شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"لضمان استمرار هيمنة الرجال"... اتّهامات جامعات في غزّة بالتمييز ضدّ الطالبات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 15 يوليو 202007:29 م

"في الوقت الذي تتحدى فيه الطالبات في فلسطين عراقيل بنيوية عديدة في سبيل الالتحاق بالجامعات، دُهشنا بنشر بعض الجامعات المركزية في قطاع غزة، من دون خجل، سياسات قبول جامعيّ تُميّز الطلاب الذكور، فيما يبدو كأنه ذعر من ارتفاع عدد الطالبات الملتحقات بالجامعات".

بهذه الكلمات استهلت مجموعة من المبادرات والحسابات النسوية الفلسطينية منشوراً يسلط الضوء على ما اعتبرته "تمييزاً ضد الطالبات" في سياسات القبول في عدة جامعات رئيسية في قطاع غزة.

تبنى هذا المنشور كلٌ من حراك طالعات النسوي السياسي، وحساب "داعمو حقوق المرأة الفلسطينية" عبر فيسبوك، الذي سعى إلى تدشين حملة للتدوين عبر وسم #عِلمها_حقها_مش_حسناتك بغية دعوة جامعات القطاع إلى "التراجع عن سياستها" المشار إليها.

"محاولة لاستمرار الهيمنة الذكورية في القطاعين الأكاديمي والعملي"... مبادرات نسوية فلسطينية تستنكر "تمييز جامعات مركزية في قطاع غزة ضد الطالبات" عبر اشتراط معدلات قبول أعلى من الطلاب أو حرمانهن من دراسة تخصصات معينة

كيف تُميّز الجامعات ضد الطالبات؟

من "سياسات التمييز" التي أوردها المنشور "قبول طلبات التحاق الطلاب الذكور بالجامعة بمعدل توجيهي أقل من الطالبات، بفرق يراوح بين 1% و10 علامات".

وبيّن المنشور أن جامعة الأزهر تميّز بين الطلاب والطالبات في مجالات الطب والصيدلة، فيما تميّز الجامعة الإسلامية بينهما في مجالات الطب والجراحة واللغة الإنكليزية.

في ما يتعلق بجامعة الأقصى، قال المنشور إنها تميّز بين الطلاب والطالبات في دراسة التخصصات الطبية وتكنولوجيا الشبكات والديكور والتصميم الداخلي واللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات.

وأشار إلى أن التمييز ضد الطالبات في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية كان "أعظم" إذ إنها "وفق المعلن عبر موقعها الرسمي، تُغلق تخصصات كاملة في وجه الطالبات".

وأضاف المنشور: "الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية تحرم الطالبات من التسجيل في 26 برنامجاً تشمل برامج التكنولوجيا والهندسة بأنواعها، وبرامج التصوير والمونتاج، إضافة إلى برامج الأنظمة الشمسية والكهرباء وأمن المؤسسات ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها".

ولفت في الوقت نفسه إلى أن الكلية "خصصت ستة برامج يقتصر القبول فيها على الطالبات، هي: القبالة والسكرتاريا وتصميم الأزياء والتجميل وتصفيف الشعر والخياطة والتطريز وتربية الطفل وصناعة ألعاب الأطفال".

عام 2020… جامعات في غزة تحرم الطالبات من التسجيل في برامج التكنولوجيا والهندسة وأنظمة الطاقة وأمن المؤسسات، وتدرّسهن عوضاً عنها "القبالة والسكرتاريا وتصميم الأزياء والتجميل وتصفيف الشعر والخياطة والتطريز وتربية الطفل وصناعة ألعاب الأطفال"

تمكين للهيمنة الذكورية؟

واعتبرت هذه السياسات التمييزية "محاولة لضمان استمرار هيمنة الرجال على قطاعات معينة في المجال الأكاديمي وسوق العمل لاحقاً، وموضعة النساء في تخصصات تتلاءم والدور الاجتماعي المفروض عليهن".

لكن مراقبين ومعنيين حاولوا تبرير اشتراط معدلات قبول أعلى للطالبات بأنه يعكس الاعتراف بتفوق الطالبات مقارنة بالذكور.

رداً على ذلك، قالت لرصيف22 شذى شيخ يوسف، الناشطة السياسة والنسوية في حراك طالعات الفلسطيني: "واضح أن معدلات الطالبات أعلى من معدلات الطلاب في كل فلسطين وليس في غزة فحسب. لكن هذا لا يبرر التمييز بمعدلات القبول التي تنحصر بالتخصصات التقنية والطبية التي، باعتقادهم، لا تتوافق مع دور النساء الاجتماعي".

وأضافت: "لقد رأينا أن الأمر في إحدى الجامعات لا يقتصر على معدلات القبول، إنما على إمكان تسجيل الطالبات في تخصصات معينة غير مفتوحة أصلاً لهن".

وفي إطار تأكيدها أنه لا ينبغي معاقبة الطالبات على تفوقهن برفع معدلات القبول، تحدثت يوسف عن "الصعوبات التي تعانيها النساء في كل فلسطين وليس في غزة فحسب، وهي تحديات مجتمعية ناتجة من وضع قيود اجتماعية وعائلية في وجه من تقرر أن تتقدم وتتطور ذاتياً ومهنياً".

وتابعت يوسف: "هذه التحديات طالما كنا نواجهها كنساء ولا نزال نخوض نضالات شخصية واجتماعية لننال حقنا في التعلم والاستقلال وتقرير مصيرنا".

وفيما نبّهت إلى أن "طالعات" هو "حراك احتجاجي وليس مطلبياً، يؤمن بإرجاع القضايا إلى المجتمع لتطوير آليات داخلية بغية مواجهة هذا التمييز والعنف وجميع أشكال القمع"، أكدت "أننا نشجع وندعم أي مبادرة لمواجهة هذا النوع من التمييز".

واستطردت: "لم نقم بأي حملة وليست لدينا مطالب. أشرنا فقط إلى وجود هذا التمييز وكتبنا عنه في صفحاتنا لوضعه على طاولة الخطاب الفلسطيني لأننا نؤمن أن من مسؤوليتنا الخوض في أشكال التمييز والعنف ضد النساء الفلسطينيات".

وقالت لرصيف22 هدى أحمد (اسم مستعار بناءً على رغبتها، 20 عاماً) الطالبة في المرحلة الثالثة في إحدى الجامعات بغزة: "لا أنصح أي طالبة أو طالب بالدراسة في جامعات القطاع".

ورأت أحمد، التي تدرس إدارة الأعمال باللغة الإنكليزية، أن "هناك مشكلات أخطر مما ورد في المنشور النسوي. هذه الجامعات همها الأول الأموال، وهي مكلفة جداً، عدا أنها تصرّ على خفض التقديرات لجميع الطلاب على نحو يؤثر في معدلات التخرج، كما تتحكم في اللباس (كما تفعل الجامعة الإسلامية) وتحظر دخول الفتيات إلا بالجلباب أو بالعباءة، وتمنع الشباب من ارتداء الشورت".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard