شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
7 صرخات لن تُنسى من ثورة لبنان

7 صرخات لن تُنسى من ثورة لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 14 نوفمبر 201905:30 م

ثورة. تمرّد على النظام. مشاهد عالقة في الذاكرة. كلمات لا يزال صداها يتردد في المسامع.

نتحدّث عن ثورة تشرين، أو ثورة لبنان التي انطلقت يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، والمستمرة في تحدي النظام. لعبت فيها مواقع التواصل دوراً يمكننا وصفه بـ"الشرس"، وعلى ما قال الأكاديمي اللبناني رضوان السيد: "بسبب مواقع التواصل، يُعدّ خطاب المتظاهرين واحداً من شرق لبنان إلى شمال لبنان وبيروت وصيدا وصور وبعلبك، وكأنهم تشاوروا وهم لم يتشاوروا".

على مواقع التواصل هذه، نُشرت مقاطع ستحتفظ بها الذاكرة طويلاً. كثيرون قرروا البوح بما في داخلهم لعلّ كلمتهم تُحدث فرقاً. كثيرون قرروا مشاركة الألم لأنه أكبر من أن يتحمله شخص بمفرده، كزوجة الشهيد علاء أبو فخر.

في هذا التقرير، عيّنة من الكلمات أو الصرخات التي طبعت الثورة اللبنانية المقتربة من إتمام الشهر على انطلاقتها:

1- "نحن اللي مستغربين، مش انتو"

"أوعكم تقنعونا أنكم بتحاولوا تِحمُولنا أدياننا. هيدي بتقدرو تقنعو فيها أهلنا وجدودنا بس نحن لا. حقوق المسيحية ما بدي ياها، وحقوق الإسلام ما بدي ياها ما زال حقوق الأكل والشرب والكهربا ما عنا ياها. شو الحقوق اللي بتصونوها؟".

بهذه الكلمات صرخت طالبة جامعية، مختصرةً ما أراد كثيرون إبلاغه لأهل السياسة الذين لم يتحركوا بعد.

عتبها لم يقتصر على أهل السياسة بل شمل بعض إدارات المدارس والجامعات التي تقمع الطلبة بسبب تظاهرهم، كما شمل كل من يسخر من هذا الجيل، بحجة أنه "لا يريد التعلم ويتحجج بالتظاهرات".

قالت: "لكل الأشخاص الذين يكبروننا في السن، ويتهموننا بأننا جيل لا يريد التعلم… نعتب عليكم لصمتكم ثلاثين عاماً أمام القمع. نحن من يجب أن يستغرب، ليس أنتم. ما الذي كنتم تفعلونه في الثلاثين سنة الماضية؟ لماذا قبلتم الفساد؟ لماذا رضيتم العيش بلا كهرباء ولا ماء؟".


وكانت قد خرجت مسيرات طلابية من المدارس الثانوية والجامعات في 6 نوفمبر/تشرين الثاني لتُسجّل فصلاً جديداً من انتفاضة لبنان، وهذا ما دفع البعض إلى الاعتراف بأن "الطلاب تحولوا أساتذة يدرسون الكبار 'الوطنية'".

2- صرخة قُطعت من أجل جنبلاط

في ليلة استشهاد الشاب علاء أبو فخر، بأربع رصاصات أطلقها عليه جندي مرافق لضابط في الجيش، يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني، قال أحد المتظاهرين: "شفت القتيل كيف انقتل بدم بارد قدام مرته وابنه، وابنه بقول يا بابا".

وتابع: "لم ننزل إلى الشارع لنقاتل. قلنا إنها سلمية. نحن نعمل من أجل أولادنا. وكان ابنه يقول له وهو ميت أمامه: يا بابا!". وناشد القاتل بالقول: "ما الذي فعله لكي تقتله؟".

عبارته التي خرجت من قلب متألم، قطعتها القناة للانتقال إلى كلمة يلقيها زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وهذا ما دفع البعض إلى السخرية من حال الإعلام الذي يشبه حال البلد: "دموع جنبلاط أغلى".

3- "صفّوله دمه"

صرخة زوجة الشهيد أبو فخر لن تُمحى من الذاكرة كذلك. مشهدٌ تداوله مواطنون كثر على مواقع التواصل وهي تُغطي عيني ابنها ليلة الفاجعة لعلّه يكبر من دون أن ترافقه صورة والده المقتول أمامه بدماء باردة.

وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت وهي تبكي: "قتلولي زوجي قدام ابني وقدام عيوني. صفوله دمه على إجريي وإجرين ابنه. يتّمولي ولادي الصغار".

وتابعت أنها تريد البقاء في الساحات لـ"تستشهد معه".


4- "ما بدنا بيّ"

بعد خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي اعتبره كثيرون "مخيباً للآمال" خاصة بعد قوله: "يروحوا يهاجروا إذا كانوا يعتقدون أن لا وجود لأوادم في السلطة"، قالت إحدى المتظاهرات: "يا فخامة الرئيس، نحن ما بدنا بيّ (نسبةً للقبه "بي الكل")، نحن بدنا رئيس جمهورية. أنا بيي بالبيت بصارع السرطان من ورا التلوث اللي أعطيتونا إياه".

ثورة. تمرّد على النظام. مشاهد عالقة في الذاكرة... في هذا التقرير، عيّنة من الكلمات أو الصرخات التي طبعت الثورة اللبنانية المقتربة من إتمام الشهر على انطلاقتها

صرخة طلاب المدارس، دموع عائلة علاء، رد على مقابلة الرئيس، رفض للتهويل بالحرب الأهلية... عيّنة من الصرخات التي نقلها مشاركون في تظاهرات لبنان وتعكس بعض ما خرج اللبنانيون من أجله

ولفتت المتظاهرة في كلمتها إلى أنها تُريد رئيس جمهورية "يخاف على شعبه"، ولا يرضى بأن يبقى الشعب في الشارع أكثر من 25 يوماً للقول إنه جائع فيما ينشغل الرئيس بالسماع لـ"صهره" (وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل)، بحسب قولها.

وشنّت المتظاهرة نفسها هجوماً على الرئيس لرضاه على وصف صهره المتظاهرين بـ"الشلاعيط" قائلةً لباسيل: "احنا مش شلاعيط. أنت الشلعوط. إذا أنا بوصل على كرسي الرئاسة، أنت بتوصل يا جبران باسيل".

وأنهت الصرخة بالقول: "نحن ما منتهجّر. أنتو اللي بتتهجروا".


5- "منعوني من زبالة بلدي"

ومن الكلمات التي أثارت تعاطفاً، وجدلاً واسعاً، كلمة شاب "مُنع من البحث في حاويات النفايات عمّا قد يساعده في إعالة نفسه وزوجته".

وكشف عن أنه تقدم بشكوى إلى وزارة الداخلية، وكان رد الوزارة أنه يعبث في النفايات ويبعثرها أرضاً بطريقة غير مألوفة وغير حضارية، وهذا ما يعرض صحته وصحة المواطنين للخطر.

واستغرب أن يُسمح للاجئ السوري البحث في النفايات، ويُمنع هو عن ذلك.

ولفت إلى أن بحوزته بطاقة معوّق ومع ذلك رُفضت شكواه في المرة الأولى، وهذا ما دفعه للتقدم بشكوى أخرى، مطالباً بألا يُمنع عن الاسترزاق من نفايات الناس.

6- "ردّوها… ما في حرب"

ومن الكلمات التي علقت في الذاكرة كلمة "ردّوها" التي أطلقها مواطن لبناني في برنامج "صار الوقت" مع الإعلامي مارسيل غانم، رداً على سؤال: من يُرجح قيام حرب أهلية أخرى؟. وفحوى الرد: "لا ما في حرب أبداً. في مصاري. سرقتوها. نهبتوها. أخدتوها. ردوها. ما في حرب. حرب على شو؟"، بطريقة طريفة.

الأمر لم يتوقف هنا، إذ انتشر فيديو للشاب نفسه في إحدى ساحات التظاهر، وهو يكررها مع حشد واسع.



7- "انتهاء الحرب الأهلية"

"ما في شي اسمه نص ثورة، في يا ثورة، يا مش ثورة، واحنا منعمل ثورة"، قال الأستاذ الجامعي علي مراد الآتي من بلدة عيترون الجنوبية مخاطباً المتظاهرين في طرابلس الشمالية، في وقت كانت الساحات على امتداد لبنان توجه رسائل تضامنية لبعضها البعض في دلالة على أن الحرب الأهلية قد انتهت وأن المناطق قد خرجت من الصور النمطية التي رسمتها عن بعضها البعض.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard