شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
صورتان أشعلتا الجدل... حرب كلامية بين إعلاميين ورجال دين استحضرت الاصطفافات التركية والقطرية

صورتان أشعلتا الجدل... حرب كلامية بين إعلاميين ورجال دين استحضرت الاصطفافات التركية والقطرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 30 يوليو 202007:16 م

في 24 تموز/يوليو الحالي، انتشرت مجموعة واسعة من "الصور المركبة" على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من مشهد افتتاح "مسجد آيا صوفيا" الذي حضره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

ومن بين الصور التي انتشرت، واحدة يظهر فيها رئيس هيئة الشؤون الدينية علي أرباش في مطعم "شاورما" وهو يمسك سيفاً، وذلك للسخرية من صعوده المنبر حاملاً سيفاً خلال إلقاء خطبة صلاة الجمعة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة مركبة ثانية تُظهر مشهد تلاوة أردوغان للقرآن وهو مرتدياً طاقية في مشهد ديني مؤثر خلال الافتتاح وكتبوا عليها "أيام الامتحانات"، وبجانبها صورة أخرى للرئيس التركي في مشهد معاكس تماماً للأول وكتبوا عليها "طوال السنة".

صورتان أشعلتا الجدل

من بين أولئك الذين تداولوا الصورتين، كان الكاتب المصري بلال فضل الذي نشرهما على حسابه الفيسبوكي، وأرفق الأولى بتعليق "خد سيف وكمان سيف"، وعلى الثانية كتب "تُشاهَد بصحبة صوت فلة الجزائرية وهي بتغني تشكرات أفندم".

سرعان ما بدأت حملة ضخمة قادتها حسابات محسوبة على التيار الإسلامي تطالب قناة "العربي" بإقالة فضل ومنعه من الظهور على شاشتها، وهو ما دفع مديرها إلى الرد بالإعلان أن فضل لم يعد يعمل في القناة منذ عام.

ونشر رجل الدين القطري عبد الله بن إبراهيم السادة تغريدة قال فيها: "بلال فضل الموظف بقناة العربي الجديد الممولة من بلادنا قطر يسخر من كبير علماء تركيا الدكتور علي أرباش وسيفه الذي حمله على غرار أجداده الذين حافظوا على الخلافة الإسلامية قروناً، والأكثر من ذلك يزوّر صورة للرئيس التركي ⁧أردوغان⁩ ويتطاول عليه، إلى متى السكوت على هذه الأشكال القذرة".

وكتب الموريتاني الإسلامي محمد مختار الشنقيطي تغريدة على حسابه تويتر مهاجماً فضل: "بلال فضل مثال على من يمارسون ما دعاه الدكتور علي مزروعي ‘الخيانة الثقافية‘ ضد أمتهم، ممن يتخفَّون وراء شعارات ليبرالية، غالباً ما تكون مجرد ستار الأقليات مدلَّلة تمتطي ظهر أكثريات مغفَّلة. أو بدوافع الأنانية السياسية لدى نخب علمانية ابنتَّتْ عن مجتمعاتها وأدمنت السير في ركاب الاستبداد".

كان الكاتب المصري بلال فضل من أبرز من تداولوا صورتي أرباش وأردوغان، مرفقاً الأولى بتعليق "خد سيف وكمان سيف"، والثانية بـ"تُشاهَد بصحبة صوت فلة الجزائرية وهي بتغني تشكرات أفندم"، فشنّ إعلاميون ورجال دين هجوماً حاداً عليه وعلى "قناة العربي" المموّلة قطرياً

وكتب الصحافي في قناة الجزيرة أحمد منصور: "بلال فضل وكلكم تعلمون أين يعمل ومن أين يتقاضى راتبه يسخر من كبير علماء تركيا رئيس الشؤون الدينية الدكتور علي أرباش وسيفه الذي حمله على غرار أجداده الذين حافظوا على الخلافة الإسلامية قروناً والأكثر من ذلك يزوّر صورة للرئيس أردوغان ويتطاول عليه".

مع انتشار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وإقحام "قناة العربي" في الخلاف، قال مدير القناة الممولة من دولة قطر عباس ناصر في تدوينة: "أرجو العلم بأن بلال فضل لا يعمل في العربي. قدم برنامجاً في وقت سابق وتوقف برنامجه منذ ما يزيد عن السنة".

بدوره، رد فضل على موجة الانتقادات التي تعرض لها بنفي فبركة صورة السيدة مع أردوغان، مفسراً أن الرسالة من الصورتين "سياسية" وليست "ضد الإسلام".

وقال فضل عبر فيسبوك: "قطاع كبير من اللي شاف الكوميكس المفروض عنده عقل وتذوق للإفيه وفهم للسخرية وطبيعتها وقدرتها على الاختزال، وفاهم إن التريقة على حركة السيف على المنبر وعلى أردوغان هي عمل سياسي ما هواش عمل ضد الإسلام ولا معاداة ليه زي ما قال رموز الإخوانجية".

وكتب فضل: "أردوغان مش ظل الله على الأرض عشان تحرم السخرية منه، وحتى الشيخ نفسه اللي على المنبر… طبعاً كان ممكن الإسلامجية يتجاهلوا الموضوع اللي هو آخره بالكتير كام ألف واحد هيشوفوا الصورتين ويطنشوا، بس المشكلة إن الخبطة جت في التعويرة، وخدشت هيبة السلطان في وقت هو وأنصاره منتشين بالانتصار الوهمي".

"نموذج الإسلاميين"

أثارت هذه الحملة غضب عدد من الصحافيين والناشطين الذين رأوا أن انتقادات التيار الإسلامي تعد انتهاكاً لحرية التعبير، وتساءلوا هل من الواجب أن يكون رأي العاملين في المؤسسات الإعلامية مرتبط بأجندات مالكيها ومموليها.

وكتب الحقوقي المصري عمرو مجدي: "دا نموذج للإسلاميين اللي بيصدّعوك كلام عن الحرية لحد ما الحرية دي تقرب من رموزهم، فتصبح السخرية من الرؤساء (تطاول) والكوميكس (تزييف) والسخرية من رجال الدين حرام. شاهت ضمائركم وعقولكم والله. لا يحكمنا الفساد والاستبداد إلا لأنه صعد على أنقاض ضمائركم أولاً".

"الإخوان المسلمون عبارة عن مستبد خامل متربص بمستبد قائم. عشان بلال فضل سخر من إلههم أردوغان وإمام آيا صوفيا، حرضوا عليه لفصله من عمله، فلما وجدوه لا يعمل فيه، تحولوا لدواعش وكفّروه"... جدلٌ واسع بين إعلاميين ورجال دين على خلفية صورتين لأرباش وأردوغان

وقال المعارض المصري هيثم أبو خليل: "ما يحدث مع بلال فضل أمر مزعج ومؤسف وسيزيد من حالة الاستقطاب التي من المفروض أن نتغلب عليها لكي نتغير ونغير، مختلف مع ما يكتبه فضل وتراه تجاوزاً... يمكنك أن ترد عليه كما تشاء بالمثل وبنفس الأدوات وهي الرأي والكلمة… لكن أن نصل لمحاصرة الناس في أرزاقها والإنشغال بقطع عيشهم في المنفى".

وكتب المدوّن السعودي سلطان العامر على تويتر: "الإخوان المسلمون عبارة عن مستبد خامل متربص بمستبد قائم. عشان بلال فضل سخر من إلههم أردوغان وإمام آيا صوفيا، حرضوا عليه لفصله من عمله، فلما وجدوه لا يعمل فيه، تحولوا لدواعش وكفّروه وفتشوا عن آخر ليفصلوه عن عمله. التشبيح على أصوله".

النبش في حسابات الآخرين

وبينما أوضح مدير "العربي" علاقة فضل بالقناة، اتجه ذات التيار إلى النبش في حساب صحافي آخر لا يزال يعمل في القناة وهو تامر أبو عرب، إذ نشر العديد من المحسوبين على التيار تغريدات قديمة للأخير. 

وقال منصور في تغريدة: "شكراً للزميل عباس ناصر على تبرؤه من بلال فضل لكن ماذا عن المذيع الرئيسي فى قناتك الذي تطاول على قطر وأميرها وشعبها فى بوست وتغريدة شهيرة نشرها فى أعقاب انقلاب السيسي ولا زال يحضر كل المؤتمرات التى تنظمها المخابرات المصرية وآخرها مؤتمر المخابرات لشباب العالم فى شرم الشيخ فى 2017؟".

وكان أبو عرب قد كتب في تغريدة،  عام 2014 حين تقلّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكم، قائلاً: "من رئيس ترعاه قطر (الرئيس الراحل محمد مرسي) لرئيس تتبناه الإمارات (السيسي) فقط غيرنا الكفيل".

علق على هذه الـتغريدة رجل الدين المنتمي لجماعة الإخوان محمد الصغير: "الأستاذ عباس ناصر بيّن أن بلال فضل الذي تهجم على رئيس تركيا ووزير أوقافها لا يعمل في التلفزيون العربي وهذا جيد، لكن المذيع تامر أبو عرب تعرض لقطر ورموزها ويحضر مؤتمرات السيسي وما زال على ذمة القناة؟!".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard