شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
عندما تمارسين الجنس مع شريكك ويكون فايسبوك ثالثكما

عندما تمارسين الجنس مع شريكك ويكون فايسبوك ثالثكما

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 18 سبتمبر 201905:04 م

على ما يبدو أن موقع فايسبوك لم يعد يكتفي بمعرفة مكانكم، محادثاتكم، علاقاتكم، إذ أنه بات يتطلع إلى الوصول إلى بياناتٍ تتعلّق بتوقيت ممارستكم الجنس وغيرها من التفاصيل الحميمة، والتي قد تتسرب سراً من دون علمكم أو حتى أخذ موافقتكم.

 

مشاركة البيانات الحميمة

لماذا يجب أن نفكّر مرتين قبل مشاركة معلوماتنا الحميمة مع تطبيقات الهواتف؟

في الواقع كشفت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة "برايفسي إنترناشونال" المعنية بشؤون الخصوصية الإلكترونية، أن بعض التطبيقات التي تستخدمها ملايين النساء لتتبع وحساب الدورة الشهرية، بما في ذلك  MIA Fem و Maya، تقوم بمشاركة البيانات الحميمة مع فايسبوك.

موقع فايسبوك لم يعد يكتفي بمعرفة مكانكم، محادثاتكم، علاقاتكم، إذ أنه بات يتطلع إلى الوصول إلى بياناتٍ تتعلّق بتوقيت ممارستكم الجنس وغيرها من التفاصيل الحميمة، والتي قد تتسرب سراً من دون علمكم

أما بالنسبة إلى تحديد ماهية المعلومات المتبادلة مع شبكة التواصل الاجتماعي، تبيّن أن هذه البيانات تشمل نوع وسائل منع الحمل المستخدمة، مواعيد الدورة الشهرية ونوع الأعراض الظاهرة.

بمعنى آخر، فإن هذه التطبيقات تقوم بجمع بعضاً من البيانات الأكثر حميميةً التي يمكن تصوّرها، بدءاً من الصحة العامة وصولاً إلى معلوماتٍ عن العلاقة الجنسية، مروراً بالحالة المزاجية، النظام الغذائي المتّبع وحتى المنتجات الصحية، هذا وتحدّد الأوقات التي تكون فيها المرأة أكثر خصوبةً في الشهر، أو بطبيعة الحال التوقيت المتوقّع للدورة الشهرية المقبلة.


كيف يحدث تبادل البيانات؟

أوضح موقع بي بي سي أن تبادل البيانات مع فايسبوك يحدث من خلال حزمة أدوات تطوير البرمجيات الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعي، وهي أدواتٌ تستخدمها التطبيقات بشكلٍ يساعد في تحقيق أرباح، عن طريق التواصل مع شركات الدعاية والإعلان، التي تقوم بدورها بتزويد المستخدمات بإعلاناتٍ خاصة.

وكشفت الدراسة أن أكثر التطبيقات شيوعاً في هذه الفئة، والتي لم تشارك بيانات المستخدمات مع فايسبوك، كانت تطبيقاتPeriod Tracker ،Period Track Flo ،Clue Period Tracker.

في المقابل تتبادل تطبيقات أخرى بيانات المستخدمات مثل تطبيق Maya التابع لشركةPlackal Tech والذي سبق وأن سجّل 5 ملايين عملية تحميل من متجر تطبيقات غوغل بلاي، وإم أي إيه، وتطبيقMIA   لشركة Mobapp Development Limited   وتطبيق My Period Tracker لشركة لينشين هيلث.

فعلى سبيل المثال يقوم تطبيق Maya بجمع بيانات حول الحياة الحميمة للأشخاص من خلال الطلب منهم الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بمواعيد ممارسة الجنس، وعمّا إذا كان يتم استخدام وسائل منع الحمل أم لا.

صحيح أن بعض البيانات الشخصية قد تكون ضرورية لتوفير الخدمة للمستهلكين/ات، إلا أن التطرّق إلى بعض التفاصيل الحميمة، مثل الجنس الآمن هو أمرٌ غير مهم للتنبؤ بدورات الحيض، واللافت أن هذا التطبيق لا يطلب من الأشخاص النقر فقط لإدخال المعلومات، إنما يشجعهم على إدخال الملاحظات والتعليقات الخاصة بهم، وكل ما يُكتب في التطبيق تتم مشاركته مع فايسبوك.

وعلى غرار Maya يطلب تطبيق MIA من المستخدمات أن يوافقن على سياسة الخصوصية عندما يتم التسجيل لأوّل مرة، غير أنه لا ينتظر منهنّ الموافقة على بدء مشاركة بياناتهنّ مع فايسبوك، إذ أنه وبمجرد فتح التطبيق يتم نقل البيانات مع فايسبوك.


مخاوف

تعليقاً على نتائج الدراسة، قالت مؤسسة برايفسي إنترناشيونال: "إن المدى الواسع لاطلاع التطبيقات على خصوصية المستخدم والذي رصدته دراستنا، يعني أن التفاصيل الحميمة للحياة الخاصة لملايين المستخدمين في جميع أنحاء العالم يجري تبادل بياناتها مع فايسبوك وشركاتٍ أخرى، دون موافقة هؤلاء المستخدمين على نحو لا لبس فيه وصريح، لاسيما في حالة البيانات الشخصية الحساسة، كالبيانات المتعلقة بصحة المستخدم أو حياته الجنسية".

في هذا الصدد، أعلن تطبيق Maya أنه قام بإزالة حزمة أدوات تطوير البرمجيات الخاصة بشبكة فايسبوك وأناليتكس من التطبيق وتنفيذ التغييرات فوراً، كاشفاً أنه سيواصل استخدام حزمة أدوات تطوير البرمجيات الخاصة بإعلانات فايسبوك بالنسبة لأولئك الذين وافقوا على البنود والشروط وسياسة الخصوصية، لكنه أكّد أنه لا يتبادل بيانات تحديد الهوية الشخصية أو البيانات الطبية.

من جهتها، لم تبد شركة لينشبين هيلث ردَّ فعلٍ تجاه نتائج الدراسة، فيما أشارت شركة إم أي إيه إلى إنها لا ترغب في نشر ردّها.

واعتبرت مؤسسة برايفسي إنترناشيونال أن نتائج دراستها تثير مخاوف جدية حول كيفية توافق هذه التطبيقات مع اللائحة العامة لحماية البيانات في الإتحاد الأوروبي: "يجب أن تتحمل الشركات مسؤولية الإذعان لالتزاماتها القانونية والارتقاء إلى مستوى الثقة التي وضعها المستخدمون في الشركات عندما اتخذوا قرار استخدام خدماتها".

أما موقع فايسبوك فقد أكد أنه سيطلق أداة للمستخدمين تهدف إلى وقف تبادل التطبيقات والشركات لبياناتهم مع شبكات التواصل الاجتماعي.

الجنس تحت المجهر 

في مقالها الوارد في صحيفة الغارديان البريطانية، أكّدت إميلي رينولدز أن هذه التطبيقات التي تستخدمها النساء من حول العالم، يمكن أن تكون مفيدة بشكلٍ لا يصدق، من خلال معرفة مواعيد الدورة الشهرية وبالتالي زيادة فرص الحمل.

ولكن تساءلت الكاتبة: هل يجب علينا إعادة النظر في مشاركة المعلومات مع هذه التطبيقات؟ وأضافت: "ليس سراً أننا قدمنا بالفعل كمية هائلة من البيانات لمنصات مثل فايسبوك وغوغل وتويتر، لذلك من غير المفاجئ أننا سعداء بمشاركة معظم المعلومات الحميمة مع هواتفنا، والتي بات لديها كل شيء آخر، فلم لا؟".

"قد يبدو وجود ثلاثة في السرير أمراً ممتعاً، لكننا بحاجة إلى التفكير بشكلٍ أعمق حول من دعينا تحت ملاءات السرير عندما تكون هواتفنا في الصورة أيضاً"

واعتبرت رينولدز أن إقدامنا على مشاركة البيانات الحميمة مع هذه التطبيقات غير المضمونة هي في الحقيقة مجرد مثال آخر على كيفية قياس وتقدير السلوكيات الأكثر حميمية لدينا، وشرحت ذلك بالقول: "إذا أخبركم أحدهم أنه كتب في دفتر الملاحظات عن كل مرةٍ مارس فيها الجنس واحتفظ بهذا الدفتر إلى جانب سريره، فإنكم ستتراجعون بسرعة، في حين أن تدوين هذه المعلومات على هواتفنا تبدو مسألة طبيعية وحتى منطقية".

وأكدت إميلي رينولدز أنه في ظل وجود الكثير من المعلومات الشخصية الخاصة بنا والجاهزة للاستغلال من قبل المعلنين أو المنصات نفسها، فإن حياتنا الجنسية تخضع بدورها لمجهر البيانات، معتبرةً أن مقاومة هذا الإحتكار هي إحدى الطرق لوقف تسليع حياتنا العاطفية، والتوقف عن التفكير في اللحظات الحميمية على أنها مجرد بيانات يتم تسجيلها وقياسها ومشاركتها، وتابعت حديثها بالقول: "قد يبدو وجود ثلاثة في السرير أمراً ممتعاً، لكننا بحاجة إلى التفكير بشكلٍ أعمق حول من دعينا تحت ملاءات السرير عندما تكون هواتفنا في الصورة أيضاً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard