شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"لن يصبح ليبرالياً من أجل عينيّ"... هاجر الريسوني تتبرأ من تصريحات عمّها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 21 أكتوبر 201905:50 م

دعت الصحافية المغربية الشابة هاجر الريسوني إلى عدم الزج باسمها في التعليقات الرافضة للتصريحات الأخيرة الصادرة عن عمها، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، والتي خرجت قبل يومين حين شن هجوماً على المغربيات المدافعات عن حقوق المرأة والحريات الفردية ووصفهن بـ"النسوة الخاسرات".

وكتبت هاجر عبر حسابها على فيسبوك، مساء 20 تشرين الأول/ أكتوبر: "استغربت ذكر اسمي إلى جانب اسم أحمد الريسوني خلال انتقاد البعض للمواقف التي عبر عنها من مسألة الحريات الفردية، وهي المواقف التي يعرف الجميع أنني أخالفه فيها الرأي".

"أحمد الريسوني أصولي"

وتابعت: "أتفهم أن تقوم صحافة التشهير التي تحركها الجهات التي حركت اعتقالي بهذا الدور، لكن من المؤسف أن يقلدها نشطاء ومدونون مستقلون".

ثم بينت أن "أحمد الريسوني شخصية أصولية، ومواقفه من مسألة الحريات لن تخرج عن الإطار النظري والإيديولوجي الذي يتأطر به، سواء كنت أنا في السجن أو خارجه، ومتى يُسأل عن هذا الموضوع سيقول الكلام نفسه والمواقف نفسها، واطمئنوا، لن يصبح ليبرالياً من أجل عينيّ".

وختمت مجددةً شكرها "لكل مَن تضامن معي في اعتقالي التعسفي"، ومؤكدةً "تضامني مع كل امرأة تعرضت لعنف رمزي سواء صدر عن أحمد الريسوني أو عن غيره".

وكانت هاجر قد حوكمت بتهمتي "الفجور (ممارسة الجنس خارج الزواج بحسب القانون المغربي) والإجهاض غير القانوني"، وحكم عليها بالسجن عاماً في قضية اعتبرتها "ذات دوافع سياسية انتقامية" وانتقدتها منظمات حقوقية محلية ودولية.

ماذا جاء في المقال المثير للجدل؟

وكان أحمد الريسوني قد أثار استياء مغربيين ومغربيات، لا سيما المعنيين منهم بحقوق المرأة والحريات الشخصية، بسبب مقال نشره بعنوان "نعم أنا مع الحريات الفردية…".

وفي مقاله الذي نشر في العديد من المواقع المغربية، في 19 تشرين الأول/ أكتوبر، قال الريسوني: "نعم أنا مع الحريات الفردية، ممارسةً ومناصرة... فما لا يحصى من الحريات الفردية أمارسها وأناصرها، ولـمَ لا؟ وهي فطرةُ الله التي فطر الناسَ عليها؛ لقد فطرنا الله تعالى محبين للملذات، ميالين إلى الشهوات".

وأشار الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب، إلى حق كل الأشخاص في الحقوق الفردية مثل "الأكل والتنقل والمعاشرة والسياحة والعمل"، منوهاً إلى أن "بعض النزعات والشهوات تغري وتجر إلى الإفراط والتعدي، لذا، كان لا بد أن تخضع جميع الحريات والممارسات الفردية للقدر الضروري من الضبط والتقييد والترشيد".

وتحدث الريسوني عن "أعداء الحريات الفردية" واعتبر أنهم صنفان مختلفان، صنف يمنعها من دون وجه حق، وصنف آخر استفاض في شرحه وقال إنه يتمثل في "الذين يشوهونها ويُتَفهونها ويسيئون استخدامها، وبينهم مَن حصروا مسمى ‘الحريات الفردية‘ في بعض الممارسات الشاذة والأفعال الساقطة، كالزنا والشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية".

وضرب لهذا النوع مثالاً بمَن "يشنون حملات مسعورة للسكر العلني، والإفطار الاستعراضي في نهار رمضان"، وكذلك "بعض النسوة الخاسرات اللواتي رفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام"، واصفاً المتبنين لهذه الأفكار بـ"مجانين الإباحية الجنسية والجنس المدنس".

ويشير الداعية الإسلامي هنا إلى حركة المغربيات اللواتي وجهن أخيراً صرخات تطالب بحقوقهن الفردية وحرية التصرف في أجسادهن بالتزامن مع محاكمة هاجر الريسوني بتهمتي ممارسة علاقة جنسية خارج الزواج والإجهاض غير القانوني.

"طعن في شرف المغربيات"

كما غالبية كتاباته وتصريحاته، لم يمر ما كتبه الريسوني سريعاً، إذ اعتبر العديد من الناشطين والناشطات كلامه "طعناً في شرف المغربيات وكرامتهن".

ورأت البرلمانية حنان رحاب أن ما قاله أحمد الريسوني عن المتضامنات مع ابنة أخيه "من طعن في كرامتهن وإنسانيتهن وتبخيس لنضالاتهن واستهزاء من حياتهن... دليل كاف على المنطلقات والغايات المتزمتة والرجعية التي يسعى هو وجماعته إلى فرضها في بلادنا".

وأضافت: "وصفُ السيد الريسوني نضال النساء المغربيات من أجل حقوقهن وحريتهن بـ‘الخسران‘ وإدخاله إلى بوتقة الحرام الديني... لا يعني فقط نقداً لهذا النضال من خلفية مغايرة لأفكارهن... بل هو تشجيع صريح على العنف ضدهن وتمهيد واضح لوأدهن دينياً وأخلاقياً".

بعدما هاجم المتضامنات معها ووصفهن بـ"النسوة الخاسرات"، هاجر الريسوني تطالب بعدم الزج باسمها في الانتقادات الموجهة إلى عمها أحمد الريسوني وتؤكد "لن يصبح ليبرالياً من أجل عينيّ وأخالف آراءه"
الداعية المغربي المثير للجدل أحمد الريسوني يهاجم المغربيات المدافعات عن الحق في الجسد والحريات الفردية ويسخر منهن، ونشطاء يسألونه عن عقوبة "قذف المحصنات" و"السخرية من العباد" في الدين

وخاطبت الصحافية المغربية خولة جعفري أحمد الريسوني بقولها: "أولئك النساء لسن مجرد ‘نسوة خاسرات‘ كما تصفهن، بل سيدات منتصرات على الرجعية والتخلف".

وتابعت: "شخصياً، أرفض الطعن في شرف أي سيدة أياً تكن، وأياً يكن توجهها، وعرض المرأة ليس مادة للسخرية أو الاستهزاء أو الاستحقار... باللغة التي تفهمها هذا يسمى قذف المحصنات يا سعادة الشيخ وله عقوبة في الدين والشرع ستكون أعلم بها مني".

وقالت الناشطة اليسارية المغربية فدوى الرجواني: "لا يهمني في هذه الفقرة رأيه في الإجهاض والعلاقات الجنسية، فهو ليس بالجديد، ولكن ما أربكني فعلاً هو أن يسمح فقيه وعالم لنفسه بالسخرية من خلق الله".

"الكافر لا يجرؤ على قول ذلك"

ورد الكاتب المغربي الساخر حميد زيد على الريسوني في مقال، مما جاء فيه: "كافر لا يشق له غبار لا يجرؤ أن يكتب ما كتبه الفقيه أحمد الريسوني. عدو الله تمنعه أخلاق البشر أن يكتب ‘بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تصرح بأنهن يمارسن الجنس ويرتكبن الإجهاض الحرام. مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلاً، لا حلاله ولا حرامه‘. الشيطان وقد لا يكون شيطاناً إلى هذه الدرجة".

وشدد زيد على أن "الكاره للمختلفين لا يمكنه أن يكون صريحاً إلى هذا الحد في كرهه للمختلفين عنه. المريض لا يفعلها. عدو النساء وكارههن لن يفضح نفسه ولن يتعرى في مقال كما فعل الريسوني".

ثم أردف: "أتخيل أن حساب أحمد الريسوني سيكون عسيراً، لسخريته من خلق الله ولتهكمه عليهم ولسوابقه الكثيرة ولدفاعه قبل ذلك عن المغتصب لأنه من عشيرته ومن دوحته، وعن المتهم باستغلال النساء جنسياً، ولادعائه أن أولئك النساء هن مَن اغتصبنه وهن اللواتي اعتدين عليه".

عدا ذلك، ربط فريق من منتقدي تصريحات الريسوني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين هجومه على الحقوقيات المغربيات في هذا التوقيت وانتهاء أزمة ابنة أخيه التي لم يعلق عليها منذ اعتقالها نهاية آب/ أغسطس الماضي، وحتى خروجها بعفو ملكي من السجن مساء 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. وهو ما علقت عليه هاجر في منشورها المشار إليه آنفاً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard