته خلال السنوات الست الأخيرة، باتت وسائل التواصل الاجتماعي مدنهم الافتراضية والأماكن الوحيدة التي تجمعهم. فعلى صفحة فايسبوك ينعى الميت، وتُنشر صوره، بل وقد يقام عزاء افتراضي، وتمتلئ "جدران" أهل المتوفى/اة بالتعازي. أحياناً يقوم الناس بذكر الميت أو عمل "تاغ" له عند تعزية أهله، كأنهم ينادونه.
أسئلة تتبادر إلى الأذهان حينما يجد الفرد نفسه مسؤولاً عن تقديم واجب العزاء أونلاين... ماهو المقبول إجتماعياً؟
أحياناً، يُعتبر إرسال رسالة على "فيسبوك" كافياً في حال لم تجمع الطرفين صداقةٌ أو علاقة مقربة...
على فايسبوك ينعى الميت وتمتلئ "جدران" أهله/ا بالتعازي ويقوم الناس بعمل "تاغ" له/ا وكأنهم ينادونه/ا
لعل آخر وفيات السوريين مثلاً كانت الفنانة المعارضة فدوى سليمان مثلاً، والتي اتخذ تشيعها جانباً افتراضياً. فهي كانت تقيم في فرنسا بعدما لجأت إليها تاركة بلدها، بعيدة من كثر من أصدقائها، وأصبح فايسبوك هو المكان الوحيد للتعبير عن الحزن وتعزية أهلها. لكن، هل التعزية عبر فايسبوك رغم كل هذا، كافية؟ بحسب دراسة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، الإجابة هي لا. ووفق هذه الدراسة، فالجزء الأهم هو "ما بعد إرسال الرسالة الإلكترونية"، أي القيام بخطوة ملموسة: إرسال رسالة خطية أو برقية أو باقة زهور بيضٍ أو حتى اتصال هاتفي تقليدي، إذا كان المتوفى قريباً منكم. إلا أن آراء المختصين تختلف حول الطريقة الأنسب لتقديم التعازي، تحديداً أونلاين. فأحياناً، يُعتبر إرسال رسالة على فايسبوك كافياً في حال لم تجمع الطرفين صداقةٌ أو علاقة مقربة، بذلك تكون التعزية بواسطة رسالة أمراً مقبولاً، وتناقش الكاتبة شيلا كولينز في مقالة بالنيويورك تايمز أهمية تفادي تقديم التعازي بشكل علني، وإرسال رسالة خاصة، ما يظهر "احتراماً وحميمية". وفي حال عدم نشر عائلة الفقيد أو المقربين منه أي منشور أو معلومة عن وفاته، تنصح بعدم مناقشة الوفاة علناً أو حتى تقديم التعازي على شبكات التواصل، لأن عائلة الفقيد قد لا تكون جاهزة للحديث عن الوفاة.

رسائل خاصة

بعيداً من القيام بواجب العزاء بتعليقات علنية، يصح أيضاً إرسال رسائل على شبكات التواصل، ولكن ماذا نكتب فيها؟ من البدهي أن يجد الانسان نفسه في حال "جفاف فكري" عند تخطيطه لكتابة رسالة عزاء، لكن المتلقي سيفرح بها بالتأكيد. لذا، لا ضير من الوقت المستثمر في كتابتها. من المهم أن تتضمن الرسالة معلومات وأخباراً الجميلة عن الفقيد إذا كان الكاتب من معارفه أو أصدقائه، فكتابة رسالة تعزية قد يكون تحدياً، لكنه قد يرسم أيضاً ابتسامة على وجه المتلقي الذي سيقرأ معلومات جميلة ومعبرة عن شخص فقده، ما يعكس اهتمام المرسل بمواساة عائلة الفقيد أو المقربين منه.

ذكريات وصور

تقول مقالة النيويورك تايمز أن مشاركة الذكريات مع عائلة الفقيد مفيدة، لأنها تساعد في تذكّر الأوقات الجميلة التي حظي بها المتوفى في حياته. ذلك سيخفف من عبء الخسارة شيئاً فشيئاً، وإذا كانت الرسالة على شبكات التواصل فسيسهل عند ذلك إرفاقها ببعض الصور. يُنصح بالابتعاد من محاولة مقارنة ما تمر به عائلة الفقيد أو المقربون منه بأي مما مررتم به عند فقدانكم أي شخص، لأن للحزن والحداد تأثيراً مختلفاً في كل شخص وقد لا تتشابه المواقف. وينصح أيضاً بتقديم العزاء بعد إرسال الرسالة على مواقع التواصل، باتصال هاتفي بعد فترة، تحديداً إذا كان الفقيد - أو عائلته - من المقرّبين، لأنه يضمن وصول التعزية للشخص المعني.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard