شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
فارس مسلم وراهبة مسيحية في مواجهة الشر... في كتاب كوميكس جديد

فارس مسلم وراهبة مسيحية في مواجهة الشر... في كتاب كوميكس جديد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 10 يوليو 202002:33 م

دراغون (Dragon) أو التنين هي "قصة عن التضامن والإيمان"، يقول صلاح الدين أحمد في الفيديو الترويجي لقصته المصورة الجديدة بالتعاون مع الرسام ديف أكوستا، والتي أطلق حملة لتمويلها على موقع Kickstarter.

وهي أول رواية مصورة خاصة بالكاتب صلاح الدين أحمد،  الحائز على جائزة إيسنر الأمريكية Eisner Award للقصص المصورة، على الموقع. 

أحمد، الذي ولد في ولاية ميشغان، ينتمي لخلفية عرقية مختلطة (أفريقية- آسيوية- أمريكية) لأب مصري- أمريكي وأم لبنانية، ويبدو أن كتابه الجديد استقى الكثير من أثر التنوع الثقافي الذي عرفه الكاتب في مجتمعه الصغير. بقي أحمد يخطط لهذه القصة لسنين، كما يقول. ليعرض في  مزيج بين التشويق والرعب، اتحاد شخصيتين امرأة ورجل، من الغرب والشرق، مسلم ومسيحية لمواجهة القوى الظلامية.

تتحد في كوميكس جديد "دراغون" شخصيتان امرأة ورجل، من الغرب والشرق، مسيحية ومسلم لمواجهة القوى الظلامية المتمثلة بالأمير المتعطش للدماء

للتغلب على موروثات مجتمعية وسياسية

في أطروحته التي نشرت في جامعة شيكاغو بعنوان "القصص المصورة والصراعات" (2011)، يشير كورد سكوت إلى أهمية أشكال السرد الشعبي (Popular culture) كالقصص المصورة، والتي "تعكس المعتقدات والآمال والتطلعات والمخاوف التي شكلت ماضي الإنسانية". وربما هذا ما يعمد إليه أحمد بطرحه لثيمات ثقافية تاريخية وسوسيوبوليتيكية متناقضة في كتابه.

الطرح السياسي- الاجتماعي من خلال الفن الغرافيكي بدأ يأخذ حيزاً من الاهتمام في العالم العربي من خلال مبادرات تطوعية مثل Samandal Comix وهي منظمة تطوعية غير ربحية، تتخذ مقرها في بيروت، وتكرس جهود فنانيها والقيمين عليها للنهوض بفن القصص المصورة في لبنان وبقية العالم أنحاء العالم العربي والمهجر. وقد نشرت 15 مجلة وخمس مختارات من القصص المصورة وروايتين مصورتين واستضافت العديد من الأحداث والنشاطات المتعلقة  بالرسوم الهزلية (الكوميكس).

تقول لينا مرهج، مؤسسة مشاركة في المبادرة، أن الفنانين يستخدمون هذا النوع من الفن لاستكشاف المجتمع والسياسة، خاصة وأنه يقع بين السرد والصورة، الفن الرفيع والفن الشعبي، والتجريبي والكلاسيكي في نفس الوقت، ما يفتح المجال للقصص أن تتكشف بشكل أوضح.

تقع قصص الكوميكس بين السرد والصورة، بين التجربة الفنية المعاصرة والكلاسيكية في الوقت ذاته، ما يفتح المجال لاستكشاف قدرات هذه القصص على التعبير عن الواقع الاجتماعي

وفي العمل الذي بين أيدينا، يروي أحمد أحداث قصته خلال بدايات حكم السلطنة العثمانية- عالم غني بالأسرار عن القصور الفخمة وفنون التعذيب والمذابح الوحشية والملوك المتعطشين للدماء في سرد مشوق يقارب الطرح الاجتماعي السياسي في تلك الفترة التاريخية، ويلامس مواضيع حرجة في الوقت الحالي مع موجات اللجوء من العالم العربي إلى الغرب والاختلاط بين الثقافات المتباينة والأديان المختلف.

يحكي أحمد قصة عادل، قائد عسكري ساخط على واقعه هو من قدماء المحاربين المسلمين في الجيش الإنكشاري للسلطان العثماني، ومارجوري، راهبة مسيحية شابة فارة من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. يتغلب بطلا القصة على التعصب الديني والعرقي الموروث، وانعدام الثقة المتبادل لمواجهة مخلوق شيطاني متخفي بهيئة أمير، والمعروف تاريخياً باسم دراكولا.

"لا أستطيع أن اقول لكم كم أنا متحمس لهذا!" يقول أحمد. ويتابع "DRAGON هي نسختي عن دراكولا التي أردت أن أرويها منذ سنوات، إنها مليئة بكل ما يهمني- مخلوقات مروعة، تاريخ غني، شخصيات تتخطى اختلافها الكبير وتتحد لمواجهة الشر". وبالنسبة له فإنه اختار نوعاً من الأبطال الذين عادة ما يهمشون كي يظهر طريقتهم في رأب الثغرات الثقافية والحضارية التي تفرقهم و"التحلي بالإيمان لمواجهة الوحش الأكثر رعباً في العالم".

لماذا اختار التعاون مع ديف أكوستا؟

يقول أحمد عن اختياره للتعاون مع الرسام أكوستا: "لقد سمعت القصة تصرخ باسمه، بمجرد أن بدأت هذه القصة تتشكل في رأسي، كنت أعرف أنني أريد من ديف أكوستا رسمها".

يقوم الرسام، من خلال تصوير أجواء الرعب والمؤثرات الكلاسيكية للحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، بإعادة الحياة إلى القصور العثمانية والغابات المسحورة بطريقة تخطف الأنفاس.

ما الغرض من إطلاق المشروع على منصة Kickstarte؟

يقول أحمد، "لسنوات، كان القراء يطلبون مني أن أطلق قصة خاصة على Kickstarter, وأخيرًا خضت هذه المجازفة من خلال DRAGON!

وقد تطلب إنجاز الكتاب تعاوناً مع فريق من المصممين المبدعين، لهذا رأيت أنه يستحق أن يصدر بأجمل شكل ممكن، يضيف أحمد. ولهذا رأى أن الطريقة المثالية لحصول هذا هو إطلاقها على الموقع لتكون مباشرة بين أيدي جمهور القراء والمتابعين. حيث ستصدر لهم حصرياً نسخ بغلاف فاخر وأحجام ضخمة وجودة ورقية ممتازة. إضافة إلى ميزات إضافية مثل ملاحظات فريق العمل عن الفن التصويري والنصوص واسكيتشات أخرى تمت تنفيذها بقلم الرصاص.

ولا توجد حاليًا نية من أحمد وفريق عمل الكتاب لإطلاق الكتاب في المطبوعات الورقية أو الرقمية. في الوقت الحالي، وموقع Kickstarter

يتمتع بملكية حصرية لهذا المشروع.

كيف كرست القصص المصورة الخطاب السياسي- الاجتماعي؟

تذكرنا الأجواء الثقافية المتعددة لهذه القصة بمذكرات الكاتبة الإيرانية مرجانه ساترابي، التي عرضتها في كتاب مصور بعنوان بريسوبوليس Persepolis لتروي فيها تجربتها الشخصية مع العيش ضمن هويات ثقافية متعددة وهجينة ما بين الشرق والغرب.

ولعل أهمية هذه القصص تكمن في أنها أثبتت تاريخياً تأثيرها العميق في إيصال خطاب سياسي بطريقة هزلية، مثل ما فعله العديد من الرسامين اليهود بعد الحرب العالمية الثانية من تركيز على الرموز النازية وضحايا المحرقة عير شخصيات الكوميكس الأكثر شعبية من الأبطال الخارقين ككابتن أمريكا وباتمان وإكس مِن. جمع هذه القصص كل من رسام الكوميكس نيل آدامز، الباحث في تاريخ المحرقة رافائيل ميدوف ومؤرخ القصص المصورة كريغ يوي في كتاب الأنطولوجيا (2018) We Spoke Out: Comic Books and the Holocaust في محاولة لتوثيق 18 قصة حول الموضوع صدرت منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الثمانينيات ضمن كتاب واحد.

وفي المقابل، كرس العديد من الرسامين العالميين فنهم لرسم مصير الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال الصهيوني بالكلمة والصورة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفنان جو ساكو في كتابه "مجموعة فلسطين" (Palestine Collection (2014 والذي كتب مقدمته إدوارد سعيد، وهو نتيجة بحث مطول في الكاريكاتير المنشور في الصحافة الفلسطينية حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard