شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"انتشرت بسبب الحرب"... مجموعة فيسبوك للنساء السوريات خاصّة بالاستشارات الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 4 يناير 202004:41 م

"هذه المجموعة للمتزوجات والمخطوبات فقط، وللمواضيع الجنسية البحتة، ممنوع التنظير والفلسفة بالتعليقات، ماعجبك غادري ومن فم ساكت، ويلي ما بتتفاعل بالغروب ما بتلزمنا".

هذا تعريف إحدى المجموعات الجنسية المخصصة للنساء السوريات، حتى لو فقط ظاهرياً، في هذه المجموعة المسماة "شمبق لمبق" تُطرح المشاكل الجنسية الخاصة دون خجل، ابتداءً من الجماع مع الأزواج، والمشاكل الجنسية التي تحصل في غرف النوم المغلقة، وصولاً إلى مشاكل أخرى تصفها بعض زائرات المجموعة "بغير الأخلاقية"، كحب إحدى السيدات لأخ زوجها، على سبيل المثال لا الحصر، لا تخلو هذه المجموعات من نكات جنسية أيضاً ومشاكل اجتماعية عادية، وكل الزائرات يطلبن رأي السيدات الموجودات في المجموعة دون ذكر اسم.

شروط الانتساب

لتدخلي إلى تلك المجموعة الجنسية السرية عليك أن تجيبي على عدة أسئلة، منها: ما هو لون حمالة الصدر (السُتيان) المفضل؟ ماهي نوعية الكوتكس الذي تستخدميه؟ بالإضافة للاسم والنوع... وهل أنت متزوجة أم عزباء؟ إضافة إلى الدراسة، هذه أسئلة الهوية التي تمنح أي امرأة الأذن بالدخول إلى تلك المجموعة، وما أكثر الطلبات المعلقة حسبما تصرح إحدى "الأدمن" على الغروب (مشرفة المجموعة) بشكل دوري للتذكير فقط.

"برنسهيسهة نكهدية"، هذه الطلاسم اسم لإحدى أدمن المجموعة التي تعرض غالبية المشاكل الجنسية دون اسم للسيدة التي تطلب نصيحة، وكل المشاكل والتساؤلات تصل إلى بريد الصفحة، وهنا لابد من الإشارة أن ليس كل من تنتسب للصفحة تطرح مشكلة، أو تتفاعل، ربما يكون لديها أسباب أخرى.

لتدخلي إلى تلك المجموعة الجنسية السرية عليك أن تجيبي على عدة أسئلة، منها: ما هو لون حمالة الصدر (السُتيان) المفضل؟ ماهي نوعية الكوتكس الذي تستخدميه؟ وهل أنت متزوجة أم عزباء؟

لودي علي، صحافية، هي إحدى السيدات المتزوجات التي تتابع ما يعرض على المجموعة الجنسية، وتقول إن سبب متابعتها لهذه المجموعة بالدرجة الأولى هي الاطلاع على مشاكل السوريات الجنسية والاجتماعية، إضافة إلى التسلية.

في حديث لرصيف22، تصف لودي الواقع الحالي في هذه المجموعة الجنسية وغيرها من المجموعات، أنه على درجة عالية من الجهل بالمعلومات الجنسية الصحيحة لدى نسبة كبيرة من النساء الموجودات ضمن المجموعة، إضافة إلى اهتمام بعض السيدات بالجنس فقط، وإرضاء رغبة الشريك، وترى أن أهم دوافع السيدات للدخول إلى تلك الصفحات الجنسية هو الكبت الذي يعيشه المجتمع وصعوبة مناقشة مواضيع جنسية حتى مع المقربين، كما أن غياب التربية الجنسية في المدارس أو البيوت يعتبر نقطة جوهرية للاستشارات الجنسية التي تطلبها السيدات.

"مها" (اسم مستعار) وهي سيدة متزوجة حديثاً، طرحت مشكلتها الجنسية أثناء الجماع مع زوجها، على المجموعة عن طريق الأدمن، وساعدتها بعض التعليقات على حل المشكلة، بينما تعرضت للتنمر من قبل سيدات أخريات، تبرر مها، ابنة الخمسة والعشرين عاماً، أنها تزوجت زواجاً تقليدياً، وهي غير متقبلة لزوجها بالأصل، لكنها مجبرة على ممارسة العلاقة الجنسية معه، لذلك لجأت لهذه المجموعة لتعرض مشكلتها واعتقدت أن هناك سيدات لديهن خبرة أكثر منها.

وبالتالي، عادة ما تكون سيدة من أعضاء المجموعة قد تعرضت لموقف مشابه في المشكلة التي طرحتها مها، والتي لا تستطيع البوح بأي كلمة لأمها أو لأختها، كي لا يعتبروها جاهلة بالأمور الجنسية.

بين المزح والجد

تضحك سوسن محمد، بصوت مرتفع وسط كلية الآداب بجامعة دمشق، وهي تمعن النظر بهاتفها المحمول، طالبة الآدب العربي تتابع عن كثب "شمبق لمبق" المجموعة الجنسية المشهورة بين غالبية رائدات الفيسبوك اليوم، لكن سرعان ما تبدلت ملامح وجهها، حسب حديثها لرصيف22.

ذلك أن إحدى السيدات قد طلبت نصيحة صبايا المجموعة بخصوص مشكلة جنسية وأخرى اجتماعية مع زوجها، فكان تعليقها كما غالبية من علقن على طلب النصيحة بـ"اطلبي الطلاق"، لتفاجأ أنها فعلاً انفصلت عن زوجها، وهنا شعرت سوسن بالذنب، مبررة أنها كانت تمزح ولم تتوقع أنه ممكن لفتاة أن تقبل نصيحة أخرى لا تعرفها سوى عن طريق مجموعة جنسية.

لا يختلف الهدف الرئيسي للمدرّسة إباء علي، في تصفح المجموعة الجنسية يومياً عن هدف سوسن بالتسلية تحديداً، لكن أشارت إباء أن كل هذه المشاكل ومهما قرأت عن مشاكل الثقة بين الأزواج، الخيانات الزوجية والمشاكل الجنسية لا تتأثر، لأنها واثقة من نفسها أولاً، ومن زوجها ثانياً، ولو تعرضت لمشكلة جنسية أو زوجية من المستحيل أن تضعها على المجموعات الجنسية لأنها لا تثق بمن فيها أصلاً، وهم شخصيات افتراضية.

لكن تستفيد إباء بطريقة ذكية من هذه المجموعات حسبما قالت في حديثها لرصيف22، إنها تعرض بعض المشاكل أمام زوجها وتسمع وجهة نظره، وخصوصاً إن كانت المشكلة المطروحة عن علاقة زوجية تتخللها مشاكل اجتماعية، وتضيف: "الحرب والمجتمع المنغلق من أهم العوامل التي ساعدت بانتشار هذه المجموعات الجنسية المغلقة ولها مخاطرها الكثيرة، وبين المزح والجد، نجد رسائل اجتماعية فيها تسلية أحياناً وخربان بيت أحياناً أخرى".

في هذه المجموعة المسماة "شمبق لمبق" تُطرح المشاكل الجنسية الخاصة دون خجل، ابتداءً من الجماع مع الأزواج، والمشاكل الجنسية التي تحصل في غرف النوم المغلقة، وصولاً إلى مشاكل أخرى تصفها بعض زائرات المجموعة "بغير الأخلاقية"

"الحرب والمجتمع المنغلق من أهم العوامل التي ساعدت بانتشار هذه المجموعات الجنسية المغلقة ولها مخاطرها الكثيرة، وبين المزح والجد، نجد رسائل اجتماعية فيها تسلية أحياناً وخربان بيت أحياناً أخرى"... نساء يتحدثن عن مجموعة "شمبق لمبق" 

"تفريغ جنسي واجتماعي"

بعد عرض كل الآراء على المختصة في علم النفس والدعم النفسي والاجتماعي، بشرى الفرا، التي لا ترتاد هذه المجموعات الجنسية لكن تأتيها حالات من سيدات للعلاج، تعرضن لتنمّر في هذه المجموعات الجنسية، وهنا تشير المعالجة النفسية في حديث لرصيف22 أن غالبية السيدات اللواتي يطرحن مشكلتهن الجنسية تحديداً، على المجموعات الجنسية المغلقة، غالباً يعانين من مشاكل عديدة، أولها عدم الثقة بالنفس.

وتضيف: "هناك تحليل آخر مفاده أن الغيرة (بالمعنى التقليدي) هي دافع لارتياد هذه المجموعات"، وتشير أن هذه المجموعات تكون وسيلة للتفريغ سواء الجنسي أو الاجتماعي، وكانت الحرب، على حد تعبير بشرى، عامل مهم في الترويج لهذه المجموعات الجنسية، كون الناس أصبحت بحاجة لأي نوع من أنواع التسلية، وخصوصاً النساء في بعض المجتمعات التي ماتزال مغلقة إن صح التعبير.

وتضيف: "إن خطورة هذه المجموعات هو وجود سيدات يعرفن بعضهن حقيقةً، وبالتالي عرض المشاكل والتعمق في صفات المشاكل الزوجية، من الممكن أن تؤدي لفضائح اجتماعية وتهديد بين السيدات".

74086 عضواً - حتى الآن - في المجموعة التي تعنى بالمشاكل الزوجية الجنسية والاجتماعية، والتي تضم أيضاً النكات الجنسية، بين أخذ ورد، تعليقات سلبية وإيجابية، تعاطف وتنمّر… وفيها تقضي العديد من السيدات حياتهن الفيسبوكية، بين النصائح والخيبات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard