شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ارتفاع ضخم لمعدّلات الوفيات في الشرق الأوسط عن طريق الانتحار والعنف

ارتفاع ضخم لمعدّلات الوفيات في الشرق الأوسط عن طريق الانتحار والعنف

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 9 أغسطس 201703:08 م
"مستقبل الشرق الأوسط قاتم إذا لم نتمكن من إيجاد سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة". هذا ما يؤكده تقرير حديث محوره معدّلات الوفيات بسبب أعمال العنف والانتحار في بلدان شرق المتوسط والعالم.
يكشف التقرير الذي صدر عن معهد القياسات الصحية والتقييم IHME، في جامعة واشنطن بسياتل، عن زيادة حالات الوفيات الناجمة عن العنف والقتل والانتحار والاعتداء الجنسي في الشرق الأوسط.
الإصابات المتعمدة، أي الناتجة عن أعمال العنف (القتل أو العنف البدني أو الجنسي) أو إيذاء ذاتي (الانتحار) أو عنف جماعي (الحروب)، أو بسبب التدخل القانوني (تدخل الشرطة)، شكّلت 4% من الوفيات عام 2015، أي نحو 1.4 مليون حالة عالمياً. وارتفعت الوفيات الناتجة عن الانتحار أو إيذاء الذات بمعدل 100%، خلال السنوات الـ25 الماضية في الشرق الأوسط، مقابل 19% في مناطق أخرى في العالم. أما معدل ضحايا العنف بين الأفراد، فزاد بنسبة 152% في الشرق الأوسط مقابل 12% في مناطق أخرى من العالم. وازداد معدل الوفيات بسبب العنف الجماعي والتدخل القانوني بنسبة 1027%، بينما انخفضت بنسبة 67% حول العالم. تبيّن الدراسة التي نشرت توصياتها في 15 ورقة أسباب الوفيات من مختلف الزوايا من 1990 حتى 2015، وتعتبر الحرب والعنف السببين الرئيسيين للوفاة في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان وليبيا خلال 2015. وترجّح الدراسة احتمال ازدياد معدلات الانتحار بسبب الضغوط الاجتماعية والقانونية والثقافية التي تدفع غالبية أسر المنتحرين إلى إخفاء الأمر. سُجلت أكبر نسبة وفيات بطريق الانتحار لدى الرجال في جيبوتي والصومال وأفغانستان، أما لدى النساء، ففي جيبوتي والصومال والعراق. وتشهد الصومال والعراق وأفغانستان أعلى معدلات وفيات بسبب الإيذاء البدني الناجم عن عنف الآخرين. يقول الاختصاصي النفسي المصري جمال فرويز إن الخوف من الاغتصاب في البلدان التي تسيطر عليها الفصائل المتناحرة دينياً أو سياسياً أو جماعات متطرفة مثل داعش، وراء انتحار الكثير من النساء في السنوات الأخيرة. ويعدّ مرض "تدهور سن المراهقة"، وهو اضطراب يصيب المراهق أو المراهقة، السبب الأول الكامن وراء انتحار الشباب، وخاصة الذين يتعرضون لضغوط الأهل في ما يتعلق بالدراسة أو إعالة الأسرة، أو المشاكل العاطفية.
الوفيات الناتجة عن الانتحار في الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 100% خلال 25 سنة، مقابل 19% في مناطق أخرى

الاضطرابات النفسية ومشكلات التغذية

تشير الدراسة إلى ارتفاع نسبة اضطرابات الصحة العقلية بين الأشخاص في الشرق الأوسط، وخاصةً الاكتئاب والقلق، علماً أن المرأة أكثر تعرضاً لها من الرجل. كذلك ارتفع معدل انتشار السمنة بنسبة 37% بين عامي 1980 و2015. ويعاني واحد من كل خمسة بالغين من السمنة، خاصةً في الكويت وقطر، في الوقت الذي زادت فيه نسب ضحايا سوء التغذية نتيجة عدم توفر الغذاء أو تلوثه. وتلفت الدراسة إلى انخفاض معدل الوفيات الإجمالي للأطفال دون الخامسة، ولكن بمعدل أبطأ من المعدل العالمي، موضحةً أن 80% من تلك الوفيات تحدث في 6 من أصل 22 دولة شملتها الدراسة، وهي أفغانستان وباكستان والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن.

ماذا عن الحلول؟

بحسب علي مقداد Ali Mokdad، معدّ الدراسة ومدير مبادرات الشرق الأوسط في المعهد، فإن "العنف المستعصي والمستوطن ينشىء أجيالاً ضائعة من الأطفال والشباب"، لذا فإن "مستقبل الشرق الأوسط قاتم إذا لم نتمكن من إيجاد سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
تتضمن مسودة خطة العمل العالمية بشأن العنف الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، عدداً من الإستراتيجيات المتعلقة بتحسين طبيعة حياة الأفراد وحالتهم الصحية للتغلب على الإصابات الناتجة عن العنف، وذلك من خلال الرعاية الصحية العادلة والمرتكزة على مشاركة المجتمعات المحلية ودعمها.
وفي حين توصي الدراسة بضرورة زيادة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة والمساعدة في إعادة بناء النظم الصحية في بلدانها، فضلاً عن زيادة الشفافية ووضع إستراتيجيات فعالة للحد من إيذاء النفس واعتماد العنف في العلاقات الشخصية، يرى فرويز أن السبيل للتخلص من هذا الدمار كله، يتمثل في التزام الحكومات المختلفة ومعارضيها وقف الصراعات المسلحة.
كما يشير إلى ضرورة دعم المتعثرين في الدول التي تعاني أزمات اقتصادية، فضلاً عن توفير السكن والعمل المناسبين لكل فرد متضرر من العنف أو الحرب، بالإضافة إلى العلاج التأهيلي.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard