شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
فيروس كورونا المستجد... إجابات عن أبرز أسئلتكم

فيروس كورونا المستجد... إجابات عن أبرز أسئلتكم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 23 مارس 202007:53 م

برغم أن فيروس كورونا، كوفيد-19، مستجدٌّ ولا توجد أبحاث ودراسات وتجارب علمية مطبّقة عليه إلى اليوم، كون البشرية لم تعرفه بشكله الحالي إلّا قبل بضعة أشهر، بات لدى العالم بعض المعلومات الأساسية حول سبل الوقاية، والعدوى، وإمكانات العلاج، وتقنيات التباعد الاجتماعي، للحد من الانتشار السريع لهذه الجائحة.

لا تغيير في هذه الأمور التي يعيد الباحثون والمراكز الصحية تكرارها منذ اليوم الأول لانتشار هذا الوباء: ضرورة غسل اليدين جيداً. فاليدان تلامسان أسطحاً يعيش عليها الفيروس وبالتالي قد ينتقل إليها، إلّا أنّه لا يخترق الجلد. ضرورة عدم لمس الوجه إلّا بعد غسل اليدين بالماء والصابون عشرين ثانية، كي لا تنقل اليدان الفيروس إلى الجسم عبر الفم أو العينين أو الأنف. ضرورة عدم لبس الأصحاء للكمامات لأنها ليست سبيل وقاية فعّالاً ولأنه ينبغي توفيرها للمرضى والعاملين في مجال الصحة. وضرورة التفكير في الآخرين وليس في أنفسنا فقط: قد لا يصيبنا المرض، أو قد يصيبنا من دون أن يؤذينا أو من دون أن تظهر علينا الأعراض، لكنّ هذا لا يعني أننا نستطيع الاستمرار في حياة طبيعية في ظلّ استمرار الجائحة، لأننا بذلك نساهم في نشر العدوى.

ولكن، تنتج من هذه المعلومات بعض الأسئلة التي لا تساعد الإجابة عنها في توجيه الناس نحو نمط حياة يقيهم وغيرهم الإصابة بالمرض، ويساعد على إدارة هذه الأزمة بشكل جماعي للخروج منها بأقل الخسائر.

بالاعتماد على ما نشرته منظمة الصحة العالمية، والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وما نقلته وسائل إعلام دولية عن مختصين في مجال الصحة وخاصة الأوبئة، في ما أجوبة عن بعض الأسئلة الأساسية.

كيف ينتقل فيروس كورونا المستجدّ؟

ينتقل الفيروس من شخصٍ لآخر عبر مفرزات الفم والأنف، خصوصاً لدى السعال والعطاس. يعيش الفيروس مؤقتاً في الهواء وعلى الأسطح، التي يسبب لمسها قبل لمس الوجه من أبرز طرق انتقال العدوى إلى الناس. وهنا تكمن ضرورة الامتناع الكامل عن لمس الوجه قبل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون.

لا يمكننا التأكد فعلاً أن أحداً ما لم يتعرّض لفيروس كورونا، فالأعراض لا تظهر مباشرةً أو لا تظهر أبداً. لذلك يفضّل تجنّب الاحتكاك بالناس والاستمرار بالتباعد الاجتماعي. ماذا يجب أن تعرف أيضاً عن الفيروس؟

يمكن غير المصابين بالمرض، ممّن يحملونه- إذ يمكن أن يعيش على الجلد لكنه لا يستطيع اختراقه- أو المصابين بالفيروس ممّن لا تظهر عليهم الأعراض، نشر العدوى. تقول البروفيسورة في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس آن ريموين لـCNN: "قد تحكّ أنفك، أو تلمس فمك، أو تفرك عينيك، ثمّ تلامس أسطحاً أخرى، وبذلك تنشر الفيروس".

ما هي الأعراض؟

أكثر الأعراض شيوعاً هي الحمّى، والسعال الجاف، والصعوبة في التنفس. إلّا أنّ الأعراض قد تختلف من شخصٍ لآخر، ومن الممكن أن يصاب بها أحدٌ من دون أن تظهر عليه أيّة أعراض.

قد تظهر الأعراض بين يومين وأسبوعين بعد التعرّض للفيروس، بحسب CDC. برغم اختلاف الأعراض في حدّتها، يتعافى العديد من المرضى من فيروس كورونا من خلال العزل في المنزل، خاصة الذين هم أصغر سناً وأكثر صحّةً.

هل هناك علاج أو لقاح؟

يقول آنثوني فاوتشي، مدير المعهد القومي للتحسّس والأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، إن إعداد لقاحٍ يمكن تعميمه للوقاية من هذا المرض يستغرق على الأقل نحو عامٍ "بغض النظر عن سرعة العمل".

بحسب جريدة الغارديان، تعمل 35 شركة ومؤسسة أكاديمية على ابتكار لقاح ضد فيروس كورونا. هناك أربعة لقاحات الآن تُجرّب على الحيوانات، أحدها أعدته شركة موديرنا في بوسطن، وسيتم تجريبه على الإنسان في أسرع وقت.

لا علاج خاصاً لمن أصيب بفيروس كورونا، لكنّ معظم الحالات، بحسب قناة CNN، شُفيت بعد عزلها في المنزل فترة قصيرة.

ما هي فرص النجاة؟ وكم تستغرق من الوقت؟

يقول كبير المسؤولين الصحّيين في المملكة المتحدة، كريس ويتي، إنّ معدّل الوفيات بسبب فيروس كورونا هو 1% أو أقل. وعليه، فإن الأغلبية الساحقة ممّن يصابون بالمرض سيشفون منه. تقول صحيفة الغارديان إنه برغم إشارة مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى أنّ المعدّل الوسطي للوفيات هو 3.4%، فإنّ هذا المعدل يعتمد على عدد المتعافين من المصابين المسجّلين، علماً أن هناك أعداداً كبيرة من المصابين، لديهم أعراض طفيفة أو ليست لديهم أيّة أعراض، وهم غير مسجّلين.

يرى الدكتور مايكل رايان من منظمة الصحة العالمية، بحسب CNN، أنّ العلاج يستغرق "زمناً يصل إلى ستّة أسابيع… أمّا الناس الذين يعانون مرضاً حاداً جداً، فقد تستغرق عملية تعافيهم بضعة أشهر".

هل ينتقل الفيروس عبر الطعام؟

ما من دليل على أن فيروس كورونا ينتقل من خلال الطعام، بحسب المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. ينتقل الفيروس، وفق المعلومات المتوفرة من إنسانٍ لآخر.

في ظل إغلاق المطاعم والمقاهي في العديد من الدول، يلجأ البعض إلى طلب الطعام من خلال خدمة التوصيل إلى المنزل. ينفي الباحثون وجود مشكلة في ذلك، لكن يوصي كبير المراسلين الطبّيين في CNN الدكتور سانجاي غوبتا بتعقيم الأوعية الحاوية للطعام وغسل اليدين.

متى تنتهي هذه الجائحة؟

لا إجابة دقيقة عن هذا السؤال. ربما يُضعف انتشارَه ارتفاعُ درجات الحرارة في الربيع والصيف، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة نهايته. يقول الدكتور مارك ليبسيتش، مدير مركز ديناميكيات الأمراض المنقولة في جامعة هارفارد: "الجواب القصير هو أنّنا قد نشهد تراجعاً ضئيلاً في نسبة العدوى في الطقس الأكثر دفئاً ورطوبة".

إلى متى يستمر التباعد الاجتماعي؟

لا جواب نهائيّاً بعد، لكن يعتقد العديد من العلماء أنّ البشرية ستضطر لتطبيقه عدة مرات خلال الأشهر المقبلة ريثما يتم إنتاج لقاح فعّال. من الممكن أن تستمرّ المرحلة الحالية خمسة أشهر بحسب كلية لندن الإمبراطورية.

يقول مسؤولون في القطاع الصحّي إننا على بعد نحو سنة من الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا. لن تعود الحياة إلى طبيعتها حتّى ذلك الحين.

ما هي دورة حياة الفيروس على الأسطح؟

بحسب دراسة موّلتها المراكز الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، يعيش فيروس كورونا 72 ساعة على الفولاذ المقاوم للصدأ (الستانلس ستيل) والبلاستيك، وأربع ساعات على النحاس، و24 ساعة على الورق المقوّى، وثلاث ساعات في الغبار الجوّي.

هل الذهاب إلى طبيب الأسنان آمن؟

تنصح الجمعية الأمريكية للأسنان بتأجيل الذهاب إلى طبيب الأسنان إلا في الحالات الطارئة.

هل فيروس كورونا مُعدٍ أكثر من الانفلونزا؟

نعم. يقول غوبتا إنّ المصاب بالإنفلونزا يعدي وسطيّاً حوالى 1.28 من الأشخاص، أمّا المصاب بفيروس كورونا فيعدي اثنين أو ثلاثاً وسطياً، بحسب ما نقلته CNN.

كيف يمكن التمييز بين المصابين وغير المصابين في حال عدم وجود أعراض؟

الأمر غير ممكن، لذلك علينا معاملة كل الناس على أنهم مصابون، وعلى الناس معاملتنا بالمثل، يقول الدكتور جيمس فيليبس من مستشفى جامعة جورج واشنطن لـ CNN. الحجر الصحي يطبّق اليوم على جميع الناس، كباراً وصغاراً، لحمايتهم وحماية غيرهم.

كيف يمكن الاعتناء بشخصٍ مريض من دون أن انتقال العدوى؟

من الصعب إجراء الفحوص اللازمة لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بفيروس كورونا المستجدّ أم لا نتيجة الشحّ في تلك الفحوص في العديد من الدول. لذلك قد لا تعلمون ما إذا كان الشخص مصاباً بالفيروس أو بمرض آخر. يقترح CDC عزل المريض في غرفة خاصة به. يُفضّل أن يعتني بالمريض شخصٌ واحد، وأن يرتدي كل من المريض والممرض كمّامةً.

شرب الماء بشكل مستمر، أخذ فيتامين سي، أو أكل الثوم، وغيرها من الطرق التي قال البعض إنها تفيد في علاج الفيروس، لكنها غير مثبتة علمياً. ما هو المثبت حول كورونا؟

إلى متى يبقى الشخص معدياً بعد إصابته بالفيروس؟

تختلف المدة حسب كل شخص وحالته، خصوصاً في ظل قلّة الدراسات المتوفرة حول هذا المرض. يشير CDC إلى أنّه من الممكن إنهاء العزل المفروض على شخصٍ ما في حال زوال الحمى عنه بدون مساعدة الأدوية، واختفاء الأعراض التي تتضمن السعال. ثم ينبغي أن يعود فحصان يجريهما المريض، بينهما 24 ساعة على الأقل، بنتيجة سلبية.

هل تمكن الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ والإنفلونزا في الوقت نفسه؟

ممكن. يجب الانتباه إلى الأعراض التي تظهر على المريض، علماً أنها متشابهة إلى حد كبير.

هل يمكنني الاستمرار في لقاء الناس إذا لم يتعرض أحد منهم للفيروس؟

لا يمكن التأكد فعلاً أن أحداً ما لم يتعرّض للفيروس، فالأعراض لا تظهر مباشرةً أو لا تظهر أبداً. لذلك يُفضّل تجنّب الاحتكاك بالناس والاستمرار في التباعد الاجتماعي لئلا نصاب بالعدوى أو نعدي الآخرين من دون أن نشعر. إذا التقيتم آخرين، يُنصح بعدم المصافحة أو التقبيل، وترك مسافة متر ونصف المتر بين شخص وآخر.

هل كبار السنّ أكثر عرضة للأذى عند الإصابة بالفيروس؟

بكل تأكيد، يقول مركز CDC. أي شخص يبلغ الستّين عاماً فأكثر، ولديه مشاكل صحية، ينبغي له تفادي الخروج إلى الأماكن المكتظّة. العمر الوسطي لمن يقتلهم فيروس كورونا المستجدّ هو 80 سنة، ولمن يحتاجون عناية طبّية هو 60 سنة،" يقول الجراح الأمريكي جيروم آدامز لـCNN.

ماذا عن الأطفال؟

يقول غوبتا إن صغار السن، لحسن الحظ، ليسوا عرضة للخطر نتيجة هذا المرض، إلى حدٍّ ما، ولا نعرف سبب ذلك. قد لا يصاب الأطفال بالمرض أو قد لا تبدو عليهم أعراضه، إلّا أنّهم يعدون غيرهم. لذا يجب على الأطفال اتّباع النصائح نفسها الواجبة على الكبار من غسل اليدين وامتناعٍ عن لمس الوجه.

ماذا عن الحوامل؟

نظراً لكون الفيروس مستجداً ولم يظهر إلّا في الأشهر القليلة الماضية، يقول CDC إنّه لا توجد بيانات كافية لمعرفة ما إذا كانت هنالك آثار خاصة للفيروس على الحوامل أم لا. كان توثيق الحالات الحرجة عند كبار السنّ أسهل من توثيق حالات النساء الحوامل.

هل یجب أن نبدأ بتكديس الطعام واللوازم اليومية؟

إلى حدٍّ ما إذ لا نعلم متى يجب الحجر الصحي على أحد أفراد الأسرة أو على أحد المقيمين في المنزل. من الجيد أن الاحتفاظ بكمية من المواد الأساسية، ولكن لا يعني ذلك تكديس المأكولات والمعلبات كأننا نواجه نهاية العالم.

هل يمكننا الاستمرار في استخدام المواصلات العامة؟

برغم الإجراءات التي اتّخذها عدد كبير من شركات النقل، كتنظيف الحافلات والقطارات وتعقيمها بشكل مستمرّ، لا تزال وسائل المواصلات مساحةً ضيّقة يجتمع فيها الكثير من الناس، وهذا ما يجعلها بيئة ملائمة لانتشار الفيروس.

يفضّل تجنب وسائل النقل العامة إذا لم يكن ركوبها ضرورياً، وخاصة إذا كانت في منطقة تشهد انتشاراً كبيراً للفيروس، أو إذا كان عمرك أو وضعك الصحي يجعلك عرضة للإصابة بالفيروس.

يقول الدكتور روبن غرينسون، وهو بروفيسور في كلية الصحة العامة بجامعة نيويورك لـCNN: "عندما تركبون الحافلة أو قطار الأنفاق، اعطسوا أو اسعلوا في مرفقكم، واستخدموا منديلاً للتمسّك بالعمود أو بالمقبض للحفاظ على توازنكم، وتجنبوا لمس وجوهكم، واستعملوا معقم اليدين إذا توفر لديكم، واغسلوا أيديكم قبل الرحلة وبعدها".

هل أستمرّ في الذهاب إلى العمل؟

يوصي باحثون بالعمل من المنزل ما دام ذلك ممكناً، حسب طبيعة العمل وتدابير الإدارة. فحتّى لو لم تكونوا مصابين بالمرض، يمكن أن يحدث ذلك في مكان عملكم أو على الطريق إليه. كذلك يمكن لتحرّككم التأثير في الآخرين من خلال نقل العدوى، وإن لم تكن لديكم أعراض.

إذا لم يكن هنالك مفرّ من الذهاب إلى العمل، فعليكم اتّخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة نفسها٬مسافة 1.8 متر بين شخصٍ وآخر، وتجنب المصافحة والتقبيل، وغسل اليدين وعدم لمس الوجه…

هل هناك علاج منزلي لفيروس كورونا؟

لا دليل على ذلك، بحسب CNN. ينصح بشرب الماء بشكل مستمر، وأخذ فيتامين سي، وأكل الثوم وغيرها.

هل يكتسب الذي أصيب بالفيروس وتعافى منه مناعة ضدّه؟

ليس بالضرورة. إذا اكتسب المتعافي مناعة من الفيروس، فقد لا تستمر طويلاً. تقول سيلين غاوندر، وهي متخصصة بالطب والأمراض المعدية في جامعة نيويورك لـCNN إنّ الإصابة بفيروسات كورونا الأخرى لا تمنح الجسم مناعة دائمة، وإن هذا الأمر أحد تحديات تصنيع اللقاح. فالعلماء لا يبحثون عن لقاح يحمي من الفيروس فترة قصيرة فحسب، إنما لأطول مدة ممكنة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard