شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
“أراقب أبنائي وغضبانة من نشر خصوصياتهم“... عندما تتصفح أمهاتنا فيسبوك

“أراقب أبنائي وغضبانة من نشر خصوصياتهم“... عندما تتصفح أمهاتنا فيسبوك

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 21 مارس 202005:06 م

لم يعد استخدام الإنترنت عموماً، والسوشيال ميديا خصوصاً، قاصراً علينا نحن فئة الشباب، وإنما اتسعت الدائرة لتشمل الكثير من أمهات جيل الثمانينيات والتسعينيات، اللواتي يقضين أغلب أوقاتهن في البيت وحدهن، فالزوج يقضي نهاره في العمل، والأبناء منشغلون بحياتهم العملية والشخصية، خاصة إذا كانوا متزوجين.

ورغم ظهور عامل الملل الذي قد يكون من أهم العوامل الذي ساعدت على دخول الأمهات إلى عالم الإنترنت، لكن الأمهات لدينا قد تنوعت أسبابهن لاستخدام الإنترنت.

"الفيسبوك بدل التلفزيون"

تقول سلوى مداح، 57 سنة، ربة منزل من الإسكندرية، وتستخدم الإنترنت منذ سبع سنوات: "ابنتي بسنت التي تبلغ من العمر 24 عاماً، بدأت دراستها في كلية الألسن في القاهرة منذ سبع سنوات، وابني أحمد يعمل الآن في السعودية، ولظروف سفرهم علّمني أولادي كيف أتواصل معهم عبر موقع فيسبوك، حتى أتمكن من الاطمئنان عليهم بصفة دائمة".

بعد تعلم السيدة سلوى استخدام فيسبوك وماسنجر "لسبب قهري" مثلما حكت، استخدمته أيضاً فيما بعد كمصدر للتسلية؛ لأنها تجلس أوقات طويلة وحدها، كما أنه مصدر لاكتساب المعلومات عن الحياة والمجتمع، تقول: "استفدت منه معلومات كثيرة، سواء طبية أو علمية، مثل أخبار الطقس والرياح، وكذلك تابعت الأحداث السياسية، فأصبح فيسبوك بديلاً للتلفاز الذي لم أعد أشاهده".

"أكثر ما يُثير غضبي، استخدام الناس للسوشيال ميديا لنشر معلومات عن حياتهم الشخصية، ما يؤدي إلى انعدام الخصوصية، ما حاجة الناس إلى معرفة تفاصيل حياتي الشخصية؟"

بالإضافة لهذه الأسباب، هناك سبب آخر جعل الإنترنت بالنسبة للسيدة سلوى شيئاً لا غنى عنه، فأوضحت: "تطوعت للعمل في جمعية خيرية، واستمريت فيها فترة طويلة، وكان لابد من وسيلة تواصل مع أعضاء الجمعية، لأن مقر الجمعية الرئيسي في القاهرة، والتواصل كان يتم إما عبر رسائل ماسنجر أو واتس آب".

رغم الفائدة التي يحققها الإنترنت، لكنه بالتأكيد له العديد من المساوئ، وقد أشارت السيدة سلوى إلى بعضها، فقالت: "يسمح فيسبوك تحديداً بانتشار الشائعات والأكاذيب، خاصة من قبل المصريين الذين لا يتفكرون عند نشر منشور قبل التأكد من صحته، ما يتسبب في حدوث كوارث".

وأنهت السيدة حديثها: "أكثر ما يُثير غضبي، استخدام الناس للسوشيال ميديا لنشر معلومات عن حياتهم الشخصية، ما يؤدي إلى انعدام الخصوصية، فالسوشيال ميديا بالنسبة لي ما هي إلا مجال مفتوح على ما يهم الناس، فما حاجة الناس إلى معرفة تفاصيل حياتي الشخصية؟".

"حاعمل برنامج على يوتيوب"

التسلية والضرورة هما ما دفعا سلوى مداح لاستخدام الإنترنت، أما السيدة ماجدة عبد الحميد، 58 سنة، معلمة من الإسكندرية، فكانت لديها أسباب مختلفة: "منذ وقت طويل، كان لدي اهتمام كبير بأحدث وصفات الأكل والديكورات الحديثة للمطابخ، والآن فوقت فراغي الكبير يدور حول تحديث ديكورات شقتي، فمنذ سنة علمني أولادي كيف أستخدم موقع يوتيوب، وابحث عن ڤيديوهات تعرض أحدث الديكورات من ثقافات مختلفة، فأقضي بعض الوقت مع هاتفي الذكي أشاهد هذه الڤيديوهات، وبالفعل قُمت بتنفيذ العديد من الأفكار في تجديد مطبخي".

"طلبت من أولادي إغلاق حسابي على فيسبوك، وأتواصل معهم عبر واتس آب".

وعندما استعرضنا أمامها مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة إذا كانت تتواصل من خلالهم، فقالت: "أنشأ أبنائي لي حساباً على فيسبوك لكني لم أندمج أبداً في التواصل من خلاله، وطلبت من أولادي إغلاق حسابي، وعندما أرغب في التواصل مع بعض الأشخاص أقوم باستخدام واتس آب، ولكن هذا قليلاً ما يحدث".

اندماج السيدة ماجدة مع موقع يوتيوب حفَّز لديها تحقيق طموح جديد، فقالت: "بعد سنتين ستتم إحالتي للمعاش ويزداد وقت فراغي، ففكرت أن أقدم أنا الأخرى برنامجاً على يوتيوب، يستعرض الأفكار البسيطة التي يمكن من خلالها إضافة لمسة أنيقة لشقتك".

"أشاهد كرة القدم والتنس"

"أهوى مشاهدة مباريات التنس، وكذلك مباريات كرة القدم، وقد سهَّل عليَّ فيسبوك مشاهدة المباريات"، هذا ما قالته السيدة سناء أبوعلي (54 سنة) ربة منزل من المنوفية، أثناء حديثها لرصيف22، عن أسباب استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، وعن بداية استخدامها له قالت: "أنشأ ابني أحمد لي حساباً على فيسبوك للترفيه ولملء وقت فراغي، وأخبرني أنه يمكنني مشاهدة ڤيديوهات لكرة القدم والتنس عليه، لعلمه أنني أهوى متابعتها".

وعن استخداماتها الأخرى، أضافت: "علمتني زوجة ابني كيف يمكنني التسوق عبر الإنترنت، وشراء كل ما أرغب من خلاله، فوفر عليَّ ذلك الكثير من الوقت والجهد".

"أحب مشاهدة البرامج التي تعرض الحوادث وجرائم القتل على يوتيوب، كما استخدم فيسبوك منذ سنتين في التواصل مع الناس، وأترك تعليقاتي وآرائي التي تتسم بالشدة على منشورات أصدقائي"

مثلما كان للسوشيال ميديا في الحكايات السابقة فائدة علمية وعملية، كان له في حكاية السيدة ناصرة رمضان فائدة إنسانية، تبلغ السيدة ناصرة من العمر 51 سنة، موظفة بإدارة الشؤون القانونية بالمدينة الجامعية، من القاهرة، فقبل استخدامها للإنترنت، كانت تقضي أغلب وقتها أمام التلفاز أو عند جارتها السيدة سناء، والتي كانت تسكن في الشقة المجاورة لشقتها في العمارة نفسها، وعن سبب استبدالها فيسبوك بهاتين العادتين، قالت: "جارتي هذه قد توفاها الله منذ وقت قريب، فأنشأ لي ابني أحمد وابنتي إسراء ذلك الحساب كي يُلهيني؛ لاستثمار هذا الوقت الذي أصبح فارغاً تماماً بعد موت جارتي".

وأضافت: "أحب التواصل مع صديقاتي وأقاربي من خلاله، خاصة عبر مكالمات ماسنجر، لأنها توفر المال".

"أحب التواصل عبر ماسنجر لأنه يوفر المال".

"من أكثر الأسباب التي حمستني أن أتعلم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هي مراقبة ماذا يفعل أبنائي طوال اليوم عليها".

هذا هو السبب الرئيسي لدى السيدة صباح (48 سنة) من سوهاج، ربة منزل، الذي جعلها تهتم بأن يكون لها حساب على فيسبوك، فهي أم لخمس بنات وولد، وترى أن هذا من باب "اهتمامها بشؤونهم"، كما قالت، كذلك تهتم السيدة صباح بمعرفة ما يدور حولها، حيث قالت: "بدأت استخدام الإنترنت منذ خمس سنوات، أستطيع من خلاله متابعة الأحداث الجارية، كذلك أحب معرفة المعلومات وخاصة الدينية، ورغم فائدته الكبيرة لكني أراه سلاحاً ذا حدين".

وافقت السيدة منى موسى رأي السيدة صباح، في كون الإنترنت والسوشيال ميديا سلاحاً ذا حدين، تبلغ السيدة منى من العمر 58 سنة، من القاهرة، وتعمل موظفة في شركة النيل للمواد الغذائية، فعقبت على كلام السيدة صباح قائلة: "الإنترنت والفراغ سوية قد يدمران الناس، فكم سمعنا عن الخيانات الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه يضيع الوقت".

أما عن تفضيلاتها الشخصية في استخدام الإنترنت، تقول منى: "أحب مشاهدة البرامج التي تعرض الحوادث وجرائم القتل على يوتيوب، كما استخدم فيسبوك منذ سنتين في التواصل مع الناس، وأترك تعليقاتي وآرائي التي تتسم بالشدة على منشورات أصدقائي".

دون أن تشعر أمهاتنا، فاستخدامهن للإنترنت والسوشيال ميديا قصر المسافة بيننا وبينهن، وجعلنا نلتقي معهن في نقطة ما، ولعل هذه هي أهم فائدة حصلنا عليها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard