شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الجدل على ملصق مسلسل رمضاني يتجدّد... نقاشٌ حول حكم المال في الوسط الفني

الجدل على ملصق مسلسل رمضاني يتجدّد... نقاشٌ حول حكم المال في الوسط الفني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 23 أبريل 202006:57 م

"بعد كل الهري (النقاش غير المجدي) اللي حصل، أحب أشكركم على حسن تعاونكم لتحقيق أقوى دعاية لمسلسلنا ‘لما كنا صغيرين‘. مفضلش (لم يبق) غير أننا نتقابل من بكره الساعة 9 ونص على (قناة) دي إم سي و10 ونص على (قناة) الحياة".

هذا أول تعليق من الفنانة المصرية ريهام حجاج على الجدل الذي استمر أسبوعاً بشأن البرومو الدعائي للمسلسل الرمضاني الذي تشارك النجمين محمود حميدة وخالد النبوي في بطولته.

وكان البرومو الأول للمسلسل الذي ينتجه محمد حلاوة، زوج ريهام، قد استفز عدداً كبيراً من المتابعين إذ تصدرته حجاج وظهر وراءها حميدة والنبوي، وهذا ما اعتبره منتقدون "إهانة لتاريخ النجمين" و"محاباة فنانة صاعدة" بفضل "الواسطة ومال زوجها".

وزاد غضب الجمهور توضيحُ النبوي في بيان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وملخصه أنه فوجىء بالبرومو واعترض عليه لدى المنتج ونقيب الفنانين أشرف زكي مهدداً بالاعتزال. ولم يعلق حميدة على الجدل.

وفيما عرض، بعد بيان النبوي مباشرةً، برومو آخر تقدم فيه حميدة والنبوي على حجاج، ردت الشركة المنتجة على كلام نجم العمل: "تعاقد الفنان خالد النبوى مع شركة art makers على مسلسل ‘لما كنا صغيرين‘، نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، وكان هذا التعاقد آخر تعاقد في المسلسل الذي يتم تحضيره منذ أوائل عام 2019، وهو يعلم تماماً أن المشروع هو ‘مشروع النجمة ريهام حجاج‘، وبناء على ذلك تقاضى الأجر الأعلى في رمضان".

وأضافت الشركة: "نظراً لاحترام الشركة تعاقداتها، فإنها ملتزمة جميع بنود العقد المبرم مع الفنان الكبير خالد النبوي والقاضي بأن يعكس تتر المسلسل القيمة الفنية الكبيرة للنجم الكبير محمود حميدة والنجم الكبير خالد النبوي".

ولم ينته الجدل الذي تجدد عقب تصريح ريهام "المستفز" و"غير الموفق" بحسب إعلاميين ومتابعين.

"تمييز ريهام معروف سلفاً"

وفي تواصل لرصيف22 مع الناقدة ماجدة موريس، قالت: "لا أرى أي استفزاز في تعليق ريهام، بل ذكاءً شديداً. كمشاهدين ينبغي أن يكون ما يهمنا في العمل هو البناء الفني والمحتوى والرسالة، وليس الأفيش. مع احترامي الشديد لتاريخَي النبوي وحميدة، لسنا أولى بهما في الدفاع عن حقوقهما واسميهما. وبسبب غياب الشفافية في الحديث عن العقود والاتفاقات الفنية، أظن أن كليهما لم يعترضا".

"بعد كل الهري اللي حصل، أحب أشكركم على حسن تعاونكم لتحقيق أقوى دعاية لمسلسلنا"... تعليق ساخر من الممثلة ريهام حجاج على منتقديها، يعيد الجدل حول ملصق الفيلم ونقاش المال والموهبة

ورأت الناقدة ماجدة خير الله أن الجدل بشأن من يتصدر البرومو الترويجي للعمل "أمر في منتهى التفاهة"، قائلةً لرصيف22: "الأفيشات شيء جديد ودخيل على المسلسلات. هي للتعريف بطاقم العمل والتمهيد له وتعريف الجمهور به بعكس الأفلام التي طالما مثلت أفيشاتها جزءاً مهماً منها".

وتتفق مع موريس على أن حميدة والنبوي لم يعترضا على "تمييز" حجاج. وقالت: "أعتقد أن النبوي تورط بسبب تعليقات الجمهور. لكن هل يعقل أنه لم ينتبه إلى أن ريهام مميزة في مساحة دورها كبطلة للعمل عند قراءة السيناريو أو خلال التصوير. كيف لم ينتبه إلى ذلك إلا بعدما روج الأفيش واعترض الجمهور؟".

أكد ذلك أيضاً الناقد طارق الشناوي الذي كتب في صحيفة المصري اليوم مقالاً مما جاء فيه: "لا شيء يتم فى كتابة الأفيشات والتترات إلا بعد الاتفاق على كل التفاصيل. أكاد أجزم أن العمل أنتج لتدشين نجومية ريهام، ولإثبات أنها تتحمل بمفردها البطولة المطلقة، مثلما سبقتها فى آخر عامين دينا الشربيني وياسمين صبري. وكل من تعاقد على المسلسل يدرك الهدف، ووافق على الشروط".

وامتدح الشناوي "احترافية حميدة" في التعامل مع الأزمة بعدم التعليق أو الاعتراض، مذكراً بأن "النبوي كثيراً ما أثار "معارك" بسبب أفيشات أعمال شارك فيها، وأنه هو نفسه تصدر أفيش فيلم المهاجر للمخرج الراحل يوسف شاهين قبل نحو ربع قرن، أي في بداية مشواره الفني، في وجود العمالقة: يسرا ومحمود حميدة والفرنسي ميشيل بوكيليه الذين تقبلوا الأمر باحترافية عالية".

"ريهام موهوبة"

وعن الاتهامات الموجهة إلى حجاج بشأن "فرض" زوجها المنتج اسمها في أعمال درامية، قالت موريس: "في حين نعترف لحميدة والنبوي بأن لهما تاريخاً جباراً واسماً فنياً ثقيلاً، وبأن لريهام بضعة الأعمال، يجدر القول إن أداءها كان جيداً".

وأضافت: "العمل ليس لها وحدها طبعاً. ليس هنالك عمل اسمه ‘مسلسل ريهام حجاج‘، كونها ظاهرة على الأفيش بشكل مميز، فهذا أمر يتعلق بالدعاية. لكن العمل لا يكتمل إلا بنجومه المشاركين فيه".

"الفرصة مطلوبة"

وشددت خير الله على أن منح الفرصة لكل فنان أو فنانة "ليس عيباً" بل هو أمر مهم لاكتشاف المواهب المميزة، لكن الإصرار على تقديم أعمال لأشخاص ثبت فشلهم هو المعيب.

وتابعت: "الفرصة مطلوبة وإلا فكيف نكتشف المواهب. هناك شركات مصرة على إنتاج أعمال بطولة لمحمد رجب وحماده هلال برغم تكرار فشلهما إنتاجياً. هذا دليل على أن المال لا يمكنه فرض بطل أو صناعة نجم لفترة طويلة. من تدعمه موهبته يستمر ويحجز مكاناً بين النجوم".

وذكر الشناوي أن "الجمهور كان وسيظل صاحب القرار. لم تستطع مثلاً سيدة الشاشة فاتن حمامة أن تصنع من ابنتها نادية ذو الفقار نجمة. العصمة دائماً بيد الجمهور، قد يفتح قلبه على مصراعيه لفنان أو يغلقه تماماً، ولا مجال هنا للحديث عن واسطة وأموال".

ريهام حجاج، مي عمر، ياسمين صبري، دينا الشربيني… فنانات متهمات بالنفاذ إلى أدوار البطولة عبر بوابة "المال والواسطة"، ومع ذلك "يبقى الحكم للجمهور" بحسب النقاد

هذا ما تؤيده أيضاً موريس التي قالت: "المال لا يصنع نجماً. تاريخ الدراما (التلفزيونية والسينمائية) يضم أسماءً ظهرت فجأة واختفت لأنها لم تمتلك الموهبة. إذا لم تثبت ريهام أنها على قدر العمل الذي تتصدر أفيشه، فلن تستمر طويلاً".

وأضافت: "هذا لا ينطبق عليها وحدها. هناك ياسمين صبري التي يعرض لها عمل من بطولتها المطلقة هذا العام، برغم الملاحظات العديدة على أدائها في أول بطولة لها في العام الماضي. ومي عمر زوجة المخرج محمد سامي (المتهمة أيضاً بالوصول إلى أدوار البطولة بالواسطة) كانت في بدايتها مثالاً جيداً لهذا. لاحظتُ أخيراً أنها بدأت تشتغل على تحسين أدائها لكنه ليس الشغل الكافي لتكون بطلة عمل، إنما هو بادرة جيدة".

ونبّهت موريس إلى أن "الدراما لا تحتمل تجارب كثيرة. هذا يعني أنه إذا لم تثبت حجاج وعمر وصبري أنفسهن سريعاً فلن يستمررن".

وختمت خير الله: "من الباكر الحكم على العمل، كلها يومين وهنشوف ونحكم مين قدر يثبت نفسه من أبطال العمل ويترك الصدى الأقوى لدى الجمهور".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard