شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أبرز 6 سيلفيز بين الجثث... تحذير: بعضها يحتوي على سمايليز

أبرز 6 سيلفيز بين الجثث... تحذير: بعضها يحتوي على سمايليز

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 22 أغسطس 201704:28 م
الموضة أصبحت ظاهرة، والظاهرة استحالت لعنة، واللعنة طاردت الجميع حتى الموتى. هنا القرن الـ21. على سطح كوكب الأرض. الأفراد الاجتماعيون يتبارزون بالسلفيز، من أعلى ناطحات السحاب، وقرب أكثر الجثث تفحماً، فالمكافأة الاجتماعية تبدو إحدى أهم الجوائز الإنسانية في العصر الحالي. في البدء كانت صورة، يلتقطها أحدهم لنفسه، مستعيناً بالكاميرا الأمامية في هاتفه، ينشرها أمام أصدقائه الافتراضيين، ممنياً النفس بقدر من «اللايكات»، وكم من التعليقات المستحسِنة، ويا حبذَا لو وصل الأمر إلى «الشير»، لتجوب صورته حسابات الفيسبوك أجمع. حالياً اتسع الكادر، ليضم جثث قتلى إلى جانب ملتقِط الصورة. Screen-Shot-2017-08-21-at-12.35.35-PMScreen-Shot-2017-08-21-at-12.35.35-PM 1 خرجت إلينا الأخبار مؤخراً في مصر بخبر عن نقل مسعفَيْ وزارة الصحة، اللذين التقطا صورة «سيلفي» بجوار جثث ضحايا حادث قطاري الإسكندرية الأخير (الجمعة 11 أغسطس)، إلى واحة سيوة، بين حدود مصر وليبيا، عقاباً لهما على عدم مراعاتهما لمثل هذا الظرف الإنساني. تلك الواقعة تم التعامل معها إدارياً، وعوقب مرتكباها، هذا في حال تصنيفهما مذنبين. لكن ما حدث يستدعي الرجوع لأفعال مشابهة، أو مطابقة، إلا أن فاعليها لم ولن يحاسبوا قانونياً أو إدارياً، نظراً لأن ما صدر منهم يخصهم وحدهم، ولا ينتمون لمؤسسات كبرى تخشى على سمعتها، كما هو الحال مع وزارة الصحة المصرية. Screen-Shot-2017-08-21-at-12.36.00-PMScreen-Shot-2017-08-21-at-12.36.00-PM في الفترة الزمنية نفسها التي انتشرت فيها صورة المسعفَين، كانت صفحات التواصل الاجتماعي تضج بصورة مشابهة لمواطنين مصريين يقفون في أحد طوابير المعاشات، وعلى الأرض جثة لرجل حان أجله فمات، فما كان من الحاضرين إلا أن غطوه بورق الجرائد، والطابور لا يزال محافظاً على انتظامه، كلِ في دوره، لكن هناك من رأى أن تلك الواقعة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فهب ثائراً، وأخرج هاتفه ملتقطاً الصور. Screen-Shot-2017-08-21-at-12.36.14-PMScreen-Shot-2017-08-21-at-12.36.14-PM في السادس والعشرين من يونيو، شهد مسجد الإمام الصادق، بحي الصوابر في الكويت، هجوماً انتحارياً راح ضحيته 27 قتيلاً، وأكثر من 220 جريحاً. حادث بمثل هذه البشاعة، أيقظ الموهبة الإخراجية لدى أحد المواطنين الكويتيين، فدخل إلى المسجد، ووقف وسط الأنقاض والتقط السيلفي. Screen-Shot-2017-08-21-at-12.36.24-PMScreen-Shot-2017-08-21-at-12.36.24-PM 4 في ليلة رأس السنة عام 2016، اندلع حريق في الطابقين 14 و15، من فندق العنوان، القريب من برج خليفة، ووصلت التحريات إلى أن السبب هو احتكاك كهربائي، لكن هناك شابين خطرت لهما فكرة، أن الأمر يستدعي احتفالاً، فالتقطا صورة لهما وخلفهما النيران. Screen-Shot-2017-08-21-at-12.36.32-PMScreen-Shot-2017-08-21-at-12.36.32-PM 5 نهاية أبريل عام 2016، جابت صورة للمراسلة السورية كنانة علوش، العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، محملة بالسخط، وتعليقات الرفض، بسبب ظهورها فيها على طريقة «السيلفي»، وخلفها جثث لضحايا وقعوا إثر القصف الجوي الذي شنه النظام السوري التابعة له قناة سما، التي تعمل فيها. لكن كنانة أوضحت الأمر على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك، مؤكدةً رفضها العنف: «لست من هواة القتل والتدمير، بل أتمنى أن يسود بلدي السلام، وأن تعود أيام زمان بكل تفاصيلها». Shot-2017-08-21-at-12.36.38-PMShot-2017-08-21-at-12.36.38-PM 6 في السعودية، نشر فتى صورة تجمعه بجده، قيل إنه متوفي ونفى الطفل ذلك، على صفحته على فيسبوك، معلقًا عليها: «باي باي يا جدي»، وفي الصورة يخرج لسانه! كل تلك الأفعال اتفق الجميع على استهجانها، ووصل البعض لدرجة وصف مرتكبيها بالمرضى، وهو ما دعانا لسؤال مختصين في الطب النفسي، للوقوف على حال هؤلاء، هل هو مرض حقاً، أم لحظة انفعالية، أم ماذا؟

ليسوا مرضى نفسيين لكنهم «بهائم»

قال الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بكلية طب القصر العيني لرصيف 22: «للأسف ما يفعله هؤلاء ليس له توصيف مرضي في الطب النفسي، إنما هو خلل أخلاقي، وانعدام في الذوق، وفقدان الكياسة، التي يميز من خلالها المرء ما يمكن فعله علناً، وما يستحيل ظهوره على الملأ». وأكد عبد العظيم أن ما فعله هؤلاء لا يُدرج تحت أي مسمى طبي في المرض النفسي، مشيراً إلى أن الأنظمة الحاكمة طوال عقود ساهمت في إخراج أجيال منعدمي الكياسة، نتيجة تدني مستوى التعليم، الذي أخرج إلينا «بهائم»، على حد تعبيره. واتفق استشاري الطب النفسي ياسر عبد الرازق، مع ما قاله سعيد عبد العظيم، قائلًا: «هؤلاء ليسوا مرضى، لكنهم بشر عاديون لديهم نزعات تستحق دراسة اجتماعية، وليس علاجاً نفسياً»، مُضيفًا: «المجتمعات العربية حالياً بحاجة لدراسة اجتماعية معمقة».

اضطرابات الشخصية ضد المجتمع

ورأى الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، أن تلك الأفعال، من أسوأ الأخبار التي سمعها في الفترة الأخيرة. وأضاف: «هؤلاء مرضى نفسيون بالفعل، ينطبق عليهم مصطلح: اضطرابات الشخصية ضد المجتمع، وهم فئة من الناس تتطلع إلى الشهرة أو نيل منصب أعلى على حساب غيرهم، وهذا يناسب كل الحالات المذكورة». وهل هؤلاء بحاجة لعلاج نفسي؟ جوابه: «علاج هذا النوع من المرض، صعب لأن المصاب به لا يمكن معالجته إلا بذهابه شخصياً إلى الطبيب، هذا إذا أراد، وشعر بأنه أصبح مُضراً لمجتمعه».

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard