شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
سوق وذوق وشاي ودردشات... جولات سياحية لتذوّق الطعام الإيراني

سوق وذوق وشاي ودردشات... جولات سياحية لتذوّق الطعام الإيراني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الأربعاء 28 أغسطس 201901:22 م

عندما تسافرون إلى بلد ما، فإن إحدى جاذبيات السّفر هي الذّهاب إلى الأسواق المحلية ومشاهدة حياة الناس الطبيعية. تخيلوا أن تكون فرصة لكم في رحلتكم إلى بلد ما أن تتعرفوا للتعرف على مطبخ ذلك البلد وإعداد الوجبات بالأسلوب الخاص بشعب البلد. جولات الطهي الإيراني هي الفرصة التي تتيحها شركة صغيرة في إيران للسيّاح الأجانب، حيث بإمکان السيّاح الأجانب المتوافدين على إيران، تذوّق الأكلات الإيرانية، والتعرّف على المطبخ الإيراني وثقافة المائدة الإيرانية في رحلة سياحية غذائية أطلقتْها نساء إيرانيات شابات قبل سنوات، تحت عنوان "برشيان فود تورز" (Persian food tours).

تأخذ "شيرين طحانان" و"متين لشكري" مالكتا شركة "فود تورز" السيّاحَ الأجانب في رحلة سياحية غذائية تبدأ من التجوّل في سوق "تَجريش" التقليدي الواقع في شمال طهران، وتذوّق المخلّلات في هذا السوق، واستشمام رائحة محالّ العطارة الإيرانية والتعرّف على مكوّنات الأكلات الايرانية. وتستمرّ الرحلة إلى أن تنتهي في مطبخ "شيرين". تخبر شيرينُ ومتين السيّاحَ الأجانبَ عن ثقافة الطّعام الإيراني، ويقوم المشاركون في الرحلة برفقة شيرين، بإعداد الأكلات والحلويات الإيرانية معًا، ثمّ يتناول الجميعُ الطعامَ على مائدة واحدة كما الأُسر الإيرانية. تدير شیرین قسم الطهي، ومتین تدير قسم السياحة في هذه الشركة.


من أين جاءت الفكرة؟

كان لدى متين مدونة بعنوان ترافِستایل (travestyle) حيث كانت تكتب فيها باللغة الإنكليزية عن السياحة وتتواصل من خلالها مع السياح الأجانب. وخلال عملها في هذه المدونة وجدتْ أن السياح الأجانب لا يتعرفون على ثقافة المجتمع الإيراني في الجولات السياحية المعتادة. كما وجدت أنهم لا يستمتعون بالأكلات المكرّرة في رحلاتهم إلى إيران، ولا يحصلون على تجربة تذوّق الأطباق المتنوعة اللذيذة التي تعدّ في مطابخ العائلات الإيرانية، ويمكن أن تكون رحلة السيّاح جذابة أكثر عندما تكون هناك مجموعة متنوعة من الأكلات الإيرانية متاحة لهم.

ثمّ ظهرت عند متين فكرة "جولة الطعام الإيراني". في الخطوة الثانية تعرفت متين من خلال الإنستغرام على شيرين التي كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة بسبب اقامتها في لندن منذ طفولتها، والتي عادت إلى إيران بعد انتهاء دراستها وزواجها وأنشأت مركز لتعليم الطهي في طهران وكانت مهتمة جدًا بالطهي. طرحت متين فكرتها على شيرين وواجهت ترحيبا حارا منها، وهكذا بدأت جولة الطعام الإيراني عملها.

جولات الطّهي الإيراني هي الفرصة التي تتيحها شركة صغيرة في إيران للسيّاح الأجانب، حيث بإمکان السيّاح الأجانب المتوافدين على إيران، تذوّق الأكلات الإيرانية، والتعرّف على المطبخ الإيراني وثقافة المائدة الإيرانية في رحلة سياحية غذائية أطلقتْها نساء إيرانيات شابات

تفاصيل جولات الطعام الإيراني

تقول متين: "جولتنا تبدأ بالتجوّل في السوق؛ يشتري السيّاحُ المكوناتِ اللازمة للطّهي، ويشاهدون عن قرب سلوكَ الباعة والزبائن الإيرانيين. هذه الجولة تجعل الجميع أكثر حميمية مع بعضهم البعض. تجربة جولاتنا أثبتت أن السيّاح يسألون أسئلتهم عن إيران بسهولة أكثر في هذه الجولات. إنها تتيح لهم الفرصةَ للحديث عن أسلوب الزواج الإيراني والنساء في إيران والقضايا الأخرى. إنهم يشربون الشاي ويأكلون الحلويات التي يصنعونها معنا، ويتحدّثون عن إيران."

وتضيف متين: "بإمكان السيّاح التسجيل في جولاتنا التي تستمرّ ليوم واحد من خلال موقعنا. لقد حدّدْنا نوعين من الجولات؛ النوع الأول هي جولات المشي وتذوّق الطعام التي تحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم. هذه الجولة جيدة للسيّاح الذين لا يرغبون بالطّهي، لكنهم يحبّون عالم النكهات المختلفة وتذوّقها. تبدأ هذه الجولة بوجبة إفطار في سوق تَجريش، وتستمرّ بالتسوّق. ثمّ يتناول السيّاح المثلّجات التقليدية، ويشاهدون طريقة إعداد الـ"سَمَنو" (حلوى إيرانية تُصنع من القمح المنبت، ويتمّ إعدادها في عيد النوروز الإيراني)، والـ"سوهان" (حلوى إيرانية أخرى). كما أنهم يشاهدون محلّات بيع المخلّلات والبهارات الإيرانية، وأنواع المخابز، ويتذوّقون الخبز الإيراني، وينهون جولتهم بوجبة غداء إيراني."

"أما النوع الثاني فهي جولة تعليم الطهي. هذه هي الطريقة التي نذهب بها إلى السوق أولاً، ونقوم بشراء المكوّنات من أجل إعداد مجموعة متنوعة من الأطعمة والحلويات والمشروبات. ثم نأتي إلى المطبخ ونعدّ وجبات مع السيّاح، وندردش ونتبادل الخبرات والمعلومات معًا. لدينا قائمتان، صيفية وشتوية، وعادة ما نقوم بوضعِ الأطباق، التي نادراً ما توجد في المطاعم، في قائمتنا، أي أننا نعلّم عمومًا الأطباق التي يطبخها الإيرانيون، ويأكلونها في المنزل يوميًا."

تكتب شيرين ومتين في موقع شركتِهما في توضيح حول هذه الجولة التي تتراوح أسعارها بين الـ50 والـ80 يوور: "لن نحوّلكم إلى طهاة محترفين في المطبخ الإيراني في غضون ساعات، لكننا نريد أن نطلعكم على المكونات المعتادة لطهي الاطباق الإيرانية، ونودّ أن نعلمكم كيفية مزجِها وإعدادها بطرقٍ مختلفة، ربّما لم تجرّبوها من قبل، حيث يكون بإمكانكم تجربة هذه الأطباق مع أصدقائكم في جوّ مريح ودافئ بعد عودتكم إلى بلدانكم. نحن هنا للترويج لثقافة الطهي الإيراني، ومشاركة أسرار المطبخ الإيراني، وإثراء رحلاتكم إلى إيران بذكرى لذيذة. سنأخذكم بعيدًا عن المسار السيّاحي المعتاد إلى الاماكن المفضلة المحلية، وسنمنحكم تجربة الطهي".

لن نحوّلكم إلى طهاة محترفين في المطبخ الإيراني في غضون ساعات، لكننا نريد أن نطلعكم على المكونات المعتادة لطهي الاطباق الإيرانية، ونودّ أن نعلمكم كيفية مزجِها وإعدادها بطرقٍ مختلفة

تقول متين: "كلّ موسم له قائمتُه الخاصة التي تختلف من مدينة إلى أخرى؛ للمقبّلات في الشتاء نعدّ "الآش" (الحساء الإيراني)، ومزيجُ اللّبن والخيار نعدّه في جولاتنا الصيفية. يتمّ اختيار الأطباق من بين الأكلات التي يطبخها الإيرانيون في منازلهم، ولا يمكن العثور عليها في المطاعم في إيران بسهولة."

تتحدّث شيرين عن أسلوبها في تعليم الطهي، وتقول إن دروس الطهي التي تقيمها عادة هي للإيرانيين، وعادة ما يحبّ الإيرانيون أن يتعلموا طريقة إعداد أطباق مختلف البلدان، لذلك فإن صفوف تعليمها للأيرانيين هي حول الأطباق الأجنبية، لكن هدفها وبرنامجها للسيّاح الأجانب هو تعرفّهم على الطّعام والثقافة الإيرانيين، أي يمكن القول إن برنامجها للسيّاح الأجانب مختلف تمامًا عن البرنامج الإيراني المعتاد.

بدأت "جولات الطعام الإيراني" عملَها من العاصمة طهران، لكنها توسّعت أخيرًا، لتصل إلى المدن الإيرانية الأخرى مثل إصفهان وشيراز ويزد، وستصل إلى المدن الايرانية الأخرى كما تقول شيرين ومتين، وكما يُظهر الإقبالُ الذي تواجهه هذه الجولات من قبل السيّاح الأجانب.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard