أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن حكومة إقليم كردستان العراق منعت حوالى 4200 من المواطنين العرب السنّة من العودة إلى قراهم شرق الموصل، وذلك بعد مرور أكثر من 3 سنوات على استعادة المنطقة من مقاتلي تنظيم داعش.
وقالت المنظمة في بيان: "سمحت سلطات حكومة إقليم كردستان فقط للسكان الأكراد والعرب الذين تربطهم علاقات بحكومة الإقليم بالعودة، وهذا انتهاك للقانون الإنساني الدولي"، في إشارة إلى التمييز بين النازحين.
وأضافت: "كانت العائلات العربية التي تسعى إلى العودة إلى ديارها قد هربت بالدرجة الأولى إلى الموصل الخاضعة لسيطرة داعش خلال القتال في 2014.
ويقيم حوالى 3,400 من العرب السنة في مخيمات النازحين التي تعاني نقصاً في الخدمات، وفقاً لعمال الإغاثة. وقالت الأسر المتضررة إنها مُنعت من العودة إلى منازلها وأراضيها الزراعية وإنها غير قادرة على كسب العيش".
وتلقت المنظمة رداً من مسؤول في الحكومة الكردستانية قال فيه إن السكان "أحرار في العودة إلى ديارهم"، لكنه حدد ست قرى من منطقة الحمدانية "يُمنع العودة إليها".
هيومن رايتس ووتش تتهم حكومة إقليم كردستان بمنع آلاف العرب من العودة إلى قراهم المستعادة من داعش، بحجة وجود متفجرات غير مزالة وتدمير الممتلكات
ونقلت المنظمة عن مديرة قسمها للشرق الأوسط لما فقيه قولها: "تمنع حكومة إقليم كردستان آلاف القرويين العرب من العودة إلى ديارهم دون سبب قانوني. تسمح حكومة إقليم كردستان للأكراد والعرب المتنفذين بالعودة، وهذا ما يشير إلى أن هؤلاء القرويين يعاقبون من دون وجه حق".
وقدم المسؤولون في الإقليم للمنظمة الحقوقية تفسيرات لتعطل عودة النازحين إلى قراهم، وقالوا إن ذلك يعود إلى "الخدمات غير الكافية، والذخائر غير المنفجرة، والألغام الأرضية غير المزالة (بما في ذلك اليدوية الصنع)، وتدمير الممتلكات؛ النزاعات الاجتماعية وقضايا الملكية وحيازة الأراضي، والمخاوف بشأن هجمات القرويين الذين انضموا إلى داعش وقضايا أمنية ناشئة عن استفتاء حكومة إقليم كردستان في سبتمبر/ أيلول 2017 حول الاستقلال، وهذا ما يجعل المنطقة خط مواجهة إذا ما حصل قتال مستقبلي بين القوات الكردية والعراقية".
وسيطرت قوات داعش في آب/ أغسطس 2014، بعد الاستيلاء على مدينة الموصل، على قرية حسن شامي والمناطق المحيطة بها، والتي كانت تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان منذ عام 2003.
وقال سكان للمنظمة إنهم فروا من قراهم لدى اندلاع القتال بين داعش والبيشمركة (المقاتلون الأكراد)، وإن معظم الأسر العربية هربت باتجاه الموصل، لأن داعش أخبرهم أن المدينة أكثر أماناً. إلا أن جميع العائلات الكردية تقريباً فرت باتجاه أربيل، حيث لجأت إلى كلك وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان.
وروى رجل (50 عاماً) من قرية شيركان أن العائلات الكردية المحلية فرت إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان، في حين هربت معظم الأسر العربية إلى الموصل. وقال: "سمعت في عام 2017 من أمن المخيم أن البيشمركة سمحت للعائلات الكردية الـ 20 من قريتنا بالعودة إلى ديارها".
وقال رجل آخر (63 عاماً) من "إحصار" إن جيرانه العرب الذين تربطهم صلات شخصية بالبيشمركة قالوا إنه سُمح لهم بالعودة إلى قريته. عاد ثمانية أشخاص لا غير من السكان الأصليين البالغ عددهم 60 إلى "إحصار"، وفقاً لتعداد السكان الرسمي لحكومة إقليم كردستان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةجميل جدا أن تقدر كل المشاعر لأنها جميعا مهمة. شكرا على هذا المقال المشبع بالعواطف. احببت جدا خط...
Tayma Shrit -
منذ يومينمدينتي التي فارقتها منذ أكثر من 10 سنين، مختلفة وغريبة جداً عمّا كانت سابقاً، للأسف.
مستخدم مجهول -
منذ يومينفوزي رياض الشاذلي: هل هناك موقع إلكتروني أو صحيفة أو مجلة في الدول العربية لا تتطرق فيها يوميا...
مستخدم مجهول -
منذ يوميناهم نتيجة للرد الايراني الذي أعلنه قبل ساعات قبل حدوثه ، والذي كان لاينوي فيه احداث أضرار...
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 4 أيامأرسل لك بعضا من الألفة من مدينة ألمانية صغيرة... تابعي الكتابة ونشر الألفة
Samah Al Jundi-Pfaff -
منذ 4 أياماللاذقية وأسرارها وقصصها .... هل من مزيد؟ بالانتظار