شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"نطمح لأن تصبح قناة فضائية"... أول إذاعة ناطقة باسم المكفوفين في غزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 23 ديسمبر 201905:19 م

رغم فقدانهم لبصرهم إلَّا أنَّ بصيرتهم تقودهم يومياً إلى مكان عملهم، داخل استوديو صغير، مُجهَّز بأحدث تقنيات البث الإذاعي، ليتخذوه منبراً، ينطق بأصواتهم عبر الفضاء العام.

في نهاية العام الجاري، انطلقت إذاعة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى فلسطين، مقرَّها قطاع غزة، ناطقة باسم ذوي الإعاقة البصرية، تحمل اسم "إذاعة شمس"، والتي توفر تغطية إعلامية شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، معتمدة على أجهزة الصوت الحديثة، التسجيل، والبث المباشر في مجال الإعلام المسموع.

دمج المعاقين بصرياً في سوق العمل

نادر بشير، رئيس جمعية رابطة الخريجين المُعاقين بصرياً، يقول لرصيف22: "جاءت فكرة الإذاعة ضمن برنامج مركز شمس للإعلام، وهو أحد برامج جمعية رابطة المعاقين، لحاجتنا في الجمعية الى أداة قوية وفاعلة لتفعيل هذه الوسيلة للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة بصرياً، والوصول إلى تطبيق القانون، وحقوق هذه الفئة في دمجها بسوق العمل".

وأوضح بشير: "من خلال هذه الإذاعة سوف نطلق العنان لبرامج حقوقية، وأخرى مختلفة تهتم بذوي الإعاقة بصرياً، حتى نُسمع أصواتنا عالية لصنَّاع القرار في مختلف أرجاء فلسطين، وكذلك لمؤسسات المجتمع المحلي والدولي، بالإضافة إلى توعية جميع أطياف المجتمع الفلسطيني بحقوق هذه الفئة والتفاعل معهم، وإنصافهم".

وعن سبب تسمية الإذاعة بـ"شمس"، يقول بشير لرصيف22: "اخترنا اسم إذاعة شمس لأن الشمس هي النور، وهذا النور يضيء للكفيف العتمة والظلمة في الطريق، كذلك هذه الإذاعة تعبِّر عن مكنونات ذوي الإعاقة، وما يدور بداخلهم، فهي ناطقة باسمهم، وهي أول إذاعة في الوطن العربي تهتم بشؤون المعاقين، وتوصيل صوتهم، إلى جانب عرض قصص نجاحهم في المجالات المختلفة، ومناقشة قضاياهم".

ويأمل بشير أن تصل الإذاعة لكل بيت عربي، بل وأن تتحول إلى قناة فضائية، يقول: "لن نقف فقط عند مرحلة البث على السوشيال ميديا، بل نطمح لأن تصبح الفضائية الأولى الناطقة باسم ذوي الإعاقة بصرياً".


"مناصرة رقمية" للمكفوفين

وردة الشنطي (27 عاماً) خريجة لغة عربية وإعلام، وعملت معدة ومقدمة برامج في العديد من الإذاعات والمؤسسات الإعلامية المحلية، تقول لرصيف22: "كم نحن سعداء بإطلاق قناة خاصة لنا تحمل صوتنا، وتقول لغزة وفلسطين والعالم أجمع إن فئة ذوي الإعاقة تبدع، ولديها القدرة والموهبة بأن تقدم من نفسها شيئاً للمجتمع".

وتسلط الإذاعة الضوء على قضايا ذوي الإعاقة البصرية عبر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بحسب وردة، بالإضافة إلى الانتصار لقضاياهم، أو "المناصرة الرقمية"، كما تحب أن تطلق عليها وردة.

تشرح وردة أفكارها المرتبطة بـ"المناصرة الرقمية" أكثر: "نعمل على حشد الآراء للقضايا الخاصة بذوي الإعاقة، المشاكل والهموم والمتاعب، وأيضاً الإبداعات والاختراعات الجميلة التي يقوم بها أشخاص ذوو إعاقة، ونحصل أيضاً على عمل مستقل نتقاضى عنه أجراً".

"برنامج (لوك جديد) نتطرق من خلاله لتقديم محتوى يعرف على صفات الألوان، حتى نستطيع أن نرسخ لهم فكرة ماذا يعني لون؟"

"برامج حقوقية في إذاعتنا تهتم بذوي الإعاقة بصرياً، حتى نُسمع أصواتنا عالية لصنَّاع القرار في مختلف أرجاء فلسطين، وكذلك لمؤسسات المجتمع المحلي والدولي"

تتابع وردة: "حلمي وشغفي الاستمرار في مجال الإعلام والتلفزيون في السنوات القادمة، خاصة أني أعمل حالياً على تصوير برنامج خاص لذوي الإعاقة من إعدادي وتقديمي، سوف يعرض قريباً على تلفزيون فلسطين، أناقش من خلاله أربع فقرات متنوعة وجميلة لذوي الإعاقة".

برامج خاصة ومتنوعة

تتابع الشنطي حديثها لرصيف22، عن طبيعة العمل والعاملين في الإذاعة، تقول: "يعمل طاقم متنوع من ذوي الإعاقة بصرياً عدده ثمانية أشخاص، وذلك في برامج مسجَّلة، وبرامج مباشرة مثل البرنامج الصباحي، الذي أعمل في إعداده وتقديمه على الهواء، نناقش فيه العديد من الفقرات المتنوعة الخاصة بقضايا ذوي الإعاقة، مثل كيفية التعامل مع الأسرة والمجتمع، وتصليح المصطلحات مع هذه الفئة، وبرنامج آخر اسمه "من حقي" نعمل فيه على استضافة مسؤولين ونشطاء من ذوي الإعاقة، ونعرّف من خلاله على حقوقهم، وبرنامج "لوك جديد" نتطرق من خلاله لتقديم محتوى يعرف على صفات الألوان، ويسلط الضوء على أشخاص ذوي إعاقة بصرية حتى نستطيع أن نرسخ لهم فكرة ماذا يعني لون؟ وكيف استوحينا هذا اللون؟ وكيف يمكن أن نستخدم لوناً معيناً للتصميم والديكور، كما يعمل في الإذاعة أيضاً مهندسو صوت ومذيعون ومونتير، موزعين حسب مهامهم، وأغلبهم من ذوي الإعاقة البصرية.

أما عمر الحاج، منسق مركز شمس للإعلام، فيتحدث عن بداية مشواره مع مشروع إذاعة "شمس"، يقول لرصيف22: "في أغسطس الماضي بدأنا بعرض البروموشن الخاص بإذاعة شمس والترويج له عبر منصات السوشيال ميديا، حيث انطلق البث المباشر تزامناً مع اليوم العالمي لذوي الإعاقة في 3 ديسمبر، والذي يهدف للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، وتدريبهم في المجال الإعلامي، وذلك لأهمية دور الإعلام في الوقت الحالي والذي أصبح مؤثراً في كل المجتمعات لما شهده من تطور، فأحببنا أن نوصل صوتنا إلى العالم الخارجي، وتكون حلقة وصل بيننا وبين المجتمع، يعرفون قضايانا ومطالبنا وكيفية التعامل معنا" .

وأوضح الحاج أن الهدف من إطلاق هذه الإذاعة هو دمج المكفوفين كقوة إنتاجية في المجتمع، من خلال متطوعين من ذوي الإعاقة البصرية في مركز شمس للإعلام، وخلق فرص عمل جديدة لهذه الفئة، خاصة أن من درس الصحافة والإعلام من فئة ذوي الإعاقة عددهم قليل.

وتابع الحاج: "من خلال الإذاعة تحققت نجاحات لذوي الإعاقة، حابين نكمل مشوارنا معهم، وتكون مَثل للأشخاص الآخرين من ذوي الإعاقة البصرية".

ويشكو نادر بشير، رئيسة جمعية رابطة الخريجين المعاقين، وغيره من فئة ذوي الإعاقة، من عدم تطبيق القانون الفلسطيني بشكل كامل، والذي يوجب أن يكون نصيبهم 5% من الوظائف العامة، حسب إعلان ديوان الموظفين العام لعام 2012.

"المجتمع هو المعيق لأن ذوي الاعاقة لديهم القدرة والموهبة والإبداع".

ويقول نادر لرصيف22: "القانون الفلسطيني في جله ومعظمه للأسف لم يطبق، فنحن نطالب بحقنا، ليس فقط في العمل، نطالب بموائمة الأماكن العامة، العلاج الصحي، فرص التشغيل، المواصلات، الإعفاء الضريبي، وبطاقة المعاق التي تشمل رزمة خدمات مقدمة لذوي الإعاقة، فالمجتمع هو المعيق لأن ذوي الاعاقة لديهم القدرة والموهبة والإبداع لأن يعملوا ويقدموا شيئاً باسمهم ويحققوا النجاح الباهر".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قد نشر بياناً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2019، عن وجود 93 ألف فرد ذي إعاقة في فلسطين، ما نسبته 2.1% من مجمل السكان موزعين بنسبة 48% في الضفة الغربية 52% في قطاع غزة، استناداً لبيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام2017، ويختلف سببها بين خلقي وطارئ جرّاء إصابات تسبب بها جنود الاحتلال.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard