شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"نصرةً لمسلمي الهند"... اعتقال موظفين هندوس في الكويت بتهمة "ازدراء الإسلام"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 5 مارس 202003:33 م

في إطار إحكام قبضتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وملاحقة "مخالفي الثوابت"، اعتقلت السلطات الكويتية ثلاثة موظفين في إحدى شركات النفط من حاملي الجنسية الهندية ومعتنقي "الهندوسية" بتهمة "الإساءة إلى الإسلام" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وورد في بيان تداولته المواقع المحلية أن "مباحث المنشآت ألقت القبض على ثلاثة موظفين في شركة البترول من الجنسية الهندية بعد رصد تغريداتهم المسيئة للإسلام والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجار تعقب وضبط آخرين لإحالتهم إلى جهات الاختصاص".

أي إساءة ارتكبوا؟

وتداول ناشطون كويتيون "المنشورات المسيئة" التي اعتُقل بسببها الموظفون الثلاثة.

أول هذه المنشورات تقرير إخباري بالهندية عبر حساب مانوج بيباليا على فيسبوك يتحدث عن "تعرض الهندوسيات للسبي والاغتصاب من قبل الجاليات العربية ومعتنقي الديانات الأخرى حين كان الهندوس ضعافاً متفرقين".

بسبب منشورات دعوا فيها إلى "اتحاد الهندوس" أو سخروا من مسلمي الهند... اعتقال ثلاثة موظفين هنود في الكويت وملاحقة آخرين، والتهمة: "الإساءة إلى الإسلام"

وعلق بيباليا، أحد المعتقلين الثلاثة، على منشوره في 1 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، بالقول: "من دون معرفة التاريخ الحقيقي لن يكون بوسعك صنع مستقبل مشرق مهما بلغت من العلم".

ولفت ناشطون كويتيون إلى موظف هندوسي آخر، يدعى هارشيت بوروهيت، شارك في التعليق على المنشور قائلاً: "سيدي الهندوس منقسمون بالفعل، وسينسلخون أكثر في حال اعتناق دين جديد".

أما الموقوف الثالث، فكان كامليش براجاباتي، الذي تداول ناشطون صورةً ساخرةً شاركها مع أصدقائه عبر فيسبوك يظهر فيها شخصٌ ملتحٍ وهو لا يعرف كيف يستخدم "المبولة"، في إشارة إلى السخرية من "تخلف أو تأخر" المسلمين في الهند على الأرجح.

ونقل عن الموظف الهندي كتابته تعليقاً يقول فيه: "اتحدوا أيها الهندوس وإلا فسيحكمكم المسلمون خلال 10 سنوات على الأكثر".

وبدا أن المنشورات المتداولة تعكس آراء أصحابها في الصراع الطائفي الذي تشهده الهند حالياً بين الهندوس والمسلمين في ظل ذيوع تقارير إعلامية تشير إلى عنف وحشي يمارس ضد الأقلية المسلمة في الهند.

"لنخيّر الهند بين وقف العنف ضد المسلمين وإعادة عمالتها"... كويتيون غاضبون من منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض العاملين "الهندوس" في بلدهم

"لنطرد الهندوس"

وعقب تداول الخبر، رحب كويتيون بالقبض على الموظفين الثلاثة وملاحقة آخرين، منتهزين الفرصة لدعوة السلطات الكويتية إلى "نصرة الإسلام" و"نصرة مسلمي الهند".

واستنكر هؤلاء تصرف الموظفين الهنود الذين "يأكلون خير الكويت ويذيعون الأخبار الكاذبة عن المسلمين".

وتجاوز آخرون الاستنكار إلى المطالبة بـ"فصل وترحيل كل الموظفين الهندوس في القطاع النفطي والطبي وغيرهما وتعيين كويتيين بدلاً منهم".

وألقى معلقون اللوم على بلدان الخليج لحسن استقبال "الهندوس" وإقامة المعابد لهم. واقترح مغردون "تخيير الهند بين وقف العنف ضد المسلمين وتسفير عمالتها التي تتجاوز الـ100 ألف شخص".

واستغل موطنون الفرصة وطالبوا بالقبض على العمال الهندوس وترحيلهم بعد معاقبتهم على "نشر الحقد الديني والعنصري".

يذكر أن ازدراء الأديان و"الإساءة إلى الذات الإلهية" و"الإساءة إلى الإسلام" من الاتهامات التي وجهت مراراً إلى معلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت. وشهد آب/أغسطس الماضي اعتقال مقيم لبناني وملاحقة ناشطة نسوية بتهمة "المس بالثوابت".

وجاء اتهام المقيم اللبناني جراء ظهوره في فيديو وهو يقول: "ليش أصوم عرفة ما بدي إياه يغفر لي لا سنة ماضية ولا سنة جاية". أما الناشطة فلوحقت لتصريحها بأن "الجنة اللي تسكر بوجهي الباب عشان ما لبسه حجاب ما أبيها ما تشرفني".

وتقضي المادة (6) من قانون جرائم تقنية المعلومات في الكويت بـ"السجن والغرامة للمساس بالدين ورموزه، ولانتقاد الأمير على الإنترنت".

أما المادة (25) من قانون الأمن الوطني المحلي، فتتضمن إقرار عقوبات بالسجن مدة تصل إلى خمس سنوات لكل شخص يهين أمير البلاد علانية أو "الذات الإلهية أو الأنبياء أو الصحابة أو آل البيت".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard