شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"خطأ لا يغتفر"... هل يطيح إسقاط الطائرة الأوكرانية قادة إيرانيين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 11 يناير 202001:01 م

في اعتراف غير متوقع، قالت إيران إنها أسقطت "من دون قصد" طائرة الركاب الأوكرانية يوم الأربعاء 8 كانون الثاني/ يناير، والتي راح ضحيتها 176 شخصاً.

وقالت هيئة الأركان الإيرانية إن الطائرة حلّقت قرب منطقة عسكرية حساسة في وقت كان الجيش في حالة تأهب قصوى وسط التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفتت الهيئة في بيان إلى أن الطائرة دخلت بطريقة خاطئة في دائرة "هدف معاد... وفي مثل هذه الحالة وفي ضوء ما حدث، وبسبب خطأ بشري وبطريقة غير مقصودة أصيبت الطائرة... نقدم اعتذاراتنا لما حصل". وأضاف البيان أنه ستتم محاسبة المسؤولين عن الخطأ.

وقال قائد القوات الجوية العميد أمير علي حاجي زاده: "إننا نتقبل جميع تبعات المسؤولية عن سقوط الطائرة الاوكرانية وجاهزون لأي عقاب وقرار يتخذهما المسؤولون في هذا الشان".

وقال في مؤتمر صحافي، السبت 11 كانون الأول/يناير: "هذه القضية قيد المتابعة على يد اللجان العليا والسلطة القضائية والمعلومات سوف تكتمل عما قريب".

وكانت الرحلة الرقم 752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، تحطمت بعد خمس دقائق من إقلاعها على بعد 35 كم جنوب غربي العاصمة فوق إحدى الضواحي، في وقت كانت طهران تطلق عشرات الصواريخ على قواعد للقوات الأمريكية في العراق، رداً على اغتيال الجيش الأمريكي قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد قبل أيام.

ونفت إيران مراراً خلال الساعات الماضية أن يكون أي من صواريخها قد أسقط الطائرة، ورجح بعض مسؤوليها حينها أن تكون الطائرة تحطمت نتيجة عطل فني. وقالت إن التحقيق في الحادث قد يستغرق سنتين.

  الجيش الإيراني يقول إن الطائرة الأوكرانية كانت تحلق على مقربة من مركز عسكري حساس للحرس الثوري فتعرضت لقصف بطريق الخطأ 
قائد القوات الجوية الإيرانية: "إننا نتقبل جميع تبعات المسؤولية عن سقوط الطائرة الاوكرانية وجاهزون لأي عقاب وقرار يتخذهما المسؤولون في هذا الشان"

مأساة كبيرة وصورة مهزوزة

ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني ما جرى بأنه "مأساة كبيرة وخطأ لا يُغتفر". وقال في تغريدة على تويتر: "إيران نادمة جداً على الإسقاط غير المتعمد للطائرة الأوكرانية".كما قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "اعتذار" طهران للضحايا وقال في تغريدة على تويتر أن: "خطأ بشرياً في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأميركية أدّى إلى الكارثة".

لم يستبعد مسؤولو عدد من الدول، من بينها كندا التي قضى عدد من مواطنيها على متن الطائرة، احتمال سقوطها بصاروخ إيراني، وهذا ما نفته طهران تكراراً.

وحدث تحول دراماتيكي في الحادثة حين نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقطع فيديو، الخميس 9 كانون الثاني/يناير، تقول إنه يوثق لحظة إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ.

وفي أول رد فعل، طالب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو "بالعدالة لعائلات الضحايا" ووصف الحادثة بالمأساة الوطنية.

وجاء في بيان عن مكتبه: "في هذا اليوم أقرت إيران بأن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية أسقطتها قواتها المسلحة... يبقى تركيزنا الآن على المطالبة بالمساءلة والشفافية والعدالة لعائلات الضحايا... هذه مأساة وطنية، الكنديون جميعهم ينوون الحداد".

وأضاف: "سنواصل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لضمان تحقيق كامل وشامل، وتتوقع الحكومة الكندية التعاون الكامل من السلطات الإيرانية".

أما الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فطالب إيران بتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية، ودفع التعويضات المناسبة، وعودة جثامين الضحايا ومحاكمة المسؤولين عن الحادث. وطالب أيضاً بأن "يتم التعاون مع المتخصصين التابعين لنا والبالغ عددهم 45 للوصول إلى الحقيقة".

وقال روزبه ميرمبراهيم، المحلل السياسي الإيراني في نيويورك والمستشار لدى الأمم المتحدة، إن "الصدقية القليلة التي كانت تتمتع بها الجمهورية الإسلامية بين مؤيديها تعرضت لضربة كبيرة، الليلة".

وأضاف: "هذه المأساة قوّضت الصورة التي رسمتها إيران لنفسها كقوة عسكرية وأضعفتها بشكل كبير على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وادّعى صحافيون محافظون ومقربون من المؤسسة الإيرانية أن "آية الله خامنئي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، لم يكن على علم بعملية إصابة الطائرة بشكل خطأ، وحالما أخبروه بعد ظهر يوم الجمعة، قال إنه يجب إطلاع الأمة عليها".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard