شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"لم أقل له شيئاً، التقينا لثانية واحدة"... اللحظات الأخيرة كما يرويها "الرجل الذي قتل بن لادن"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 4 مايو 202002:57 م

في الثاني من أيار/ مايو لهذا العام، صادفت الذكرى التاسعة لمقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في أبوت آباد، البعيدة حوالي 120 كيلومتراً عن إسلام آباد.

في السنوات الماضية، نُشرت بعض التفاصيل حول العملية التي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات المركزية، منهياً في أربعين دقيقة حياة رجل شغل أمريكا والعالم لسنوات طويلة.

في الذكرى التاسعة، نشرت قناة "فوكس نيوز" عبر خدمة "Fox Nation" وثائقي بعنوان "الرجل الذي قتل أسامة بن لادن" تحدث فيه الجندي الأمريكي السابق روب أونيل في مقابلة حصرية عن تفاصيل العملية التي شارك فيها، وصولاً إلى تلك اللحظة التي سأل فيها زميل له مشارك في العملية "من قتله؟(يقصد بن لادن)" فأجاب "أعتقد أنني فعلتها".

ونيل كان واحداً من 25 فرداً من "وحدة القوات الأمريكية الخاصة" (SEAL Team 6) كانوا قد اختيروا لتنفيذ المهمة، بمؤازرة 55 من الكومندوس، بعدما تمّ تحديد موقع اختباء بن لادن.

يُخبر نيل كيف علّمته خبرته كقناص أن يُبقي ذهنه مشغولاً خلال مراقبة موقع الهدف لساعات طويلة، فكان يعد من صفر لألف ومن ثم يقوم بالعد العكسي خلال عملية المراقبة لتنفيذ مهمة وصفها بأكثر المهام جرأة وعمقاً في التاريخ الأمريكي.

في الوثائقي المقسوم على جزأين، يحكي أونيل ما الذي كان يدور في ذهنه وذهن فريقه خلال الرحلة نحو الهدف في عمق باكستان.

"بعد أسابيع من التدريب، وبعد طيران لمدة 82 ساعة، كنت أقول في ذهني: نعم أنا في هذه المهمة، وسنقتله"، كما يصف أونيل الأمر لمعد الوثائقي بيتر دوسي.

كانت مهمة افترض أونيل أنه قد لا يعود منها، ووصفها بأنها "مهمة ذات اتجاه واحد". لكن بالنسبة له ولزملائه، كما وصف، كانت فرصة تستحق العناء للتخلص من الرجل المسؤول عن هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.

ويتابع أونيل: "حين فتحت أبواب الطائرة تأكدت أن هذا ليس موقع تدريب في جبال الولايات المتحدة. وليست صحراء. إنها أضواء... إنها مدينة"، مضيفاً "بعد دقيقة على خروجنا، كنت أفكر بأن فريق Navy SEAL على وشك إنجاز مهمة خطيرة".

يصل أونيل إلى اللحظة المفصلية من القصة، حين عثر على بن لادن. يقول: "وضعت يدي على كتفه، دفعته نوعاً ما باتجاه الردهة، كانت يده على كتف زوجته... وقف أمامي، ورأيت مباشرة الوجه الذي كنت قد رأيته لآلاف المرات"

وكشف الوثائقي كيف تسلّل فريق العملية إلى داخل المجمع حيث يقيم بن لادن، وصولاً إلى اقتحام المنزل والتوجه في النهاية إلى غرفة نوم بن لادن في الطابق العلوي.

يعود أونيل إلى تلك اللحظات قائلاً: "صعدنا جميعنا الدرج حتى وصلنا إلى داخل الغرفة.. لم نر ′الرجل الكبير′ حتى الآن، هل غادرها.. أم كان هناك؟". عند ذلك، وفق رواية أونيل، اكتملت المهمة، كان هناك من هو مستعد للتضحية بحياته للوصول إلى بن لادن.

كانت هناك ستارة تحجب الرؤية، فقام أحدهم بإزاحتها ليجد الجنود خلفها مجموعة من السيدات، كنّ بنات بن لادن وإحدى زوجاته. خاطر جندي بحياته للدخول، رغم المخاوف من حمل النساء لأحزمة ناسفة أو من تلقيه لرصاصة من بن لادن، ثم تمّ إخراج السيدات إلى ردهة المنزل، حسب أونيل. 

يصل أونيل إلى اللحظة المفصلية من القصة، حين عثر على بن لادن الذي ظهر أنه لم يكن مسلحاً. يقول: "وضعت يدي على كتفه، دفعته نوعاً ما باتجاه الردهة، كانت يده على كتف زوجته... وقف أمامي، ورأيت مباشرة الوجه الذي كنت قد رأيته لآلاف المرات في السابق".

حين سأل مُعد الوثائقي أونيل عما إذا قال الأخير شيئاً لبن لادن قبل قتله، أجاب "الرجل الذي قتل بن لادن" بالنفي، قائلاً: "لا، التقينا لثانية واحدة فقط… وهذا كان كل شيء".

وكانت العملية التي تمت قبل تسع سنوات، في ظل إدارة باراك أوباما، قد حظيت بشعبية واسعة وحُكي الكثير عن التحضير لها وحجم الجهد المبذول لإنجازها. هذا ما استذكره المسؤول عن قيادة العمليات الأمريكية الخاصة بين عامي 2011 و2014 ويليام ماك ريفن في مقال مشترك كتبه مع مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب مايكل ليتر لـ"واشنطن بوست" قبل يومين (عدد 2 أيار/ مايو 2020).

في المقالة، يتحدث ماك ريفن الذي أشرف على مهمة تصفية بن لادن عن أهمية تلك العملية في تاريخ الولايات المتحدة، وعن "وحدة الصف" التي أدت لنجاحها بمعزل عن التوجهات والانقسامات الحزبية والسياسية والأمنية.

حين سأل مُعد الوثائقي الذي بثته "فوكس نيوز" أونيل عما إذا قال شيئاً لبن لادن قبل قتله، أجاب "الرجل الذي قتل بن لادن" بالنفي، قائلاً: "لا، التقينا لثانية واحدة فقط… وهذا كان كل شيء"

يستغل ماك ريفن الذكرى التاسعة للعملية، للتصويب على "الأخطاء" التي تُرتكب حالياً، داعياً إلى استذكار الأسباب التي أدت إلى "النصر" في تلك المرحلة، ولماذا "لا تزال الجدية والتركيز والالتزام مطلوبة لإصلاح تلك الأشياء التي قد لا تزال مكسورة".

وقبل عامين، كان ترامب قد هاجم ماك ريفن واصفاً إياه بأنه من مؤيدي أوباما وداعمي منافسته هيلاري كلينتون. وصوّب ترامب على الأميرال المتقاعد بالحديث عن مهمة تصفية بن لادن، حيث اتهم الرئيس الأمريكي ماك ريفن بالتباطؤ في قتل بن لادن قائلاً: "ألم يكن من الأفضل لو ألقينا عليه القبض قبل ذلك بكثير؟".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard