شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"بدنا حقوقنا"... موظفو فضائية القدس يحتجون على تأخّر رواتبهم نحو عامين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 9 ديسمبر 201909:18 م

بعد صمت نحو عام قرر عدد من موظفي قناة القدس الفلسطينية اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بمستحقاتهم التي لم يحصلوا عليها منذ إغلاق القناة في شباط/ فبراير 2019 بسبب أزمة مالية خانقة أدت إلى وقف دفع الرواتب في غزة وبيروت.

واحتج جمع من موظفي فضائية القدس، منذ صباح اليوم الإثنين، تحت وسم #بدنا_حقوقنا، وأشاروا إلى أن نحو أربعين موظفاً "يعيشون ظروفاً معيشية قاسية بعد قرار إغلاق القناة" وطالبوا بمستحقاتهم التي "تأخرت نحو عامين"، متسائلين "أما آن الأوان لكي تصلنا حقوقنا؟".

"أصبحت القدس القناة كالقدس العاصمة، لا بواكي لها"، هكذا عبّر عزام حافظ عما يمرّ به مع زملائه وسط معاناة دامت شهوراً، وكتب عبر صفحته في فيسبوك: "ما يزيد على 40 موظفاً كانوا قد رتبوا التزاماتهم على راتب القناة".

وأضاف: "اليوم مع اقترابنا من ذكرى عام على الإغلاق، وأكثر من عامين على تأخر الرواتب، صدعت الفاقة بهم فخرجوا بعوائلهم للشارع لعل صوتهم يصل". 


عبر وسم #بدنا_حقوقنا، موظفو فضائية القدس الفلسطينية يطالبون برواتبهم بعد نحو عام على إغلاقها


"نالت من الموظفين فصول الحياة اليومية الصعبة"، قبل أن يصل اليوم الذي يقرر فيه الشباب إعلان وسم #بدنا_حقوقنا خطوة أولى في مسار ملفهم الحقوقي.


وقال أحمد الداعور: "مللنا من الانتظار، بعد نحو عام على الإغلاق"، ولفت إلى أنه منذ قرابة عام "لم نتقاضَ من حقوقنا سوى فُتات الفُتات، سمعنا الكثير من الوعود وكل ما رأيناه هو المماطلة والتسويف"، مشيراً إلى أنه عملَ مصوراً في فضائية القدس أكثر من عشرة أعوام.

أما محمد اللوح فحمّل الذين اتخذوا قرار إغلاق فضائية القدس الفلسطينية تبعات هذا القرار، متسائلاً "إلى متى الصمت على معاناتنا؟ إلى متى التنكر لحقوقنا؟". وأضاف "دققنا كل الأبواب وطالبنا باسترداد حقوقنا ولم ينصفنا أحد".

ولم يتسنَّ الاتصال بالقيّمين على القناة للتعليق.

وكان موظفون في قناة القدس الفضائية قد أعلنوا في 9 شباط/ فبراير، أنهم تلقوا رسائل رسمية تطلب منهم عدم التوجه إلى أماكن عملهم بدءاً من يوم الأحد، بعد صدور قرار بإغلاق القناة بسبب الأزمة المالية.

وقال الموظفون عبر صفحاتهم في فيسبوك إنه جرى إبلاغهم بقرار إغلاق القناة بفعل الأزمة المالية الحادة التي تمر بها، خاصة بعد عدم صرف رواتبهم منذ أشهر، وإنهاك القناة بالديون لشركات البث وغيرها.

وقال عمر العيسوي مدير البرامج في فضائية القدس لرصيف22: "إن موظفي الفضائية حملوا على عاتقهم نقل الصوت الفلسطيني بكل أطيافه ومن جميع أماكن انتشاره" منذ أن انطلقت أواخر عام 2008.

وأضاف: "عايشنا الهم الفلسطيني ككل مواطن فلسطيني وسط عذابات المخيمات في الشتات واقع الأسرى وحصار المقدسي"، وتزامنت مع كل هذا "ظروف صعبة في الضفة، أبرزها اعتقال أصوات الحقيقة".

فيما تلوّنت المعاناة في غزة، يضيف العيسوي، "بين تغطية ثلاث حروب وفصول الحصار على قطاع غزة".

ولفت إلى أن بداية أزمة فضائية القدس كانت في مطلع 2018، و"طال معها صبر الشباب كثيراً على رواتبهم من دون أن يتراجعوا عن أداء أمانة التغطية"، إلى أن كانت المفاجأة في رسالة مساء 9 فبراير 2019، "فحواها إغلاق الفضائية".

القائمون على الفضائية، حسب العيسوي، "تركوا العاملين في كل مناطق وجودهم، في محاولات مستمرة لمعالجة قضيتهم، والسعي إلى إنصافهم، إلا أن كل الخطوات كانت ضعيفة".

واستمرت أحوال الموظفين في التأزم، و"نالت منهم فصول الحياة اليومية الصعبة"، قبل أن يصل اليوم الذي يقرر فيه الشباب "الانفجار بعد صبر طويل"، وإعلان وسم #بدنا_حقوقنا خطوة أولى في مسار ملفهم الحقوقي.

أشار العيسوي إلى أن في عداد المتضررين، من طُرِد من بيته لعدم قدرته على دفع بدل الإيجار، وآخر عجز عن تأمين مصاريف بيته، وتهدّده زوجته بالإنفصال، إضافة إلى غالبية تعاني من الديون، ومنهم من تلقى بلاغاً للسجن بسبب ذمم مالية.

وقناة القدس التي كانت تبثّ من العاصمة اللبنانية بيروت، هي القناة فلسطينيّة الثالثة التي أُغلقت بعد قناة الأقصى التي أُغلقت لأسباب مالية أيضاً، ثم تدخل متبرعون لمنع ذلك، في حين توقفت قناة الكتاب نهائياً، بحسب ما أعلنت.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard