شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"نبع السلام": الجيش التركي والسوري الحر على وشك اقتحام تل أبيض

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 10 أكتوبر 201901:10 م

عبرت قافلة عسكرية تركية اتجاه مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة (شمال سوريا)، في اليوم الثاني من العملية البرية لـ"نبع السلام"، بالتزامن مع تأكيد المسؤول الإعلامي بقوات سوريا الديمقراطية مروان قامشلو أن "اشتباكات ضارية تجري في القرى التي تحاول القوات التركية دخولها".

ورغم تحذيرات دولية من وقوع "كارثة إنسانية"، قالت وزارة الدفاع التركية، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، إنها استهدفت 181 هدفاً كردياً في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام"، عبر ضربات جوية وقذائف مدفعية، تلتها عملية برية بدأت في اليوم ذاته قد تحدث تحولاً في الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام في سوريا.

وذكرت الدفاع التركية في بيان نشرته عبر حسابها في تويتر: "قواتنا المسلحة استهدفت 181 هدفاً للمنظمة الإرهابية "ي ب ك/بي كا كا" في إطار نبع السلام". 
وأعقب ذلك بساعات قليلة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق العملية التي يخوضها جيش بلاده بالتعاون مع الجيش الوطني السوري المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أيضاً، في ساعة متقدمة من مساء 9 تشرين الأول/أكتوبر  شن "القوات المسلحة التركية و(مسلحين) من الجيش الوطني السوري عملية برية شرق نهر الفرات في إطار عملية نبع السلام"، بعد يوم من القصف الجوي للمنطقة.
وأفاد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مصطفى بالي، عبر تويتر، بأن مقاتليهم تصدوا لهجوم بري من القوات التركية في تل أبيض.
وأوضحت وسائل إعلام تركية أن القوات دخلت سوريا من أربعة محاور، اثنان قريبان من بلدة تل أبيض السورية والآخران على مقربة من رأس العين شرقاً.
وشرح مصدر أمني تركي لوكالة رويترز أن "‘نبع السلام‘ بدأت بضربات جوية. واستهدفت مدافع الهاوتزر التركية بعد ذلك قواعد ومستودعات ذخيرة تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية بعيدة عن المناطق السكنية".

ضحايا وتحذيرات 

لكن "قسد" أكدت عبر تويتر أن الضربات الجوية التركية قتلت خمسة مدنيين على الأقل وثلاثة من مقاتليها وأصابت العشرات. كما فر آلاف السكان من بلدة رأس العين السورية باتجاه محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة "قسد".
وأكد شاهد لرويترز، هاتفياً، أن الأهالي "يفرون جماعات". 
وتحذر وكالات الإغاثة الدولية من أن مئات الآلاف من الأشخاص ، الذين عانوا بالفعل على مدار 8 سنوات من النزاع العسكري المستمر، قد يكونون في خطر بسبب سعي تركيا إلى "تطهير" وإخلاء المنطقة ممن تعتبرهم "إرهابيين".
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي مؤسسة غير ربحية، في بيان، في 10 تشرين الأول/أكتوبر: "مع بدء الهجوم التركي في سوريا، نشعر بقلق عميق حيال حياة وسبل عيش وتشريد مليوني مدني في شمال شرقي سوريا ممن نجوا من وحشية داعش".
واعتبرت المنظمة أن المناطق الحدودية في شمال شرقي سوريا "تقع على حافة كارثة إنسانية محتملة".
غير أن تركيا قالت في رسالة لمجلس الأمن الدولي إن عمليتها العسكرية ضد الأكراد ستكون "متناسبة ومحسوبة ومسؤولة"، بحسب رويترز.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن المكون من 15 دولة، في 10 تشرين الأول/أكتوبر، لبحث مجريات الأمور في سوريا، بطلب من الدول الأوروبية الخمس الأعضاء (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا).
وأوقفت "قسد" عملياتها ضد تنظيم داعش مع بداية الهجوم التركي. وأشارت إلى أن أحد السجون التي يحتجز فيها أسرى داعش أصيب في ضربة جوية تركية. وتحتجز القوات التي يهيمن عليها الأكراد الآلاف من مقاتلي داعش.
وتولى الجيش الأمريكي مسؤولية احتجاز اثنين من أخطر متشددي "داعش" مع بدء الهجوم التركي، بحسب تأكيدات مسؤول أمريكي لرويترز. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، نقل "عدد محدد" من مقاتلي داعش خارج سوريا بسبب المخاوف من الهجوم التركي.

هجوم جمهوري على ترامب

واستمراراً لتضارب تصريحاته حيال ما يحدث في شمال سوريا، وصف ترامب، في اليوم نفسه الهجوم التركي بأنه "فكرة سيئة"، قائلاً إنه لم يوافق عليه. كما أوضح أنه كان يتوقع من تركيا "حماية المدنيين والأقليات الدينية" والحؤول دون حدوث "أزمة إنسانية".
لكن هذا لم يحمِه من هجوم الجمهوريين عليه، إذ اعتبر أحد أوثق حلفاء ترامب، السناتور لينزي جراهام، أن التخلي عن دعم الأكراد الذين قاتلوا تنظيم داعش إلى جانب واشنطن سيكون "أكبر خطأ في رئاسة ترامب".
في حين أكدت البرلمانية ليز تشيني، من الجمهوريين الصقور، أن تخلي أمريكا عن الحلفاء الأكراد "يساعد خصوم أمريكا، روسيا وإيران وتركيا، ويمهد لعودة داعش".
ورفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، المخاوف من نهوض داعش مرة أخرى، مشدداً على أن بلاده "لم تعط الضوء الأخضر لتركيا لغزو سوريا"، ومقراً بـ" مخاوف أنقرة الأمنية المشروعة" وأن "الرئيس (ترامب) اتخذ قراراً بإبعاد الجنود الأمريكيين عن الأذى".
الجيش التركي والسوري الحر باتا على أطراف مدينة تل أبيض السورية ويستعدان لاقتحامها

الدفاع التركية تعلن استهداف 181 هدفاً كردياً في اليوم الأول لعملية "نبع السلام"، وبدء عملية برية بالتعاون مع مقاتلي الجيش السوري الحر شرق الفرات

حصيلة اليوم الأول لعملية "نبع السلام" التركية ضد الأكراد السوريين نحو 8 قتلى، 3 مقاتلين و5 مدنيين، وعشرات الجرحى، وبرغم التحذيرات من "كارثة إنسانية" تركيا تزعم أن عمليتها "متناسبة ومحسوبة ومسؤولة"


مستشارة أردوغان ترد على ترامب

إلا أن مستشارة الرئيس التركي جلنار إيبت قالت لـ"سي أن أن" في 10 تشرين الأول/أكتوبر، إن "الرئيسين ترامب وأردوغان توصلا إلى تفاهم حول العملية (نبع السلام) وسيتقابلان في واشنطن في 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل لبحث تفاصيل أكثر".
وأضافت: "كانت هناك محادثات قبل بدء العملية ‘نبع السلام‘ بأشهر مع مسؤولين أمريكيين في ما يتعلق بإدارة المقبوض عليهم من تنظيم داعش، وهذا أمر آخر سيتحدثان فيه وعليه هناك تفاهم واضح".
ورداً على تصريحات ترامب المتضاربة عبر تويتر، أوضحت "الرئيس ترامب، لا أعلم بالضبط ماذا كان يعني في بعض تلك التغريدات، ولكن اعتقد أنه أيضاً قلق من طبيعة الحدود وهو يعلم ما تركز عليه العملية... وعليه لا أعتقد بأنه وبالنظر لكل التصريحات التي أدلى بها مؤخراً الداعمة لتركيا والعملية والتصميم على إعادة الجنود الأمريكيين إلى وطنهم أعتقد أن ذلك بات سياسة كبيرة بالنسبة له وخصوصاً على الواجهة الداخلية..".

مطالبات بوقف الهجوم

وطالبت دول عربية وأجنبية أنقرة بوقف هجومها فوراً.
وأحدث التصريحات جاءت على لسان الخارجية الإيرانية التي أعربت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر عن شعورها بـ"قلق شديد من تداعيات العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري خاصة على المدنيين"، داعيةً أنقرة إلى "وقف فوري لعملياتها العسكرية وسحب الجيش التركي خارج الأراضي السورية".

فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “تفهم” موسكو للقلق الشرعي التركي على أمن حدودها.

واعتبرت كندا أن الهجوم التركي "يخاطر بتقويض استقرار المنطقة الهش والجهود المبذولة لتحجيم داعش". أما فرنسا فنددت بالهجوم الذي أكدت أنه "يهدد الجهود الأمنية والإنسانية للتحالف الدولي ضد داعش ويشكل خطراً على أمن الأوروبيين".
ورأى الرئيس العراقي برهم صالح أن "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير، سيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي".
وأضاف في تغريدة عبر تويتر: "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة، ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين،  والكرد منهم، للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".
ودانت الخارجية السعودية "العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرقي سوريا، في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية"، ليرد وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عليها بالقول: "لقد قتلتم الكثير من الناس في اليمن وتركتم أشخاصاً جياعاً والآن بأي وجه تعارضون عملية نبع السلام".
وبعيداً عن الإدانات العربية للهجوم التركي، هاتف أمير قطر تميم بن حمد الرئيس التركي، مساء 9 تشرين الأول/أكتوبر، واستعرضا "العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا"، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء القطرية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard