شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
لبنان يسأل: وينو محمد رمضان؟

لبنان يسأل: وينو محمد رمضان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 25 فبراير 202002:13 م

حادثة جديدة تسلط الضوء على مدى الانفلات الأمني الذي يعيشه لبنان، وتكشف عن خطورة غض "الشيوخ" والأحزاب القوية النظر عن مسلحين ومحتمين بعشائر كبيرة و"مسنودين" يخرقون القانون بشكل دائم ويهددون أمن المواطنين.

فخطفُ المهندس محمد سمير رمضان، ابن الأسرة المتواضعة، وطلبُ فدية مالية من ذويه، لا لخطأ ارتكبه، بل لأنه حلم وسعى إلى إنفاذ القانون واسترداد حق سلبه "شخص مسنود" من قريب له من المفترض أنه "ممثل الشعب في البرلمان".

كشف وارف سليمان أحد أصدقاء المهندس المختطف عن الجريمة، مساء 24 شباط/فبراير، في منشور عبر فيسبوك أوضح خلاله الملابسات التي أغضبت العديد من اللبنانيين. كتب: "قبل ثلاث ليالٍ اختُطف الصديق المهندس محمد سمير رمضان في منطقة العاملية بالضاحية الجنوبية من قبل عصابة يترأسها المرابي م.ح. على خلفية مشكلة لا علاقة مباشرة له بها. منذ ثلاث ليالٍ ونحن لا نعرف طعم النوم".

"بطريقة قانونية أعاد تعب عمر أبيه المسلوب احتيالاً"... اختطاف مهندس من عائلة كادحة وطلب فدية من ذويه يثيران حنق اللبنانيين من "تواطؤ الأحزاب والشيوخ مع الزعران"

تطمينات ثم تنصل

ولفت إلى أن أسرة الشاب وأصدقاءه تلقوا "تطمينات من الأجهزة الأمنية ومعلومات متضاربة من كل مكان"، قبل أن "تبدأ محاولات نفض اليد (التنصل) والمراوغة من قبل بعض الوسطاء، صباح اليوم نفسه، حتى بدأنا نفقد الثقة خصوصاً أنه وصلنا تواطؤ أحد النواب مع الخاطفين".

وطالب سليمان بالإفراج فوراً عن الشاب وحث "رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ووزير الداخلية، والإعلام اللبناني، وكل مواطن شريف يريد أن يكون بمأمن في هذا البلد" التدخل لإنهاء هذه المهزلة.

ولفت سليمان إلى خطورة وضع الشاب، مبيّناً أن مصير والديه المسنَّين المريضين في خطر أيضاً في غياب "معيلهما الوحيد البار"، أي رمضان.

وفصّل للرأي العام الذي تفاعل مع منشوره، مغرداً بالآتي: "المرابي م.ح. كان على علاقة مادية مع م. س. (وهو قريب للصديق محمد رمضان)، وقد استوليا بطريق الاحتيال على شقة يملكها ويسكنها والد محمد رمضان، الشاب الذي تمكن عبر القضاء من إبطال مناورتهما الاحتيالية وحماية شقة والده".

وأوضح أن "النتيجة كانت اختطاف محمد كي يحققا بأسلوب العصابات ما منعهما القضاء من تحقيقه"، متسائلاً: "في أي غابة نعيش؟".

وأضاف خليل معنّى أن "المُرابي م. ح. (الذي خطف رمضان) يتمتع بدعم مباشر من ‘ابن عمته‘ ممثل الشعب النائب"، مبيّناً أن تلك هي "الضغوط الوهمية التي تمنع الأجهزة الأمنية" عن تنفيذ واجبها.

مكان الاحتجاز "معروف"

أما الشريف سليمان، فقال عبر فيسبوك أيضاً: "الصديق المهندس محمد رمضان مخطوف من نهار 21 شباط/فبراير، والخاطف معروف وموقع الخطف معروف ومكان الاحتجاز معروف، والأجهزة الأمنية (مخابرات، معلومات، أمن عام) أُعطيت علماً، والقضاء أخذ علماً وشكوى".

ونبه إلى أن الشاب المختطف هو "معيل والديه المسنين، واختطافه وسيلة لابتزاز مالي"، متسائلاً: "من يحمي الخاطف الذي لا تقدر عليه كل أجهزة الدولة القضائية والأمنية؟".

وأشارت فاطمة هاشم إحدى صديقات رمضان إلى أن الأزمة تكمن في أن "رمضان شاب من عائلة أقل من متوسطة وحالتها متواضعة، وأن كل ما فعله هو الدفاع بشكل قانوني عن ملكهم الوحيد في الحياة، منزلهم، ‘تعب عمر‘ أبيه".

واستغربت أنه بعد ثلاثة أيام من الوساطات مع "مسؤولي أحزاب المنطقة و‘الشيوخ‘، طالب هؤلاء الأهلَ بدفع الفدية التي طلبها الخاطف!".

وأوضحت أن محمد وأهله لا يملكون المبلغ المطلوب، مستطردةً: "وإذا في حدا بيملك المبلغ، مين قادر يسحب مبالغ من البنك؟ الغابة والزريبة اللي عايشين فيها بتفاجئنا يوم بعد يوم".

"الخاطف معروف وموقع الخطف معروف ومكان الاحتجاز معروف، والأجهزة الأمنية أُعطيت علماً"... لماذا لا تنقذ السلطات الأمنية شاباً مختطفاً؟ إنها تتقاعس لأن الخاطف "مسنود"

"مش رح نسكت"

وعبر وسمي، #اطلقوا_سراح_محمد_رمضان و #الحرية_لمحمد_رمضان، دشن أصدقاء الشاب والمقربون منه حملةً لتعريف الرأي العام بالواقعة التي تعرض لها، معتبرين أنه حالياً يدفع "ثمن الانفلات الأمني وتسيّب الدولة" و"شريعة الغاب" التي تسود لبنان.

وشدد هؤلاء على أنه "ما بقالنا غير الناس تطلق سراحه من بعد ما تم التواصل مع النافذين والمسؤولين، لكن بلا نتيجة".

وتفاعل الكثير من اللبنانيين مع القضية، ليس باعتبارها حالة خطف مقابل فدية، بل كانعكاس لحالة الانفلات الأمني، خصوصاً في الضاحية الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، وكتحدٍ صارخ لسيادة القانون، وتجلٍ فاضح لسطوة "الشيوخ والأحزاب وغض نظرهم عن الزعران" الذين يستولون على أملاك الناس عنوةً أو بالتحايل، ورفضهم تطبيق القانون على "أبناء العائلات النافذة".

وعلق الناشط اللبناني فارس الحلبي ساخراً: "ممكن تفرجينا الأجهزة الأمنية شغلها، ولّا بس شاطرة تحط مخبرين على المتظاهرين والناس العاديين؟"، في إشارة إلى الملاحقات الأمنية والقضائية التي استهدفت أخيراً ناشطين بارزين في انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ورد مواطنون على ذلك بأن "الدولة مشغولة تلاحق يلي بسب وبيشتم (من نشطاء الثورة)، بس لااااا النصب والسرقة والخطف مش جريمة!".

واعتبرت شها هاشم أنه من واجب المسؤولين في لبنان إعادة رمضان إلى أهله بالسرعة الممكنة.

وتابعت: "هيدا الأمان اللي بدنا إياه وعم نطالب فيه، أن المجرمين (أياً كانوا واصلين و‘بخوفو‘ يلاحقوا، لأن مش ح يكونوا أقوى من كل شي عالمي عم نحاربه!".

وختمت: "حياة محمد وكل مواطن بهالبلد أهم من كل الأيديولوجيا تبع كل البشرية، وأولوية أكتر من كل شي بتصرفوا مجهود عليه! إذا ما رجع محمد سالم، وإذا ما انعمل جهود فعلية من أجل سلامته وإعادته، كل اللي ذكروا (اللي مسيطرين على البلد فعلياً حالياً)، يكونوا متواطئين بشكل مباشر بأي أذية تطاله! ونحن مش رح نسكت".

أما عضو الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في لبنان، بسام القنطار، فأوضح عبر تويتر: "مزاعم اختطاف المهندس محمد سمير رمضان من قبل ‘عصابة‘ جريمة تجب معاقبة مرتكبيها"، لافتاً إلى أن "العمل على كشف مصيره ينبغي أن يكون أولوية جميع أجهزة إنفاذ القانون".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard