شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"العمر عدّى ولا لمحته، ابقوا افتكروني"... إبراهيم نصر لن يُضحكنا بعد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 13 مايو 202003:41 م

ربما سأل نفسه عندما كان يتدرب على أداء شخصية الخال عزمي في مسلسل "إكس لارج" (2011): "هل من الممكن أن تكون نهاية رحلتي في الحياة مثل نهاية رحلة الخال عزمي؟" تحديداً عند جملته المؤثرة: "العمر عدّى ولا لمحته، ابقوا افتكروني لو سمحتوا".

برغم التفاعل الخجول على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الفنان الكوميدي المصري إبراهيم نصر في 12 أيار/ مايو 2020، فإن أكثر عبارة ترددت في تغريدات التعازي هي تلك العبارة، كأن شكوكه كانت في محلها.

اللافت أن الجسم الفني المصري لا يتفاعل تفاعلاً كبيراً لدى رحيل الذين احترفوا اللون الكوميدي كسيد زيان، ويوسف عيد، وجورج سيدهم وغيرهم، وحديثاً إبراهيم نصر.

لم يختلف حال صانع الضحكات العالية إبراهيم نصر في ظل غياب غالبية زملائه عن يوم وداعه، عن حال الخال عزمي في إكس لارج، عندما كتب في رسالة وداعه للحياة: "زمايل عمري في الشركة ماليش غير حبكم تركة، في آخر عمري وحداني ومالي من الدموع بركة زمان عمري في الرحلة بكل لغات الكون باي باي أنا هنا هو في مكان أحلى".

برغم التفاعل الخجول على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الفنان الكوميدي المصري إبراهيم نصر في 12 أيار/ مايو 2020، فإن أكثر عبارة ترددت في تغريدات التعازي هي "العمر عدّى ولا لمحته، ابقوا افتكروني لو سمحتوا" كأن شكوكه كانت في محلها

يبدو أن عشاقه أكثر إخلاصاً له من زملائه. كانت معبّرة التغريدة التي نشرتها عبير أيوب تعليقاً على خبر وفاته: "من أول رمضان وإحنا منحضره على اليوتيوب... خبر حزين جداً".


وظهرت تغريدات لمصريين وعرب استحضروا أعمال إبراهيم نصر الكوميدية، التي أضحكت جمهوراً من مختلف الأجيال والجنسيات العربية، بدءاً بجيل مسرحية "أهلاً يا دكتور" وجيل فوازير"المناسبات" عام 1988 وصولاً إلى جيل شخصياته المتعددة في برامج الكاميرا الخفية التي انطلقت عام 1991 واستمرت أكثر من 15 عاماً .


"شبرة" التي نشأ فيها نصر ذو الأصول الصعيدية، كانت سبباً مهماً في تنمية قدرته على تقمص شخصياته، أهمها شخصية المرأة المصرية في أعماله الكوميدية، وخاصة في برامج الكاميرا الخفية، وشخصية زكية زكريا التي دخلت كل منزل عربي.

تعددت الآراء في صحة وجود زكية زكريا التي جسدها الفنان الراحل. هناك أخبار تقول إنها حقيقية يعرفها نصر شخصياً، وأخبار أخرى تدخض ذلك. هذا كله لا ينفي قدرة نصر الإبداعية على تجسيد شخصية موجودة في الأحياء الشعبية، كـ"المعلمة" التي جسّدها أكثر من مرة في حلقات البرنامج.


"انفخ البلالين يا نجاتي" و"كشكشها متعرضهاش" عبارتان تترددان إلى الآن في البلاد العربية، بعدما رددتهما شخصية زكية زكريا التي برع نصر في أدائها، علماً أن العبارة الأولى منتشرة كثيراً في حفلات أعياد الميلاد.

"انفخ البلالين يا نجاتي" و"كشكشها متعرضهاش" عبارتان تترددان إلى الآن في البلاد العربية، بعدما رددتهما شخصية زكية زكريا التي برع نصر في أدائها، علماً أن العبارة الأولى منتشرة كثيراً في حفلات أعياد الميلاد

كذلك برز نصر في برنامج "انسى الدنيا" الذي يُعرض سنوياً في شهر رمضان على الشاشة الفضية، وقد مثّل متنكراً العديد من الشخصيات التي تعكس شخصيات المجتمع المصري البسيط، كالحلاق، والمكوجي، والحرامي...

ظهر أيضاً في 14 مسلسلاً تلفزيونياً، أشهرها "رأفت الهجان" وآخرها "فوق السحاب"، بالإضافة إلى أعمال مسرحية وسينمائية.

يقال: "لا تخف من صاحب الصوت العالي" في إشارة إلى أن داخل أصحاب الأصوات العالية أشخاصاً طيبين. هذا حال إبراهيم نصر الذي كان صوته عالياً طوال سبعين عاماً، وفي داخله شخص مرح وأنيس، وها هو يرحل بكل هدوء في منزله من دون أن يسبب أي تعب أو "غلبة" لأحد.

في العام الماضي خرجت إشاعة عن وفاته، فردّ عليها: "أنا مستعد أموت دلوقتي، معقول كل الناس دي هتيجي، كل الناس دي هتزعل عليَّ، أنا خلاص اتفرجت على جنازتي"، لكن جنازته الخجولة في كنيسة المرقسية في الأزبكية يوم أمس- ربما بسبب ظروف أزمة كورونا- لم تكن كجنازته التي "تفرج عليها" مثلما قال، بل كانت أقرب إلى الجنازة التي تخيلتها شخصية الخال عزمي: "آآه يا أنذال... أديكو دفنتوني وروحتوا!".



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard