شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
احتجاجات في مصر تطالب برحيل السيسي وتربك الإعلام...

احتجاجات في مصر تطالب برحيل السيسي وتربك الإعلام... "روح يناير تعود"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 21 سبتمبر 201901:47 م

تجمع مئات المحتجين في مدن مصرية عدة مساء 20 أيلول/سبتمبر، مرددين شعارات مناهضة للحكومة وللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول نشطاء صوراً ومقاطع مصورة أظهرت بضعة احتجاجات، تراوحت تقديرات المشاركين فيها من العشرات حتى المئات، في القاهرة والأسكندرية والمنصورة والمحلة ودمنهور ودمياط.

في القاهرة، تحركت قوات الأمن لتفرقة التجمعات الصغيرة باستخدام الغاز المسيل للدموع في ميدان طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض القريبين من ميدان التحرير بوسط القاهرة، لكن مئات المتظاهرين نجحوا في الوصول إلى ميدان التحرير وهم يهتفون "ارحل يا سيسي" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"قول ما تخافشي... السيسي لازم يمشي"، في حين اعتقلت قوات الأمن العشرات منهم.

وتعد هذه المرة الأولى منذ 6 سنوات تنطلق فيها تظاهرات وتصل إلى ميدان التحرير، وتردد هتافات مناهضة للحكومة، ولرئيس الدولة. وذلك عقب حملات كبيرة أطلقها النظام ضد معارضيه السياسيين والصحافيين والنشطاء الحزبيين والمستقلين.

وجاءت هذه المستجدات في وقت قالت فيه تقارير محلية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يدرس إلغاء سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على خلفية تصاعد الاحتجاجات، غير أن مواقع أخرى قريبة من الدولة أكدت نبأ سفره.

وبحسب بيان للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية غير الحكومي، فقد تعرض مشاركون في التظاهرات للتوقيف من قبل قوات الأمن في مدن القاهرة، الأسكندرية ، دمنهور ، دمياط ، المحلة، قائلاً إن ذلك تم "على إثر التظاهرات السلمية التي اندلعت للتنديد بالأوضاع الأقتصادية وتردي مستوى المعيشة"، وطالب المركز المسؤولين "بسرعة التدخل للإفصاح عن مكان احتجاز المقبوض عليهم/هن وإجلاء مصيرهم وإبلاغ أهاليهم بوضعهم القانوني".

ونشر المركز أسماء نحو 45 شخصاً من بينهم نشطاء وصحافيون قال إنه قبض عليهم.


كذلك أكد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن قبضت على بعض المشاركين في التظاهرات.


وقال شاهد عيان لرصيف22 إن التظاهرات بدأت عقب انتهاء مباراة بين فريقي الأهلي والزمالك، أشهر فريقين مصريين، وتجمع العشرات من الشبان في ميدان طلعت حرب، ثم سرعان ما انضم إليهم متظاهرون آخرون ومواطنون يسيرون في الشارع، وهتفوا جميعاً "ارحل يا سيسي" وهو ما أربك قوات الأمن التي لم تكن مستعدة لهذه التظاهرة المفاجئة بحسب شاهد العيان، الذي أضاف أنه شعر بأن "روح يناير تعود إلى ميدان التحرير، بعد سنوات من القمع".

مئات المحتجين تجمعوا وسط القاهرة وفي بضع مدن مطالبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرحيل... تحرك اعتبره البعض "عودة لروح يناير 2011" التي أسقطت مبارك

وكانت دعوات على الإنترنت، منها دعوة للممثل والمقاول المصري محمد علي الذي حققت مقاطع فيديوهات له جدلاً واسعاً في مصر، قد طالبت المصريين بالنزول عقب صلاة الجمعة في 20 أيلول/سبتمبر. ولم يستجب أحد، وهذا ما جعل أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسخرون على وسائل التواصل الاجتماعي من عدم خروج متظاهرين، لكن تغيرت الأوضاع في المساء.

ونشر محمد علي مقاطع فيديو على الإنترنت يتهم فيها السلطات بإهدار ملايين الجنيهات على قصور وفيلات وفنادق فاخرة في حين يعاني المواطنون الفقر وتطبيق إجراءات تقشف خلال السنوات الأخيرة. لكن الرئيس السيسي وفى صحة تلك الادعاءات، واصفاً إياها بأنها "كذب وافتراء".

وسببت التظاهرات إرباكاً للإعلام المصري الذي تعاطى مع التظاهرات بتجاهل شديد، متهماً القنوات المقربة من جماعة الإخوان بأنها تنشر فيديوهات قديمة ومفبركة "لإشعال الأوضاع في مصر" بحسب قول المذيع المقرب من النظام عمرو أديب.

في سياق متصل، توجهت فضائية إكسترا نيوز الإخبارية المقربة من النظام إلى ميدان التحرير فجر اليوم 21 أيلول/سبتمبر، لتظهر الميدان فارغاً من المواطنين، وهو ما ذكّر المصريين بتعاطي الإعلام المصري الحكومي مع بدء تظاهرات يناير في العام 2011.

ووفق شهادات ومقاطع فيديو على وسم #ميدان_التحرير على موقع تويتر، فقد شهدت الإسكندرية على البحر المتوسط، ومدينة السويس على البحر الأحمر، ومدينة المحلة الكبرى غرب دلتا النيل، احتجاجات مشابهة لما حدث في ميدان التحرير.

وانتخب السيسي رئيساً لأول مرة في 2014 بعد حصوله على 97% من أصوات الناخبين، ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية بعد ذلك بأربع سنوات.

وصوّت المصريون لمصلحة تعديلات دستورية في نيسان/أبريل الماضي، تسمح للسيسي بالبقاء في السلطة حتى عام 2030.

وصباح اليوم 21 أيلول/سبتمبر، عاد الهدوء إلى ميدان التحرير وباقي المحافظات المصرية التي حدث فيها كر وفر الليلة الماضية، في تحرك يقول مراقبون إنه طال المياه الراكدة في مصر وكسر حاجز الخوف الذي نجح السيسي في بنائه منذ تولى الحكم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard