أكدت وزارة الخارجية السعودية، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أن نحو 24 ألف سائح أجنبي دخلوا أراضيها خلال 10 أيام فقط، أي منذ بدء تنفيذ قرار السماح باستخراج التأشيرة السياحية الفورية عبر مطارات المملكة. إلى أي مدى نجحت الحملة الترويجية للسياحة في السعودية برغم اتهامات "القمع" والتعذيب و”القتل في مقرات البعثات الدبلوماسية" التي تلاحق حكومتها؟
وفق ما ورد في بيان الوزارة السعودية، فإن غالبية السياح جاءوا من 10 دول فحسب من مجموع 51 دولة يتيحها برنامج التأشيرة السياحية الجديد، وقد تصدرتها على التوالي الصين وبريطانيا وأمريكا وكندا وماليزيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وأستراليا وكازاخستان.
مزايا التأشيرة السياحية
وتوفر التأشيرة السياحية السعودية المستحدثة عدة مزايا، أبرزها: إمكانيةُ الاستفادة منها في أداء فريضةِ العمرة دون الحاجة لمرافق بالنسبةِ للنساء في غير موسمِ الحج، وعدم الحاجة إلى كفيلٍ كما هو معمول به في تأشيراتِ العمل الأخرى، وعدم استثناء أي سائحٍٍ لأسباب الدين أو المعتقد، وتمكن حاملها من القيام بزياراتٍ متعددةٍ للمملكة خلال عام على أن لا تزيد مدة الزيارةِ على 90 يوماً.
خطوة غير مسبوقة
وفي خطوة إضافية و"غير مسبوقة" لتحقيق خطتها المنشودة وحث السياح على زيارتها، سمحت الرياض للمرة الأولى لغير المتزوجين بالإقامة في غرفة فندقية واحدة.
وكان على السياح الزائرين للمملكة، تقديم وثيقة تثبت علاقة الزواج قبل السماح لأي منهما بمشاركة غرف الفنادق، حتى أعلن، في 4 تشرين الأول/أكتوبر، تعديل الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني قوائم الإقامة السياحية.
وللمرة الأولى أيضاً، بات بإمكان النساء اللواتي يسافرن بمفردهن، حجز غرف الفنادق في السعودية.
واعتبر أن الخطوة الاستثنائية تسعى لجذب المزيد من السياح الدوليين إلى البلاد.
هل تجب الزيارة؟
حتى وكالة بلومبرغ التي سبق لها توجيه سهام نقد لاذع للسعودية، روجت لـ"أجمل 6 مواقع سعودية".
وفي مقالها المنشور بتاريخ 6 تشرين الأول/أكتوبر، تساءلت بلومبرغ: "السياح مرحب بهم الآن في السعودية، لكن هل يجب أن تزورها؟".
وبعد إشارتها إلى "أن المملكة تحظر تناول الكحول وتحتجز معارضين محليين ولم تسمح للشركاء في تقاسم غرفة واحدة من دون إثبات علاقة الزواج إلا أخيراً وبشرط أن يكونوا أجانب، لكنها توفر معالم أثرية قديمة تنافس الموجودة في الأردن وثقافة غنية تتحدى صورتها النمطية"، قبل أن ترشح 6 مواقع منها توصي الزائرين الأجانب بالتوجه إليها إذا ما قرروا الذهاب إليها.
السعودية تفتح ذراعيها للسياح الأجانب وتسمح لغير المتزوجين منهم بالإقامة معاً في غرف فندقية لكن نشطاء ومعارضين يطلقون صرخة تحذيرية: "لا تزوروا بلاد القمع والقتل خارج القانون"
24 ألف سائح أجنبي دخلوا السعودية خلال 10 أيام فقط، بحسب أرقام رسمية، والأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد توصي الزائرين الأجانب بقضاء بعض الوقت في سجني ذهبان وبريمان لكتابة تقييم حقيقي عن البلاد
"لا تزوروا بلاد القمع والقتل"
في مقابل الحملة السعودية المروجة والمرحبة بالسياحة الدولية، يطلب نشطاء ومعارضون سعوديون تجنب زيارتها نظراً لسمعة البلد السيئة في ملف حقوق الإنسان والحريات.
ودعت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، عبر حسابها في تويتر، في 7 تشرين الأول/أكتوبر: "السياح الذين يتدفقون على المملكة إلى زيارة سجني ذهبان وبريمان" السيئي السمعة، مشيرةً إلى أنهما "يبدوان من الخارج منتجعات خمس نجوم، لكن جربوا البقاء فيهما وكتابة تقييم عبر أحد مواقع استشارات السفر".
وتشير الرشيد بذلك إلى احتجاز العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين والناشطات لمعارضتهم سياسات الحكام الحاليين للبلاد أو المطالبة بمزيد من الحقوق والحريات.
وكانت العديد من الناشطات النسويات المعتقلات، وبينهن لجين الهذلول، قد تحدثن عن تعرضهن للتحرش والاعتداء في السجون السعودية. وأثارت قضيتهن انتقادات غربية للمملكة.
علماً أن المملكة متهمة أيضاً بتعذيب مشايخ بارزين وأكاديميين في سجونها لمعارضتهم سياسات ولي عهدها الشاب محمد بن سلمان.
في الأثناء، دعت الفنانة الأمريكية مايا فارو، في 6 تشرين الأول/أكتوبر، عبر حسابها في تويتر، إلى عدم زيارة السعودية، مذكرةً بجريمة قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على أيدي مسؤولين سعوديين.
وكتبت فارو: "بعد عام على قتل جمال خاشقجي على أيدي سعوديين، لم تحدث مساءلة. لا تزوروا السعودية… عمليات القتل خارج نطاق القانون".
وخلص تقرير لمقررة الأمم المتحدة الخاصة للإعدام والقتل خارج نطاق القانون أنييس كالامار إلى وجود "أدلة كافية" على تورط ولي العهد السعودي ومسؤولين سعوديين كبار في قتل خاشقجي. ونفت الملكة على الدوام أي صلة أو علم مسبق لولي عهدها بالجريمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 ساعاتجميل جدا أن تقدر كل المشاعر لأنها جميعا مهمة. شكرا على هذا المقال المشبع بالعواطف. احببت جدا خط...
Tayma Shrit -
منذ يوممدينتي التي فارقتها منذ أكثر من 10 سنين، مختلفة وغريبة جداً عمّا كانت سابقاً، للأسف.
مستخدم مجهول -
منذ يومينفوزي رياض الشاذلي: هل هناك موقع إلكتروني أو صحيفة أو مجلة في الدول العربية لا تتطرق فيها يوميا...
مستخدم مجهول -
منذ يوميناهم نتيجة للرد الايراني الذي أعلنه قبل ساعات قبل حدوثه ، والذي كان لاينوي فيه احداث أضرار...
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 3 أيامأرسل لك بعضا من الألفة من مدينة ألمانية صغيرة... تابعي الكتابة ونشر الألفة
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 3 أياماللاذقية وأسرارها وقصصها .... هل من مزيد؟ بالانتظار