شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
إرهاب داعش يضرب إيران للمرة الأولى

إرهاب داعش يضرب إيران للمرة الأولى

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 8 يونيو 201707:00 م
صباح يوم الأربعاء لم يكن مثل غيره في العاصمة الإيرانية طهران، إذ أسفر الهجومان الإرهابيان على مجلس الشورى وضريح الإمام الخميني عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل وعدد من الجرحى. الهجوم الذي سارع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" إلى تبنّيه عبر وكالة "أعماق" الناطقة رسمياً باسمه استمر لما يقارب الخمس ساعات. التنظيم الذي يبدو مصمماً على تنفيذ كافة التهديدات التي يُعلن عنها أو يتوعّد بها شنّ هجومه الخامس اليوم، مستكملاً بذلك سلسلة هجمات انطلقت منذ الأول من رمضان: إطلاق النار على حفلات يستقلها عدد من الأقباط في المنيا بمصر، تفجير في حفل غنائي بمانشيستر، استهداف حي مزدحم في بغداد، ومؤخراً عملية الدهس على "جسر لندن". وفي تفاصيل الاعتداء على البرلمان الإيراني، اقتحم أربعة مسلحين يحملون بنادق كلاشينكوف المبنى صباح اليوم. وذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن المهاجمين كانوا يبحثون عن الغرفة التي كان يجتمع فيها بعض النواب الإيرانيين، لكن حالة من الفوضى سادت منعهتهم من إيجادها ودفعتهم لاستكمال هجومهم بشكل عشوائي على المبنى. وقد كتب المحلل السياسي شارلي وينتر أن تبني "داعش" الهجوم، الذي نُشرت مقاطع منه على وكالة أعماق، سيكون له "انعكاسات كبيرة" على المنطقة، وأضاف في تغريداته: "إن رد إيران على هذا الهجوم قد يشكل مفصلاً مهماً في الحرب على داعش، وهو أمر يريده تنظيم داعش، فيكون بذلك حصل على غايته".
من جهته، شرح مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في طهران توماس إردبرينك أن هجوم اليوم نكسة حقيقية للنظام الإيراني وتحديداً رئيس الجمهورية حسن روحاني، الذي كان يروّج بشكل كبير للسياسات الأمنية وأهميتها في البلاد خلال التصويت للانتخابات الرئاسية في شهر مايو المنصرم. وأبدى إردبرينك تعجبه من تجاهل بعض وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية ما يحصل في محيط البرلمان، ومتابعتها بث برامجها وتقاريرها الإخبارية عن غلاء الأقساط المدرسية، بشكل طبيعي.
أما المحللة السياسية الأمريكية من أصول إيرانية هولي داغريس فكتبت: "عدد من الإيرانيين يلومون الممكلة العربية السعودية ويقولون أنها مسؤولة عما آلت إليه الامور اليوم، معظمهم مقتنع بأن السعودية تموّل تنظيم داعش".

تهديد علني لإيران قبل أشهر

وكان تنظيم داعش قد وجه رسالة واضحة لإيران في شهر مارس 2017 متوعداً بأن الهجمة على إيران قادمة. واستخدم التنظيم اللغة الفارسية في شريط الفيديو الذي أكد فيه تشكيل قوة عسكرية مكلفة باستهداف المؤسسات الإيرانية. "بلاد فارس بين الماضي والحاضر" هو عنوان المقطع، وتصل مدته إلى 36 دقيقة. عرض خلاله "داعش" مشاهد لأفراد القوة العسكرية المكلفة مهاجمة إيران، أثناء تدريبهم على الرماية في محافظة ديالى شرق العراق. يومها أعلن التنظيم بوضوح أن حربه على إيران قد بدأت وأن أولها سيكون انتحارياً. ويتحدث في الشريط 3 عناصر إيرانيون من الجماعة هم "أبو الفاروق الفارسي، أبو مجاهد البلوشي، وأبو سعد الأهوازي"، وبعد استعراض لتاريخ بلاد فارس، يدعون الإيرانيين في طهران وأصفهان وقم وغيرها من المدن إلى "مهاجمة الحوزات". وفي خطوة لافتة، سارع التنظيم إلى إعلان مسؤوليته عن الهجوم قبل انتهائه، إذ اعتاد التنظيم خلال هجماته الماضية على الانتظار قبل الإعلان رسمياً عن مسؤوليته عبر وكالة "أعماق".
وعلى الرغم من استمرار الهجوم على مبنى البرلمان، نشر التنظيم صوراً ومقاطع فيديو تظهر واقع ما يحصل وعدد من الضحايا داخل المبنى. وهي المرة الثانية التي يعمد فيها التنظيم إلى نقل ما يحصل بصورة مباشرة للخارج. وقد كانت المرة الأولى خلال هجوم داعش على مطعم في بنغلادش، في يوليو 2016. يومها بث التنظيم مقاطع فيديو ونشرت مجموعات تابعة له على تطبيق "تلغرام" صوراً للضحايا، وهي واقعة أعاد الصحافي الألماني المتابع لشؤون "داعش" بيون شترتسل تسليط الضوء عليها اليوم في تغريداته.

إيران والإرهاب على أرضها

قد تكون هذه العملية الإرهابية الأولى لتنظيم داعش على الأراضي الإيرانية، إلا أن الجمهورية الإسلامية تحظى بنصيبها من الإرهاب، لا سيما على يدي جند الله، حركة مسلحة بلوشية. وشهدت إيران هجمات مماثلة إبّان انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 نفذت معظمها حركة "مجاهدي خلق" التي اغتالت عدداً من مسؤولي النظام وضباط الجيش داخل إيران، وتتخذ اليوم من فرنسا مقراً لها، بعد أن صنفتها السلطات الإيرانية منظمة إرهابية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard