شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مش دافعين"... ليبدأ العصيان الضريبي في لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 13 ديسمبر 201906:06 م

"عندما تخل الدولة بواجباتها، فإن دور المواطن في محاسبتها واجب"، لذا أطلقت حملة "مش دافعين" في لبنان إيذاناً ببدء "عصيان ضريبي تدريجي" في وجه "السلطة الفاسدة".

روج عدد كبير من الناشطين اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحملة، في ساعة متقدمة من مساء 12 كانون الأول/ديسمبر، مؤكدين امتناعهم عن دفع الرسوم للحكومة إلا "عند تشكيل سلطة موثوق بها يطمئنون معها إلى صرف ضرائبهم ومدفوعاتهم في مصارفها الشرعية".

ورد في الفيديو الترويجي للحملة: "ثورتنا مكملة، وما رح نعطي مصرياتنا (أموالنا) لسلطة فاسدة. اخترنا بعض الرسوم والضرائب اللي رح نمتنع عن دفعها مرحلياً إلى حين تحقيق المطالب وهي: القروض المستحقة للمصارف، وضريبة الدخل، والقيمة المضافة، ورسوم المياه، والميكانيك، ومحاضر الضبط لمخالفات السير، وضريبة البلدية والأملاك المبنية، وضريبة الأجور المقطوعة للموظفين، وفواتير الكهرباء، وإيقاف تحويل المعاشات إلى المصارف".

وكانت احتجاجات شعبية واسعة قد انطلقت في لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اعتراضاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية و"فساد السلطة".

وبرغم استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري على وقع هذه الاحتجاجات، في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استمرت الاحتجاجات في إصرارها على "رد الأموال المنهوبة وتشكيل حكومة اختصاصيين" وفق مطالب الحراك الشعبي وشروطه.

حشد وترويج قبل بدء الحملة

عضو "تحالف وطني" دارين دندشلي أوضحت لرصيف22 أن الحشد والترويج الإعلاني للحملة انطلقا الساعة 11 مساء 12 كانون الأول/ديسمبر، في ما تنطلق مقاطعة الدفع فعلياً "في الأسبوع المقبل، بعد التأكد من حماية حق المواطنين المشاركين في الحملة".

وأضافت: "فكرة العصيان الضريبي التدريجي واتتنا قبل أكثر من عشرين يوماً وكانوا الناس يطالبون بها. مساءً أطلقنا الوسم #مش_دافعين وحساباً عبر فيسبوك وبدأنا الحشد. نشرنا أيضاً صورنا مع شعارات تشرح سبب الحملة وأهدافها". 

ولفتت دندشلي إلى أن "الوضع القانوني حساس قليلاً، لذا يعكف المحامون على التعامل مع الأمر باعتباره حالة عامة، أي استثناء".

وبيّنت أن إطلاق الفكرة مرتبط بالحال الذي آل إليه اللبنانيون، وأن البعض يتبنى فكرة التحدي وهي "ما بدنا ندفع"، وفكرة وضع الناس وهو "ما معنا ندفع"، وكلتاهما وليدة الوضع الاقتصادي الراهن وخفض المعاشات والصرف التعسفي.

وترى دندشلي أن هناك "تجاوباً رائعاً" من اللبنانيين مع الحملة حتى الآن.

"استعدادات قانونية"

وكان المحامي والناشط في مجموعة "المرصد الشعبي لمحاربة الفساد" واصف الحركة قد أوضح في تصريحات صحافية أن "عمومية الإجراء تؤمن الحماية الناس؛ إذ لا تستطيع السلطة مواجهة الشعب، ولا المصارف الحجز على العقارات في حال عدم دفع المواطن قروضه السكنية، لأن الأمر ينعكس تضخماً في السوق العقارية ويخفض أسعار العقارات".

وأضاف: "دعوة الناس إلى الامتناع عن الدفع هنا إجراء مؤقت غايته سياسية.  ونحن نهيىء دعاوى قضائية في حق جميع المصارف لإبطال جميع عقود القروض، لأنها عقود إذعان وحرمت للناس من حق الاختيار، وهذا ما يعني أن المواطن لا يستطيع التفاوض على بند من بنود العقد، حتى لو كان ضد مصلحته".

مجموعات الحراك الشعبي اللبناني تطلق حملة #مش_دافعين لبدء "العصيان الضريبي التدريجي" ضد فساد السلطة
استعدادات قانونية لحماية المواطنين المشاركين في الحملة ومنع المؤسسات والمصارف من اتخاذ إجراءات عقابية ضدهم

دعم واسع وتحذير

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، رفع الناشطون شعار "لن ندفع قبل ما يدفعوا"، في إشارة إلى رد السلطة "الأموال المنهوبة" من بعض أقطابها، تفاعلاً مع الحملة.

ولفت البعض إلى أن القصة ليست "مالاً زائداً ، وخضوعاً، وإذلالاً، وإهانة، واستغلالاً، وسرقات فقط. قصتنا معكم ليست قسطاً صغيراً قيمته ٢٠٠ دولار، أكثر  قليلًا أو أدنى. قصتنا أكبر من ذلك، عنوانها النهب والطغيان والاعتداء على حقوقنا واستخدام أموالنا لإرضاء سياساتكم والسياسيين لمدة ٣٠ عاماً".

على الجانب الآخر، حذر البعض من أن الحملة قد تفضي إلى "إفلاس ما تبقى من أموال الشعب"، لافتين إلى أن "أموال المسؤولين ليست بالمؤسسات الرسمية، وأن إفلاس هذه المؤسسات لن يهز جفن مسؤول بل على العكس قد يسعدون بذلك لعرض هذه المؤسسات المفلسة للبيع (الخصخصة) حتى يشتروها هم ويرفعوا أسعار الخدمات أضعافاً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard