شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
من يملأ الترولي بأقل ثمن؟ مقارنة بين سلوك الرجل والمرأة في السوبرماركت

من يملأ الترولي بأقل ثمن؟ مقارنة بين سلوك الرجل والمرأة في السوبرماركت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 11 يونيو 201711:43 ص
بنهاية الأيام العشرة الأولى من رمضان، بالكاد تستطيع العين تمييز الرجال في الشوارع التجارية، التي اكتظت بالنساء على اختلاف الأعمار والشرائح الاجتماعية، في أسواق الملابس والخضر والهايبر ماركت. الساحة الكبيرة للدراسات والمقالاتالمتكررة التي تبرز الفروق بين السلوك الشرائي للرجل والمرأة، وتنتهي في الغالب إلى أن إقبال النساء على الشراء والتسوق أعلى من الرجال، الذين يتم وضعهم في قالب واحد لا يحفل بالتسوق والشراء. ولكن أساليب الدعاية التي تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، تطرح أسئلة عن حقيقة استمرار الصورة النمطية للرجال في رحلة التسوق، وهل كل الرجال سواء في السوبر ماركت فعلاً؟ وكيف يتمايز الرجال في تلك الرحلة؟

الفرق في السرعات

يعرف عن الرجال أنهم أصحاب المهمات السريعة في الهايبر ماركت، إذ يفضلون التسوق وحيدين دون شريكتهم، لشراء أشياء محددة دون مقارنة الأنواع والماركات للأصناف نفسها كما تفعل النساء. تلك صورة راسخة عن السلوك الشرائي لدى الرجال، ولكن بحسب دراسة أسترالية شملت نحو 1200 شخص من الجنسين، فإن النساء هن الجديرات بتلك المهمات السريعة أيضاً، فيمكن للمرأة أن تحدد موقع المواد الغذائية، وأي الماركات ستختار في أقل من 13 ثانية، بينما يتفوق الرجل في جلب الترولي (عربة التسوق) والدخول والخروج سريعاً من السوبر ماركت. وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الفارق بين سلوك الجنسين قد تقلص كثيراً في الوقت الراهن، إذ تزيد النساء عن الرجال في السوبر ماركت بنسبة 51%، بينما تؤكد الدراسات نفسها أن الرجال لا يزالون الأقل إنفاقاً.

ماذا يشتري الرجل؟

في دراسة قامت بها شركتا IMRB International وFacebook، حول سلوك الرجال والنساء في الهند شملت 6 آلاف شخص في متاجر وأسواق متعددة، ونحو 1700 رجل على الإنترنت، ظهر أن 80% من قرارات الشراء في ما يخص البقالة ترجع إلى الرجل، أما ما يتعلق بالمعلبات فـ91% من الرجال يعتمدون على شرائها، و92% منهم يفعل ذلك إزاء المشروبات، و86% منهم يختارون السلع حين يتعلق الأمر بمنتجات العناية بالشعر والبشرة. وتشير الدراسة نفسها إلى أن سلوك الرجال الشرائي تغير كثيراً في السنوات الأخيرة، إذ كانت الدعاية توجه للمرأة باعتبارها صاحبة القرار في تحديد وشراء المواد الغذائية والسلع المنزلية وغيرها، ولكن التعليم ومطالبة الزوجات المتعلمات بمشاركة أزواجهن في تلك الأمور، كان له أثر كبير في ذلك التغير. ونتج عنه توجه الدعاية نحو الرجل، حتى أن الممثل الهندي الكبير شاروخان ظهر في سلسلة إعلانات تجارية كمتخذ قرار في الشراء قائلاً: "هذا هو دوري في المنزل" أي شراء السلع الغذائية والمنزلية من السوبر ماركت.

مهارات "الفصال" وهزيمة البائعين

يشاع أن النساء فقط يتصفن بالقوة الخارقة في شراء الأشياء بأرخص سعر ممكن، وهي القدرة على "الفصال"، والتي تشكل مادة للسخرية في كثير من الأحيان، عند مناقشة أحدهم أسعاراً محددة، أو حين يشتري الرجل شيئاً من صديق له: "أنت هاتفاصل زي الستات؟". وقد ظهرت هذه السخرية في مصر، حين قدم الفنان أحمد أمين في برنامجه الساخر "البلاتوه" نموذجاً لطريقة المرأة في المساومة، وكيف تستطيع أن تظفر بالعديد من الأشياء بأقل سعر ممكن، على عكس الرجال.
ولكن على الرغم من ذلك، هناك من الرجال من يستطيع "الفصال" كالنساء أو يتفوق عليهن أحياناً. تقول شيماء الموظفة الثلاثينية، إن زوجها هو من يقوم بالفصال وليس هي: "دايماً هو بيفتح كلام مع البياع عشان يعرف الحاجة أصلها منين وسعرها الحقيقي". ولا ترى شيماء أن هناك أداء واحداً وسمة واحدة للرجال داخل السوبر ماركت، لكن: "فيه راجل كِشر (يكشر عن أنيابه) لا بيتكلم ولا بيضحك، يمشي قصاد (أمام) زوجته مش جنبها، وبيستعجلها دايماً، وفيه راجل متأني وبيختار الحاجة مع مراته". وأضافت هبه (34 عاماً)، وتعمل مدرسة للموسيقى: "الرجال نفسهم قصير في التسوق"، ولكنها لا ترى أن الرجال سواء في السوبر ماركت. وأشارت إلى أن هناك الرجل المرح الذي يتعمد السخرية من الأسعار والمنتجات ليجعل يوم الشوبينغ ذكريات سعيدة، على العكس الرجل الذي يفتعل المشاكل ويبدأ الخناق قبل الذهاب للتسوق حتى لا ترافقه زوجته ويستطيع أن ينجز المهمة بأسرع وقت مهما كانت النتائج.

لماذا يفضل الرجال الأسواق التقليدية؟

"أنا أحب التسوق ولكن لا أحب التلكؤ أمام المحال في السوق أو الرفوف داخل السوبر ماركت كما تفعل النساء"، يقول إسلام (30 عاماً)، الذي يرى أنه على الرغم من مهارة السيدات في شراء الخضر وفرز الطيور كالبط والأوز، إلا أن الرجال هم الأكثر خبرة باللحوم الحمراء. ويدلل على ذلك بأنه في المدن كالأرياف، تجد الرجال هم من يتولون شراء اللحم أولاً لارتفاع سعره، وكلما ارتفع سعر شيء دخل ضمن اختصاصات الرجل. ثانياً لأن الرجل أكثر خبرة في معرفة نوع قطعة اللحم والجزء الذي تنتمي له في جسم البهيمة، وهو الحال أيضاً في أسواق الأسماك. INSIDE_ManShoppingINSIDE_ManShopping ويرى حسين (32 عاماً) أن الرجال يفضلون شراء "الحاجات من عند بتوع الحاجات"، أي شراء اللحم من الجزار ومنتجات الألبان من محال الألبان وهكذا. أولاً بسبب التخصص والجودة، وثانياً لأن ذلك يعتمد على الدفع النقدي وليس بالكريديت كارد. "الكاش بيجرح وبيعلم الأدب... والواحد بيبقى مركز ولا يشتري ما لا يحتاجه فعلاً، لكن في السوبر ماركت نفاجأ بالكارثة في نهاية المطاف لدى الكاشير، فتنتهي رحلة الشوبينغ الممتعة بمفاجآت كشراء الكثير من الأشياء التي لا نحتاجها فعلاً، وغالباً تنتمي إلى جنس المسليات، وكل ما هو تافه ومكلف ولكنه مغرٍ أيضاً".

دورات تدريبية وحضانة للرجال

INSIDE_ManShopping2INSIDE_ManShopping2 وبينما تعود المرأة إلى مرحلة الجمع والالتقاط داخل السوبر ماركت، لا يزال الرجل مطمئناً لمرحلة الصيد، فعملية الشراء مهما استنفدت من الوقت لدى الرجال، فإن النساء يحتجن إلى وقت أطول، ولذلك ابتكر أحد المتاجر الكبرى بالصين حلاً لاحتواء الرجال المتذمرين من طول الفترة التي تقضيها شريكاتهم في التسوق وهو "حضانة الرجال". وقد خصص مركز فانك التجاري غرفة كبيرة للرجال لانتظار زوجاتهم، تحتوي على مجلات وصحف وتلفزيون، كما يمكن أن يحظى الرجل بجلسة تدليك واسترخاء. وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية منذ بضعة أعوام، فإن مدينة "سيله" قررت أن تنظم دورات تدريبية وتأهيلية للرجال، لتعليمهم فن التسوق في الساحة المخصصة لأعياد الميلاد، وفي نهاية الدورة يصبح الرجال على دراية بأهمية الجوانب الاجتماعية المحيطة بهم، وتأثيرها الإيجابي على العلاقة بين الزوجين، وفي النهاية يتوجه الأزواج المشاركون في الدورة، للتسوق الجماعي برفقة زوجاتهم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard