شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
حكاية 7 مصورين وبضع شظايا وجسد أنثوي في سوريا

حكاية 7 مصورين وبضع شظايا وجسد أنثوي في سوريا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 8 أغسطس 201704:11 م
ليس من السهل أن ترفعوا كاميراتكم وتقرروا التصوير بهذه البساطة في سوريا، فالشوارع بفعل الحرب لم تعد ملك أولادها، صرتم تحتاجون إلى موافقة أمنية وعسكرية، قد لا يكون الحصول عليها يسيراً. وإذا لفتتكم لقطة وقررتم ألا تفوتوها، فقد تعرضون أنفسكم لمساءلة حول هدفكم من التصوير، كما تخشى كل الحكومات والميليشيات من الكاميرات في الحروب. علماً أن مخاطر المهنة في سوريا أفرزت أنواعاً متعددة من المصورين، بعضهم راح يبحث عن الجمال وآخر عن الأمل، ومنهم من قرر التخصص بالحرب. رصيف22 التقى مجموعة من أبرز المصورين السوريين وحاورهم عن الحرب والمرأة والجمال والشهرة والأمل والحب والأرض والصورة.

أحمد زملوط

أحمد زملوط الشاب العشريني، ابن اللاذقية، كان يقضي وقته على موقع YouTube يشاهد فيديوهات تعليمية، ويدخل أكثر في تكنيك الصورة. وبدأ كأي مصور، بالمشهد القريب والمحبب للعين، وهو تصوير landscape. وباعتبار أن مدينته اللاذقية تتمتع بمناظر خلابة، كانت تلك الطبيعة كفيلة بصقل حواسه. لاحقاً اتجه زملوط لتصوير portraits، وهو اختصاصه الحالي الذي يشبع عينيه وشغفه بحسب تعبيره. INSIDE_PhotographersSyria_Zamlout2INSIDE_PhotographersSyria_Zamlout2 INSIDE_PhotographersSyria_Zamlout1INSIDE_PhotographersSyria_Zamlout1 بدأت حكاية زملوط مع الحرب حين قرر دخول عالم التصوير الميداني، وبالنسبة له كانت مرحلة مهمة جداً، لأنه يعتبرها توثيقاً بالرغم من كل الألم المحيط ببلاده. ولكن المهم من وجهة نظره أن تُحفظ هذه الصور لتكون دليلاً للأجيال كيف عاشت البلاد حرباً عنيفة، قبل أن يعاد إعمارها، وهو أمله. وفي الوقت عينه لا يستطيع زملوط تحديد أي صورة هي الأهم له،لأن لكل صورة ظروفاً تجعل منها غير مشابهة لسواها، بحسب تعبيره.

أشرف زينة

أشرف زينة ثلاثيني العمر، تخرج من هندسة المعلوماتية، ويعمل حالياً في الغرافكس والتصوير الضوئي. بدايته كانت من التصوير الرياضي، في الملاعب السورية، حيث كان يطارد فريقه المحلي المفضل "تشرين"، ليصور مبارياته، قبل أن يدخل عالم التصوير بقوة. يقول زينة: "مع بداية الأزمة، تغيرت اهتماماتي بشكل كبير، فلم يعد السفر إلى بقية المدن ممكناً، وتحول اهتمامي بتصوير الأطفال إلى الجانب الإنساني. وعملت مع العديد من الفرق التطوعية والمنظمات المحلية، التي تهتم بالجانب الإنساني والإغاثة، خصوصاً مع الأطفال. وبدأت هوايتي تتجه لتصوير حياة الأطفال داخل المخيمات، ونقل معاناتهم اليومية، رغم الصعوبات الكبيرة التي تقيّد مهنة التصوير الضوئي في سوريا. INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina2INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina2 INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina1INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina1 INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina3INSIDE_PhotographersSyria_AshrafZeina3 للأسف ما زال الجميع يهاب الكاميرا هنا، وما زالت هواية التصوير الضوئي من أصعب الهوايات لجهة حرية حمل الكاميرا دون الخوف من عبارة "ممنوع التصوير"، التي يرددها الجميع دون أدنى فهم لفن التصوير الضوئي وأهميته ودوره في الحياة".

وسيم سيريس

أما الحلبي وسيم سيريس ابن الـ20 عاماً، فقد بدأ مسيرته في التصوير منذ كان عمره نحو 14 عاماً. يؤكد وسيم أن تجاربه السابقة كانت محض محاولات بسيطة تتعلق بتصوير السماء والطبيعية، وخلال كل ذلك كان يطور أدواته ومهاراته. وهكذا حتى نشبت الحرب، وهو ابن مدينة حلب، التي كانت أبرز مسارح الصراع. كان يرى سيريس صور مدينته حلب المدمرة خالية من الألوان سوى اللون الأسود والرمادي والأبيض، أي ألوان الأنقاض والركام، وفي ذاك الوقت كان يعد فيلمه القصير الأول الذي يجسد دمار المدينة عام 2014، وكان يحمل اسم "حبك بأنفاسي". INSIDE_PhotographersSyria_Wassim1INSIDE_PhotographersSyria_Wassim1 INSIDE_PhotographersSyria_Wassim3INSIDE_PhotographersSyria_Wassim3 INSIDE_PhotographersSyria_Wassim2INSIDE_PhotographersSyria_Wassim2 وبعد انتهاء الحرب في المدينة شعر بمسؤوليته، فبدأ بتصوير سلسلة صور عفوية وغير مفتعلة للمناطق المدمرة بحلب.

فيكتور ابراهيم

فيكتور ابراهيم، حاله حال الكثير من السوريين، حلمه البسيط بدأ من كاميرا موبايله، ومنها قرر مواصلة المشوار. يقول فيكتور إنه كان يبحث عن عرض ألف صورة في صورة. لاحقاً، استخدم كاميرا ديجيتال Nikon نصف احترافية، ثم كاميرا احترافية. ويتابع: "اعتمدت في صوري على شغفي بالحياة وتعلقي بها، أنا أرى تفاصيل الحياة متجسدة بالأنثى، الأنثى الطبيعة، الأنثى الأم". INSIDE_PhotographersSyria_victor1INSIDE_PhotographersSyria_victor1 INSIDE_PhotographersSyria_victor2INSIDE_PhotographersSyria_victor2 INSIDE_PhotographersSyria_victor3INSIDE_PhotographersSyria_victor3 ابراهيم اغترب ليكمل دراسته في التصميم والتصوير (ميديا ديزاين) في ألمانيا.

صبا مهتدي

صبا مهتدي المقيمة حالياً في دبي، تقول إنها كانت تريد أن تفعل أي شيء لبلدها، فلقي مشروعها التصويري الأول صدى كبيراً، وبناءً على ردود فعل الناس تحملت مهتدي مسؤولية كبرى. تقول صبا: "ربما ثمة كثير من الناس يقولون ماذا تفعل هذه الفتاة غير التقاط الصور، ولكن الحقيقة والهدف مغايران، أنا لست التقط الصور فقط، أنا أجدد الأمل الذي بدأ يتلاشى أحياناً". فصبا ترى أن الأمل سيظل حياً غداً وبعد غد وفي كل يوم. INSIDE_PhotographersSyria_Siba1INSIDE_PhotographersSyria_Siba1 ترى مهتدي أنه بالرغم من الوجع والحرب والخراب، لا تزال البلاد حلوة، ولا تنكر ضراوة المعارك في وطنها، لكن الصور التي التقطتها كانت جزءاً صغيراً من جمال بلادها، التي تريدها أن تعود كلها جميلة. وتؤكد أن حلمها الوحيد أن تنتهي هذه الحرب، وتريد أن يرى الناس مجدداً كم أنّ سوريا بديعة. فصورة واحدة كفيلة ربما بإيقاف أشخاص عن القتل، ووضعهم في حالة صمت، وقد توقف صور حروباً بأكملها، بحسب صبا.

مرهف منصور

مرهف منصور اختار أن يحترف التصوير التلفزيوني، فصار مصوراً لعدة قنوات فضائية. بدأ دربه عام 2012، ويقول إن سنوات عمله المستمرة حتى الآن هي الأصعب. فحمص التي تخصص بتغطيتها كانت ساحة الحرب الأوسع والأقسى. ويرى منصور أن من واجبه العمل في تغطية معارك كل المناطق دون استثناء، ودون كلل أو ملل، فكان خلال يوم واحد يصور في المدينة وخارجها، ومن هنا بدأ طريقه نحو الاحتراف. تعرض المصور الحربي لمواقف ميدانية خطرة لا حصر لها. يقول: "تعرضنا لكثير من المواقف والحالات الخطيرة التي تثني أي أحد عن متابعة عمله، وآخرها الإصابة التي تعرضت لها في ريف حمص الشرقي، لم أسمع وقتها صوتاً، ولم أرَ شيئاً، سوى أنني فتحت عينيّ لأرى الكاميرا تحتي والدماء تسقط عليها، قلت في داخلي ربما هذه المرة آخر مرة أصور معركة؟ ونهضت مسرعاً وجثث الضحايا والجرحى من حولي، وقد انتشرت الشظايا في كامل جسمي، لكنها ليست خطيرة. امتثلت للشفاء سريعاً، وعدت للعمل في غضون أيام ".

باسل رضوان

INSIDE_PhotographersSyria_radwanINSIDE_PhotographersSyria_radwan أما باسل رضوان، فالتصوير هواية لديه منذ صغره، فقد كان شغوفاً حيال كل كاميرا يصادفها، إلا أنه قرر شراء كاميرته الخاصة. ولاحقاً وجد طريقه إلى عالم الدراما، فقبل الحرب كان طالباً، ومع نشوب الحرب أنهى دراسته، حيث كان يعيش، في السويداء، قبل أن يقرر الانتقال إلى دمشق، ليبدأ طموحه.

وتستمر الحياة

استطاع سيريس بعد جهود حثيثة إطلاق معرض مهم هو الأول من نوعه في ألمانيا، كان يحمل رسالة واضحة لأنظار المشاهدين، بأن حلب لا تموت... "حلب لسا حلوة". أما فيكتور فبدأ مشواره الجديد في ألمانيا كمصور محترف، عمل مصوراً مساعداً لمصور أميركي وآخر ألماني، فاكتسب خبرة خصبة من خلال العمل مع المصورين العالميين، وحاول فهم التصوير كفن يساعد المجتمع على فهم الحياة أكثر، وبأنّ الصورة ليست مجرد لقطة، الصورة هي روح وحياة وحكاية. يشعر فيكتور وكأن عينيه كاميرا تتابع تفاصيل الحياة، وتحاول أن تخبرها للناس بموضوعية وشفافية وبلا قيود، لذلك اتجه في صوره لمواضيع "البودي آرت"، والصور التي تظهر جمال الجسد الأنثوي. جرأة فيكتور كانت ولا تزال محط إعجاب النقاد والجمهور، يصور الأنثى العارية على أنها روح وليست مجرد جسد، خصوصاً المرأة العربية، بحسب رأيه. بينما التمس زملوط طريقه نحو تصوير المشاهير، فخرج من حدود المحلية، وصار معروفاً في أوساط المشاهير العرب، متخطياً حدود بلاده الغارقة في الحرب. ويرى أن هذا التعامل له فوائده بالانتشار بسبب التعامل مع أسماء لها موقعها وجمهورها، ما يضعه أمام مسؤولية اكبر لتقديم أفضل صورة منتجة من فريق عمل سوري، لتعرض على مستوى الوطن العربي وخارجه، عن طريق أغلفة المجلات، في ظل وجود أسماء كبيرة ومهمة في التصوير الفوتوغرافي في الوطن العربي، اعتاد المشاهير التعامل معها خارج سوريا. أما أشرف زينة فشارك في عدة معارض خارج سوريا، كانت في معظمها تتحدث عن الطفولة والحياة في سوريا بعد الأزمة، أهمها في مدينة برشلونة، حيث أقام معرض تصوير فردياً لأطفال سوريا في الحرب، وكان ريعه مخصصاً لمساعدة الأطفال السوريين. كما شارك في معرض للتصوير الضوئي في كندا حول المناطق الأثرية في سوريا، وما تعرضت له من تدمير وتشويه خلال الحرب. وشارك في عدة مسابقات محلية ودولية، أهمها المسابقة التي أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان "وجوه الصمود في مواجهة الأزمات"، وحصل على المركز الأول فيها عن مشاركته بصورة لطفل صغير مع شقيقته في أحد مراكز الإيواء في اللاذقية. وباتت صبا تشغل مكانة creative director في دبي، واصبح عملها الأساس هو الخروج بأفكار فنية صورية جميلة، بالإضافة لتنظيم حملات على السوشال ميديا، وخصوصاً بما يتعلق بسوريا، كحملة Follow me to Syria، نفذت الفكرة في بلدها، وحصد عملها ضجة كبيرة، ووصل إلى أميركا وروسيا وهولندا وفرنسا، وانهالت عليها وسائل الإعلام. هنا بدأ درب نجاحها كما تعتقد، ومنذ شهرين أطلقت  حملة جديدة، اسمها Take me somewhere nice. وصار باسل جزءاً من منظومة الدراما والسينما في سوريا، وهو سعيد بجعل الدراما واقفة على قدميها على حد تعبيره. وخلال 3 سنوات، صور 16 مسلسلاً تلفزيونياً، آخرها قناديل العشاق، بعد خاتون وضبوا الشناتي، وبقعة ضوء، وصور أيضاً في لبنان أعمالاً عربية. وفي رصيده 4 أعمال سينما، و9 مسرحيات، ما عدا التجارب الشخصية والفردية.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard