شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
سوق المنشّطات الجنسية في مصر

سوق المنشّطات الجنسية في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 29 أكتوبر 201610:22 م

شهدت مبيعات المنشّطات الجنسية في مصر نمواً كبيراً في الفترة الأخيرة إذ بلغت المبيعات 800 مليون جنيه (112 مليون دولار) سنوياً حسب تقرير صادر عن نقابة الصيادلة المصرية في يوليو الماضي. وبيّن التقرير أن إنتاج المنشّطات الجنسية خلال فترات الأعياد والمناسبات نما نمواً كبيراً وصل إلى 20%، وأن الطلب تدنّى في شهر رمضان بنسبة 40%.

يؤكّد الصيدلاني محمود فتوح أن الطلب على المنشّطات الجنسية مستمر طوال السنة لكنه يزداد في الأعياد والمناسبات، كما يزداد يوم الخميس من كل أسبوع. ويرى الصيدلاني أحمد صدقي أن ما لا يقل عن 10% من الأشخاص الذين يزورون الصيدلية الخاصة به يومياً، يطلبون منشّطات جنسية، وأغلب هؤلاء تراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً. ويتذكّر الفترة التي تلت الثورة، عندما ازداد الطلب على المنشّطات خلال فرض حظر التجوّل الذي طُبّق أكثر من مرة في السنوات الثلاث الماضية.

المنشّط الجنسي لا يزيد بالضرورة الرغبة الجنسية وقد لا يساهم مباشرة في بلوغ الانتصاب، بل يرتكز مفعوله على استمرار الانتصاب الصلب لإكمال العملية الجنسية بنجاح

ليس خافياً أن نسبة انتشار المنشّطات الجنسية في السوق المصرية كبيرة جداً. هذا يُظهر أن المصريين يخلطون بين أهداف المنشّطات الجنسية الأساسية وما يعتقدون أنها قادرة على تحقيقه. فالمنشّط الجنسي لا يزيد بالضرورة الرغبة الجنسية وقد لا يساهم مباشرة في بلوغ الانتصاب، بل يرتكز مفعوله على استمرار الانتصاب الصلب لإكمال العملية الجنسية بنجاح.

هذا ما كشفته نسبة الشباب المرتفعة، التي تبحث عن المنشّطات الجنسية. يؤكد الدكتور هاني سامح، رئيس ملف الدواء في المركز المصري للحق في الدواء، أن الشباب هم الأكثر استهلاكاً للمنشّطات الجنسية في مصر لتحسين علاقتهم الجنسية، على الرغم من أنها أنتجت خصيصاً للمصابين بالضعف الجنسي من الرجال والشيوخ. وحذّر سامح من أن الإسراف في استخدامها قد يصيب الشباب بمشاكل على المدى البعيد، تصل إلى العجز الجنسي.

شهدت مبيعات المنشّطات الجنسية في مصر نمواً كبيراً في الفترة الأخيرة إذ بلغت المبيعات 800 مليون جنيه (112 مليون دولار) سنوياً حسب تقرير صادر عن نقابة الصيادلة المصرية في يوليو الماضي

هنالك أصناف عدة من المنشّطات الجنسية المنتشرة في السوق المصرية. بعضها مرخص، وهو لا يتعدى العشرين نوعاً من صنع شركات محلية وعالمية، وبعضها مغشوش، أضراره تؤدي إلى الوفاة. ويصل عدد هذا الصنف الزائف إلى 30 نوعاً.

في جولة ميدانية، تبيّن أن الفياجرا Viagra هي الأغلى سعراً من بين المنشّطات الجنسية ويبلغ سعر العلبة منها 40 جنيهاً (5.5 دولار). ويأتي مستحضر نابي فت Napifit في المركز الثاني، وسعره  20 جنيهاً للعلبة (2.7 دولار) وحلت مستحضرات فايركتا Virecta وباوريكتا Powerecta في المركز الثالث بسعر 18 جنيهاً (2.5 دولار) ثم مستحضر ايرك في المركز الرابع بسعر 16 جنيهاً (2.2 دولار)  ثم مستحضر سيلدين Silden وفيافاج Viavag وكماجرا Kamagra بنحو 6 جنيهات (أقلّ من دولار).

ثمة أصناف أخرى في متناول الطبقات الميسورة منها ليفترا Levitra وسعر العلبة 160 جنيهاً (22 دولاراً) وسيالس Cialis بسعر 78 جنيهاً (10 دولارات). هذه المنشّطات مرخصة كلها، أضرارها تنتج فقط من عدم  استشارة الطبيب قبل تناولها. أما باقي المنشّطات غير المرخص لها، فلا رقابة عليها وهي تُباع على الأرصفة في ميدان العتبة وسط القاهرة، أو بشكل سري في الصيدليات، بأسعار منخفضة. لذلك يطلق عليها "المنشّطات الشعبية". ودائماً تسمّى بألفاظ غريبة مثل "تايجر كينج" Tiger King والفيل الأزرق وشمشون والحجر الأحمر.

أما المنشّطات الجنسية الخاصة بالنساء فهي كلها، بحسب رئيس ملف الدواء في المركز المصري للحق في الدواء، مستحضرات غير مرخصة ويصل عددها إلى 7، وتُباع عن طريق التجار المتجولين ويراوح سعرها بين جنيه واحد و10 جنيهات. منها المناديل المنشطة، التي تحتوي على هرمونات، ولبان سكس لاف Sex Love Gum، بالإضافة إلى سبانش فلاي Spanish Fly الذي يباع أقراصاً أو علكة.

عن انتشار المنشّطات الجنسية في مصر، تقول الدكتورة عزه كريم، استاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن تناول المنشّطات الجنسية يعود لأسباب مختلفة، أهمها التوترات النفسية والضغوط الاقتصادية، وهذه مشكلات تفاقمت بعد الثورة، فدفعت الشباب إلى استهلاك ما يعدّونه نوعاً من الترفيه المساعد على التخفيف من حدة الضغوط.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard