شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
هل بات الشفاء التام من فيروس نقص المناعة ممكناً؟

هل بات الشفاء التام من فيروس نقص المناعة ممكناً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 25 يوليو 201703:39 م

ثمة أمل جديد للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب، عقب شفاء طفل جنوب أفريقي، في التاسعة من العمر، من الفيروس تماماً.

وهو ثالث حالة بشرية تتعافى منه كلياً، حسبما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وبحسب أحدث الدراسات، تمتع الطفل بنظام مناعي صحي وطبيعي طوال 8 سنوات بعد تلقي برنامج علاجي قصير فور ولادته.

وهذا ما جعل الباحثين يعتقدون أن: العلاج المكثف بعد فترة وجيزة من العدوى يساعد على الشفاء التام من الفيروس على المدى الطويل، وفي حال استمرار تطوير هذه الآلية قد يصبح لدينا نمط علاجي له.

ويتناول الأشخاص المصابون بنقص المناعة مضادات الفيروسات القهقرية بشكل يومي طوال حياتهم لمنع تطور المرض وانشطار الفيروس.

غير أن العلماء فوجئوا بنتائج التجربة السريرية التي عرضت بمؤتمر طبي في باريس وأظهرت عدم وجود أي نشاط للفيروس لدى الطفل، بعدما تلقى علاجاً مكثفاً، ثم بقي لمدة 8 سنوات دون علاج أو عقاقير.

العلاج المبكر والشفاء التام

أثبتت الدراسة التي موّلها المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أن العلاج المبكر للأطفال الحديثي الولادة ساعدهم على الشفاء التام من المرض، إذ بدأ علاج الحالات المصابة في عمر شهرين فقط وتوقف بعد 40 أسبوعاً.

أمل جديد للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب بسبب طفل جنوب أفريقي... ما حكايته؟
العلاج المبكر للأطفال الحديثي الولادة ساعدهم على الشفاء التام من فيروس نقص المناعة المكتسب

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الطفل، فيما بعد، بعمر التاسعة والنصف تحديداً، وجود مؤشرات للفيروس في عدد محدود من خلايا النظام المناعي، إلا أنها غير قابلة للتكاثر أو التطور.

ولفت الباحثون إلى أنه طالما لا يمتلك الطفل طفرة جينية تمنحه القدرة على المقاومة الطبيعية للفيروس، بدليل إصابته بالمرض، فإن الشفاء لابد أنه تم بفعل العلاج المبكر وليس مناعة الجسم.

ظاهرة نادرة؟

في المقابل، يرى خبراء أن الحالة "نادرة للغاية" ولا يمكن أن نعتبرها حتى "بداية بسيطة" في طريق الشفاء من الفيروس، الذي تسبب في مقتل 1.1 مليون شخص حول العالم في العام 2015.

وتوضح ليندا غيل بيكر، رئيسة الجمعية الدولية لمكافحة الإيدزInternational Aids Society التي تعتبر هذه الحالة نادرة جداً في مقابلة مع رويترز، أن الدراسة تعيد طرح نظرية أن المصابين بالإيدز لا يحتاجون إلى تناول العقاقير مدى الحياة.

وأكدت في المقابلة أن الدراسة "تثير التساؤلات أكثر مما تقدم من أجوبة"، رغم أنه حتى الآن تحققت نتائج مماثلة في حالتين سابقتين لطفلين أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في فرنسا.

أمل في إيجاد علاج

يقول مايكل برادي، المدير الطبي لمنظمة Terrence Higgins Trust الخيرية المهتمة بمكافحة الإيدز وتحسين الصحة الجنسية، أن الحالة "مثيرة للاهتمام، لكنها تتطلب المزيد من الأبحاث في السياق ذاته.

وأضاف في تصريحه للإندبندنت أن فهم إستراتيجية حدوث الشفاء قد يؤدي إلى ظهور إستراتيجيات جديدة للعلاج، وربما يتم التوصل إلى علاج شافٍ للفيروس ذات يوم.

"بلا شك تضاعفت الآمال بأننا ذات يوم سنصبح قادرين على استبدال العلاج طويل الأمد الذي يفرض على المتعايش مع الإيدز مدى الحياة بكورس علاجي مكثف في مرحلة الطفولة" قال برادي للإندبندنت.

وختم: "حتى الآن يبدو التشخيص المبكر وتناول العقاقير القهقرية المضادة للفيروسات مدى الحياة، أفضل خياراتنا لمكافحة هذا الوباء القاتل".

فهل يمنح العلاج المنتظر الحياة الطبيعية لملايين المصابين به في العالم العربي ويعانون من الاضطهاد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard