شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ما لا ترونه إلا في الثورة اللبنانية

ما لا ترونه إلا في الثورة اللبنانية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 24 أكتوبر 201904:30 م

مثلما نقول بالمحكية اللبنانية "مش عارفين نبلّش من وين ولا من وين". هل نبدأ بفيديو الحاجة التي تغزّلت بالضابط "أبو عيون حلوة"؟ أم بالمتظاهر الذي يريد إسقاط زوجته "كلّن يعني كلّن ومرتي واحدة منن"؟ أم بـ"الموسيقى السيمفونية" الأكثر شهرةً، التي تخطّت حدود لبنان بقليل (ليس بالمعنى الحرفي لـ'قليل'): "هيلا هيلا هيلا هيلا هو جبران باسيل كـ* أمو" (قد تصعب قراءة هذه الكلمات من دون تلحينها).

تشهد الثورة اللبنانية مواقف عدّة قد لا تتكرر لأنها خالية من قهر الاعتقالات التي تأتي بالجُملة ربما (على الأقل بعد أيام من إطلاقها). ثورةٌ يُبدع ثوّارها بالاحتجاج، والتَفَتت إليها الصحف العالمية قائلةً إنها لا تشبه أُخرى.

رصيف22 يرصد بعض إبداعات الثورة في هذا التقرير:

أشهر من Despacito

"هيلا هيلا هيلا هيلا هو جبران باسيل كـ* أمو"... يمكننا القول إنها "أغنية الثورة" التي باتت أشهر من Despacito، مثلما قال البعض. يرددها الآلاف أو الملايين منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر.

اللافت تحويل السيمفونية إلى رسوم متحركة ومقاطع فيديو انتشرت عبر الإنترنت وكأن فرقة أوبرالية مكوّنة من مئات الأشخاص تغنيها، كما انتشر فيديو مركّب ساخر من استديوهات برنامج The Voice وكأن سيدة تغنيها بطريقة أوبرالية أيضاً، فما كان على أعضاء لجنة التحكيم (كاظم الساهر وعاصي الحلاني وشيرين وصابر الرباعي) إلا أن يقدّروا كلهم هذه الموهبة العظيمة.

"يجب تغيير السياسيين وحفاضات الأطفال لنفس الأسباب"... ما لا ترونه إلا في الثورة اللبنانية
"أنا قصير حدا يحملني مش قاشع شي"... ما لا ترونه إلا في الثورة اللبنانية

"حدا يحملني"

لم تغب خفة الدم عن مشهد التظاهرات، إذ تفنن كثيرون باللافتات التي يحملونها. هذه عيّنة منها: 





"يجب تغيير السياسيين وحفاظات الأطفال لنفس الأسباب"

"جعلتم ترامب يبدو لطيفاً"

"كلنا عارضات أزياء مثيرات، ادفع لنا 16 مليون دولار"




"نعم، الجنس رائع، ولكن هل جربت مضاجعة المنظومة؟"

"حب في زمن الثورة"

انتشرت عشرات الصور لشباب وشابات وهم يتبادلون القبلات وسط التظاهرات، إحداها صورة التقطتها عدسة رصيف22، وهو ما دفع البعض ليعلّق: "هاي قلة حيا وحيوانية جنسية"، فيما اعتبر البعض الآخر أن "الحبّ أيضاً ثورة"، خاصةً في مجتمع شرقي يتجاهل التحرّش في الشارع، ولكنه يعترض على قبلة.

عدا القبلات، والمواعدات، شهد الشارع خلال الانتفاضة أكثر من عرس، أحدها لملاك علوية، الفتاة التي ركلت أحد مرافقي وزير التربية بعدما حمل السلاح في وجه المتظاهرين، فباتت "أيقونة الثورة".

في الجهة المعاكسة، انتشر فيديو لرجل وهو يهتف أمام زوجته مازحاً: "كلّن يعني كلّن ومرتي واحدة مننّ".

"ما تطلّع فيي هيك… عيونك حلوين" 

ومن المشاهد النادرة التي حتماً ستُحفر في ذاكرة كلّ متابع لهذه الثورة هو مشهد "الحجة" التي خاطبت أحد عناصر الجيش ليفتح لها الطريق بالقول: "ما تطلّع فيي هيك… عيونك حلوين". 

وتابعت قبل أن تسبّ جميع السياسيين في لبنان بشيء من الخجل بقولها "كـ* أختن كلّن، جوعوكن، مال ما عم يعطوكن، على شو ساكتين؟"، فما كان من ضابط الجيش إلا أن ابتسم وقبّل جبهتها  بعدما استغربت جموده التام.

اللافت تداول صورة على الإنترنت للشعب العربي وهو يبحث عبر محرك البحث Google عن حساب "العسكري الحلو اللي كان عم يبتسم للحجة".

وين الملايين؟

ما يميّز الثورة اللبنانية أيضاً "اختفاء" زوجة وزير الدفاع إلياس بو صعب، جوليا بطرس، التي غنّت كثيراً للثورة، والحرية: "أنا بتنفس حرية لا تقطع عنّي الهوا" و"يا ثوار الأرض ثوروا على الحرمان" و"غابت شمس الحق… منرفض نحن نموت"، وتساءلت "وين الملايين؟".

وأطلق روّاد تويتر هاشتاغ "#جوليا_خرسي" بعدما شغّل البعض أغنياتها في ساحات التظاهر منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر ولكنها لم تظهر، ملتزمةً الصمت. 

ووجه مغرّد سؤالاً لبطرس قائلاً: "كنتِ متوقعة إنو رح يجي يوم ونستعمل أغانيكي لإسقاط زوجك؟"، فيما اعتبر آخر أنها "سقطت" في أول اختبار لها. 

"سبع صنايع"

وانتشر فيديو طريف لمتظاهرين يغنون أغنية Baby Shark لطفل وأمه في السيارة من باب المواساة بعدما أخبرتهم الأمّ بأنّ طفلها يشعر بالخوف.

وما كلّ ما ذكر أمام الدبكة؟ والـ"DJ"؟ والنرجيلة التي كان لها حضور قوي في ساحات التظاهرات؟

إنها الثورة اللبنانية المميزة. وكل يوم ستُضاف إليها لقطات جديدة لن تُنسى قريباً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard