شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
داليدا حيّة في دبي

داليدا حيّة في دبي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 9 أكتوبر 201905:03 م

"أملي دايماً كان يا بلدي، أنّي أرجع لِك يا بلدي، وأفضل دايماً جنبك على طول…". قد يتعجب البعض من مرور 40 عاماً على غناء داليدا تلك الكلمات التي لا تزال حيّة، زارعةً فينا مشاعر الحنين للأرض، وقد يصعب قراءة الكلمات من دون تلحينها، ومحاولة وصول طبقة صوت داليدا التي ارتبطت بكلّ ما هو جميل.

هذه الكلمات ستُغنى مجدداً بتوزيع جديد على مسرح دبي أوبرا يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر بصوت الفنانة الفلسطينية لينا صليبي التي أعادت غناء عدد من أغنيات داليدا، بتوزيعات جديدة، أشهرها "حلوة يا بلدي" التي أطلقتها عام 2015، مصورةً إياها من على سطح إحدى بنايات فلسطين.

لن يقتصر "الاحتفال بحياة وفنّ داليدا" في دبي أوبرا على الأغنيات العربية، ولكنها ستغني بالإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية أيضاً. وتتوّعد صليبي الجمهور بـ19 أغنية للفنانة الإيطالية الفرنسية التي وُلدت في حي شبرا بالقاهرة في عام 1933 لأبوين مهاجرين ونالت شهرتها في ستينيات القرن الماضي حينما سافرت إلى فرنسا وقدمت نحو 500 أغنية بالفرنسية والإيطالية والعربية وأربع لغات غيرها على الأقل وحققت ألبوماتها مبيعات تجاوزت 130 مليون نسخة بأنحاء العالم.

فنانة فلسطينية تحيي ذكرى داليدا التي غنّت للإسرائيليين على مسرح قصر ثقافة تل أبيب في عام 1965، وغنّت من التراث العبري أغنية "هافانا جيلا" Hava Naguila. حتى نقطة التطبيع تندثر بشكل استثنائي حين يتعلق الأمر بداليدا، لماذا؟
محاولات عديدة "لإحياء" ذكرى داليدا التي وضعت حداً لحياتها بتناولها جرعات زائدة من الأقراص المهدئة، وكأنها تمزق رسالتها التي تركتها قبل انتحارها "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل"... دبي أوبرا تحتضن حفل فنانة فلسطينية ستغني لداليدا

تطبيع إسرائيلي؟

قالت صليبي إن انتشار أغنية "حلوة يا بلدي" بتوزيعها الجديد الذي حقق 8 ملايين مشاهدة هو سبب فكرة إقامة "حفل كتحية لروح داليدا"، مضيفةً أن اختيارها إعادة أداء أغنياتها يعود إلى أنها تحبّها على الصعيد الشخصي، وأن "الحفل أتى كفرصة للتعرف إلى أغنياتها وموسيقاها أكثر، لا سيما أنها جمعت أكثر من أسلوب، ونوّعت في الموسيقى التي تقدمها، وجمعت الناس بأغنياتها وبثت فيهم روح التفاؤل والمحبة"، مؤكدةً أنها لا تخشى المقارنة.
لكن هناك نقطة لافتة في غناء شابة فلسطينية لداليدا واحتفائها بها، فداليدا غنّت للإسرائيليين على مسرح قصر ثقافة تل أبيب في عام 1965، وغنّت في عام 1959 من التراث العبري أغنية "هافانا جيلا" Hava Naguila، وهي إحدى أهم الأغاني الوطنية الإسرائيلية، والتي تعني "دعونا نحتفل"، وتمثّل احتفال إسرائيل بنصر القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى وإعلان وعد بلفور، وكأن تراث داليدا الغنائي يشفع لها ويجعلها فنانة عالمية. حتى نقطة التطبيع تندثر بشكل استثنائي حين يتعلق الأمر بداليدا، لماذا؟

محاولات "إحياء" داليدا

محاولات "إحياء" داليدا (واسمها الحقيقي أيولاندا كريستينا جيليوتي) التي وضعت حداً لحياتها في 3 مايو/أيار 1987 بتناولها جرعات زائدة من الأقراص المهدئة، كثيرة وكأنها ردود رافضة لرسالتها التي ودّعت عالمنا بها: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل...".
عدا حفل صليبي في دبي أوبرا، عُرض في عام 2017 فيلم يروي سيرتها بعنوان "داليدا". وجسدت عارضة الأزياء والممثلة الإيطالية سفيفا ألفيتي دور داليدا في الفيلم الذي كتبته وأخرجته الفرنسية ليزا أزويلوس متعاونة في صنع العمل مع شقيق داليدا المنتج العالمي أورلندو. 


يستعرض الفيلم قدرة الفنانة الراحلة على أن تطلّ بصورة النجمة المتألقة أمام جمهورها برغم انكسارها الشخصي، مقدماً أبرز محطات حياتها حتى لحظة انتحارها. ولفتت المخرجة وشقيق داليدا إلى أنهما يأملان "إحياء طيف داليدا بهذا الفيلم إلى الأبد، والأهم أن يفهم الجمهور دوافع استسلامها لليأس واختيارها الانتحار". 
في العام نفسه اختارت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة فيلم "داليدا" لعرضه في حفل ختام المهرجان، "لارتباط الشعب المصري بداليدا وعشقه لأغانيها خاصة التي قدمتها باللغة العربية"، وفقاً لرئيس المهرجان، السيناريست محمد عبد الخالق.


عرض ثيابها

في عام 2017 أيضاً، قدّم متحف قصر  Galliera المخصص للموضة في باريس معرضاً بعنوان "فساتين داليدا، من المدينة إلى خشبة المسرح"، بعدما قرر شقيقها أورلاندو "عرض القطع التي أحبها الجمهور من خلال حفلاتها على المسارح منذ عام 1957 حتى وفاتها".
وكثيراً ما غنّى فنانون لداليدا على المسارح في حفلاتهم، من بينهم من أعاد تسجيل الأغنية بصوته مثل الفنانة اللبنانية إليسا، وهبة طوجي بمساعدة أسامة الرحباني، كما عزفت فرقة مزاج الفلسطينية الأغنية بتوزيع جديد.  

محطات لافتة في حياتها

منذ مشاركتها في مسابقة ملكة جمال مصر في عام 1954 وفوزها فيها حتى انتحارها، مرّت داليدا بمحطات درامية أبرزها انتحار رجال أحبتهم. 
انتقلت داليدا إلى فرنسا لاستكمال مشوارها التمثيلي بعدما فتح فوزها في مسابقة ملكة جمال مصر الباب للمشاركة في عدة أفلام مصرية، ولكن تجربتها لم تنجح حقاً في باريس إلا عندما قررت دخول العالم الموسيقي. 

داليدا ولوسين موريس

اكتشف داليدا "جزئياً" مدير محطة Europe 1 الفرنسية لوسين موريس الذي وقع في غرامها، فكان يُشغّل أغنيتها "Bambino" التي صدرت في عام 1957 عدة مرات في اليوم محققاً لها شهرتها العالمية بعدما احتلت الأغنية الصدارة لأسابيع عديدة. وفي عام 1961 تزوجا، ثم تطلقا بعد عدة أشهر وانتحر طليقها لرفضها العودة إليه وفشل زواجه الثاني (بعد داليدا).
وفي عام 1961 انتحر الرسام جان سوبيسكي بإطلاق الرصاص على نفسه بعد قصة حب عنيفة جمعته بداليدا. 
وفي عام 1967 انتحر المغني الإيطالي الشاب لويغي تنكو الذي كان يعيش قصة حب مع داليدا بالرصاص بعدما فشل في الفوز بجائزة مهرجان سان ريمو، فحاولت داليدا الانتحار من بعده.
وحتى الشاب الذي يصغرها بـ12 سنة وأحبته وكتبت أغنية عن قصّتهما وُجد منتحراً. وكانت داليدا قد غنّت "Il venait d'avoir dix-huit ans" (بلغ للتو 18 عاماً) في عام 1973 راويةً قصة حب جمعتها بطالب أصغر منها سناً، نتجت عن حمل غير مخطط له. وقال شقيق داليدا، أورلاندو، الذي تحدث عن الموضوع علناً، إن شقيقته كانت في الـ34 من العمر في زمن العلاقة وكان الطالب يبلغ 22 عاماً.
وعاشت داليدا قصة حب مع مغن شاب يدعى مايك برانت، ولكنه انتحر أيضاً في عام 1975، كما انتحر حبيبها السابق ريتشارد تشانفراي في عام 1983، وهو الأمر الذي أدخلها في حالة اكتئاب.
في عام 1986، وافقت داليدا على المشاركة في فيلم "اليوم السادس" للمخرج المصري يوسف شاهين، وبذلك تكون قد عادت إلى ما أحبّت في البداية، أي التمثيل. أما آخر محطات "بؤسها" فهي علاقة حب فاشلة جمعتها بطبيبها الذي كان يعالجها من اكتئابها في عام 1987.
"سامحوني الحياة لم تعد تحتمل…"، كانت آخر كلماتها قبل تنهي داليدا حياتها وتُدفن في حي مونمارتر في باريس الذي انتقلت للعيش فيه في عام 1962. 



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard