شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ضغط على الجامعات أم استغلال للأزمة؟... خلفيات قرار سحب تأشيرات طلاب أجانب في أمريكا

ضغط على الجامعات أم استغلال للأزمة؟... خلفيات قرار سحب تأشيرات طلاب أجانب في أمريكا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 7 يوليو 202006:01 م

في خطوة أثارت ردود أفعال واسعة في الوسط الأكاديمي، أعلنت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية أن الطلاب الدوليين الذين يسعون للحصول على درجات علمية في الولايات المتحدة سيتعيّن عليهم مغادرة البلاد أو المخاطرة بإجبارهم على الرحيل إذا قررت جامعاتهم أن تكون الدراسة عن بعد فحسب.

وتؤثر هذه الخطوة على آلاف الطلاب الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة للدراسة في الجامعات الأمريكية أو المشاركة في برامج التدريب، بالإضافة إلى الدراسات غير الأكاديمية أو المهنية.

وقررت جامعات عدة في أنحاء البلاد الانتقال إلى نظام الدراسة عبر الإنترنت، وذلك ضمن إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا. وعلى سبيل المثال، قررت جامعة هارفرد التي ينطبق عليها القرار أن الدراسة والدورات التدريبية ستكون عبر الإنترنت، وعليه سيتم فتح الباب أمام الطلاب الأجانب لمغادرة الولايات المتحدة.

"القرار ليس له قوة القانون"

في حديث مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، قال براد فارنسورث، وهو نائب رئيس المجلس الأمريكي للتعليم الذي يمثل حوالي 1800 كلية وجامعة: "نعتقد أن هذا سيخلق المزيد من الارتباك في الوسط التعليمي".

وأضاف فارنسورث: "أحد المخاوف التي تتعلّق بالتوجيه الجديد هو ماذا سوف يحدث إذا تدهور وضع الصحة العامة في الخريف وشعرت الجامعات التي كانت تقدم دروساً بشكل تقليدي أن عليها تحويل جميع الدورات عبر الإنترنت للبقاء في أمان".

وقالت مديرة الهجرة والسياسة العابرة للحدود تيريزا كاردينال براون: "القضية الأكبر هي أن بعض هذه البلدان التي جاء منها الطلاب لديها قيود على السفر ولا يمكنهم العودة إلى بلادهم، فماذا تفعل بعد ذلك؟". وأضافت معلقة: "إنه لغز لكثير من الطلاب".

وقال رئيس جامعة هارفرد لاري باكو في بيان: "نشعر بقلق عميق من أن التوجيه الصادر عن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية يُقوّض النهج الذي اتبعته العديد من المؤسسات، بما في ذلك جامعة هارفرد، لاستمرار البرامج الأكاديمية مع موازنة تحديات الصحة والسلامة للوباء العالمي".

وأضاف: "سنعمل بشكل وثيق مع الكليات والجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد لرسم المسار الذي يأخذنا إلى الأمام".

أعلنت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية أن الطلاب الدوليين الذين يسعون للحصول على درجات علمية في الولايات المتحدة سيتعين عليهم مغادرة البلاد أو المخاطرة بإجبارهم على الرحيل... خطوة تؤثر على آلاف الطلاب وتتركهم أمام تساؤلات عدة

وفي محاولة لطمأنة الطلاب, قالت الجامعة إن المذكرة المتعلقة بترحيل الطلاب الذين يدرسون عبر الإنترنت ليس لها قوة القانون حتى الآن، بينما لم تعلن الجامعة عن تقليص رسومها الدراسية على الرغم من تحويل نظام الدراسة إلى التعليم عن بعد.

وبحسب معهد سياسة الهجرة، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، هناك حوالي 1.2 مليون طالب مسجلين منذ آذار/مارس 2018 في أكثر من 8700 مؤسسة تعليمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ينطبق عليهم القرار.

وتؤكد تقارير أمريكية أن الطلاب الدوليين يمثلون 6% من عدد الطلاب في أمريكا ويساهمون بما يقرب 45 مليار في الاقتصاد الأمريكي، وهو رقم يقترب من صادرات السلاح إلى الخارج.

الطلاب ضحية ترامب

أجرت إدارة ترامب سلسلة من التغييرات على نظام الهجرة في الولايات المتحدة ، خصوصاً خلال انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى منع وصول أعداد كبيرة من المهاجرين إلى البلاد.

في الشهر الماضي، أصدر البيت الأبيض إعلاناً يحد بشكل كبير من الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة، منها تعليق تأشيرات العمل، ما خلق إرباكاً عارماً في العديد من الشركات.

ويقول المدافعون عن المهاجرين إن الإدارة الأمريكية تستغل الوباء لإجراء تغييرات شاملة في سياسات الهجرة، ولتنفيذ أجندتها حتى في نظام الهجرة القانونية.

وطالب ترامب، في تغريدة له على حسابه عبر تويتر، بإعادة فتح المدارس والجامعات خلال الخريف المقبل.

ويرى كثيرون أن ترامب يحاول الضغط على الجامعات بسلاح الطلاب الأجانب من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها. وقال فيصل: "ترامب يلوي ذراع الجامعات، يا ترجع الحياة للنمط الطبيعي ‘غصب‘ وإلا الكل يخسر معه".

وغرّد المبتعث السعودي يزيد بن عبد الكريم الجاسر: "الجامعات بطبيعة الحال معظمها قامت بترتيبات العمل عن بعد للفصل القادم حمايةً للأرواح ولاتخاذ تدابير احتياطية. هذا القرار يضرب الجامعات بالطلاب الدوليين (أهم مورد مالي للجامعات) لإجبارها على فتح الأبواب من جديد. حركة شطرنجية للضغط لفتح الجامعات قبل انتخابات تشرين الأول/نوفمبر برأيي".

وحول الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطلاب في الدراسة عن بعد، علّق أحد المدونين أنه سيكون من الصعب عليه حضور المحاضرات عبر الإنترنت في بلاده، نظراً لفارق التوقيت مع أمريكا.

وغرّدت الطالبة اللبنانية سمر سعيد: "بعض الطلاب والطالبات اللبنانيين في الجامعات الأمريكية يجب أن يغادروا أمريكا لأن التعليم الجامعي أصبح أون لاين. كيف يعودوا الى لبنان في ظل الظروف الحالية... لا يوجد كهرباء ولا إنترنت. قرارات أمريكا التعسفية تضر الجميع".

قرار أمريكي بسحب تأشيرات الطلاب الأجانب في حال قررت جامعاتهم استكمال التعليم عن بعد... ثمة من يرى فيه أن ترامب يحاول الضغط على الجامعات من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، في مقابل من يعتبره استغلالاً للأزمة بغية تشديد سياسات الهجرة

وقالت طالبة الدراسات العليا في هارفرد فاليريا مينديولا: "هناك قدر كبير من عدم اليقين. إنه أمر محبط للغاية… إذا اضطررت للعودة إلى المكسيك، فأنا قادرة على العودة مرة أخرى، لكن العديد من الطلاب الدوليين لا يمكنهم ذلك".

تراجع عدد الأطباء

في سياق متصل، تراجع عدد خريجي الكليات الطبية الأجانب في الولايات المتحدة من دول ذات غالبية مسلمة بنسبة 15% في عهد ترامب، ما فاقم النقص في القوى العاملة في القطاع الطبي الأمريكي، وفقاً لدراسة نشرتها صحيفة الجمعية الطبية الأمريكية "جورنال أوف ذي أميريكان ميديكال أسوسييشن".

سجّل عدد خريجي الدول المسلمة للحصول على مصادقة لمزاولة المهنة في الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً من عام 2009 وحتى عام 2015 بـ4244 خريجاً، ثم انخفض العدد إلى 3604 خريجين عام 2018، في تراجع نسبته 15%.

وأرجعت الدراسة أسباب تراجع العاملين من الدول المسلمة في القطاع الطبي الأمريكي إلى سياسات واشنطن الأخيرة على غرار حظر السفر المفروض على دول ذات غالبية مسلمة.

ونوّه الباحثون إلى أن الولايات المتحدة سوف تعاني من نقص يصل إلى 122 ألف طبيب عام 2032، بسبب تراجع جاذبية واشنطن كوجهة لمزاولة مهنة الطلب مقارنة بدول أخرى مثل كندا ونيوزيلندا وأستراليا وبريطانيا.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard