شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
دين وسحر وجنس ثم طبخ... هذا ما يقرأه المصريون

دين وسحر وجنس ثم طبخ... هذا ما يقرأه المصريون

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 15 يوليو 201701:33 م
تغيرت ميول القراءة لدى المصريين بعد ثورة 25 يناير، بحكم الظرف التاريخي والاقتصادي. كما أن مستوى التعليم وحالة المعيشة يلعبان دوراً محورياً في تحديد ماذا يقرأ الإنسان المصري حين يقرأ. وعن الحالة قبل الثورة، وفقاً لتقرير أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري صدر سنة 2010 بعنوان "ماذا يقرأ المصريون" جاء فيه: إن عدد الأسر المصرية التي يقوم أحد أفرادها بممارسة القراءة يقدر بـ2.2 مليون أسرة، منها نحو 1.5 مليون لديها مكتبة صغيرة بالمنزل. كما أوضح التقرير أن 88% من الأسر لا يقوم أي من أفرادها بقراءة أي نوع من أنواع الكتب ما عدا الكتب المدرسية، و76% من الأسر لا تقرأ الصحف والمجلات على الإطلاق، و79% من القراء الحريصين على قراءة الكتب، يقبلون على قراءة الكتب الدينية، تليها الكتب العلمية بنسبة 33%، ثم الكتب العلمية بنسبة 29%، وأخيراً الكتب السياسية بنسبة 11%. وكشف التقرير أيضاً أن الأخبار السياسية تتصدر الاهتمام عند قراء الصحف، تليها الأخبار الاقتصادية، ثم الأخبار الرياضية بنسبة 60% لكل منهما. ويذكر تقرير مجلس الوزراء أن 72% من الأسر يرون أن السبب في عدم إقبال المجتمع على القراءة بشكل كبير هو أولويات الحياة. و56% من الأسر يرون انخفاض الدخل هو السبب، و41% من الأسر المصرية يرون أن ارتفاع أسعار الكتب هو سبب العزوف عن القراءة. كما تبين من هذا التقرير أن 65% من الشباب الذين يحرصون على القراءة يهتمون بالكتب الدينية، ثم تأتي الكتب العلمية والتاريخية بنسبة 36% و 34% على التوالي.

الإقبال على الكتابات التافهة والناقصة

20049044_1705509849756958_1558249306_o20049044_1705509849756958_1558249306_o قال الدكتور محمود عبد الستار خليفة مؤسس ومدير البوابة العربية للمكتبات والمعلومات لرصيف22 أن سوق النشر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير قد فتح الباب أمام نشر كل كتابات الشباب المغمورين، وهذه الكتابات تشتمل على الغث أكثر من الثمين. وأضاف خليفة أن منهم من يكتب بالعامية وكتاباتهم في مجملها سطحية، ومع ذلك يقبل على قرائتها نسبة كبيرة من الشباب وذلك برغم تفاهة محتواها. وأوضح مدير البوابة العربية للمكتبات أننا لا ينبغي أن نغفل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطن المصري نتيجة الأحوال الاقتصادية الراهنة والتي تساهم في خفض معدلات القراءة بل والقضاء عليها لأن المواطن ببساطة سوف يبحث عن الرغيف قبل تفكيره ماذا يقرأ. وفيما يتعلق بأحوال المعيشة فإن نهى علاء الدين المدرسة المساعدة في تخصص المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة قالت أن نسبة كبيرة من المصريين يقرأون ولكن لا يقرأون كتباً كاملة، وإنما مجرد فقرات من هنا وهناك وبعضهم يكتفي بقراءة ما ينشر من تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك.

الشباب والطهي وتفسير الأحلام

وقالت دار سما للنشر والتوزيع لرصيف 22 أن الشريحة العمرية التي تقرأ في هذه الأيام هي من سن 18 سنة إلى 30 سنة، وتنحصر الميول القرائية لهذه الفئة في قراءة الروايات وكتب التنمية البشرية وتحفيز الذات. وأوضح خبير المكتبات ومدير مكتبات جامعة الاسكندرية الأستاذ جابر سالم أن الكتابات الأكثر رواجاً هي كتب الطهي، وكتب تفسير الأحلام وكتب التنمية البشرية وكتب العلاج بالأعشاب. وأوضح سالم أن المجتمع المصري يرى أن المرأة التي تجيد فن الطهي كنز، وهذا يبرر الاتجاه إلى قراءة كتب الطبخ. وأكد مدير مكتبات جامعة الأسكندرية أن كتب تفسير الأحلام هي نوع من الهروب من الواقع، كما أوضح أن قراءة مؤلفات التنمية البشرية إنما هو محاولة لمعرفة كيفية التعامل مع سلوكيات البشر وذلك لغياب الرمز الديني مصدر الثقة، كما كان الشيخ محمد متولي الشعراواي وفقا لرؤية الأستاذ جابر سالم. وبين سالم أن هناك قلة تقبل على كتب السحر، ولكن الغالبية لديها تخوف من لمس تلك الكتب أو الاقتراب منها.

رياضة وجنس وسحر

وحول ميول القراء ومعوقات القراءة في مصر، أوضح الدكتور السيد داوود أستاذ مساعد المكتبات والمعلومات بجامعة الأزهر والمتخصص في أبحاث النشر وميول القراءة لرصيف 22 أن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد كان لها الدور الأكبر في صرف الناس عن شراء الكتب أو حتى التردد على المكتبات، وأضاف داوود أن من بين أسباب العزوف عن القراءة هو نظام التعليم الرديء الذي لا يشجع الطلاب ويحفزهم نحو القراءة في موضوعات متنوعة وجادة. وأكد خبير النشر والقراءة أن الكتب الدراسية رغم ارتفاع تكاليفها فإن الطلاب لا يرغبون في قراءتها ويتجهون إلى كتب مساعدة تلخص لهم دروسهم. وفيما يخص الموضوعات التي يقبل عليها الجمهور في مصر، قال الدكتور أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ينحصر ما يقرأه المصريون في الرياضة وبالتحديد رياضة كرة القدم ومتابعة ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، وبيّن داود أننا في هذا نفوق دولا كثيرة، وأضاف إلى تلك المناطق القرائية السحر والشعوذة والجنس.

على أرصفة القاهرة

20049454_1705509843090292_1784843197_o20049454_1705509843090292_1784843197_o ومن أكثر الكتب مبيعاً على أرصفة القاهرة، هي روايات الشباب من المصريين وغير المصريين، وكذلك الروايات التي فازت بجوائز مثل البوكر. ومن الأسماء الحاضرة بقوة عند بائعي الكتب في الشوارع روايات أحمد مراد وعمرو الجندي وإليف شافاق، بحسب ما قال محمود وعبد الرحمن، اللذان يبيعان الكتب بمحيط جامعة القاهرة. وأضاف البائعان أن من الكتب التي يكثر عليها الطلب هي المؤلفات الدينية للكاتب المصري مصطفى محمود، الذي كان يقدم البرنامج التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان"، وكتب التنمية البشرية خصوصاً كتب مدرب التنمية البشرية المصري ابراهيم الفقي، صاحب الشهرة الواسعة في هذا الميدان.

روايات وصحة وجمال وتنمية بشرية

وقالت ندى سمير، الباحثة في النشر ومؤسساته، إن معظم الفتيات والشباب يتجهون إلى قراءة الروايات وكتب الصحة والجمال. وبالنسبة للروايات والقصص والحكايات فإن هذا يمثل جزءاً أساسياً من قراءات طلاب المدارس، بالإضافة إلى بعض كتب تحفيز الذات والتنمية البشرية، بحسب ما أوضحت وسام خطاب الاختصاصية في شؤون المكتبات المدرسية وقراءات الطلاب.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard