شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
أجنبيات تفوقن على المصريات في الرقص الشرقي… ما سر نجاحهن ولماذا يعاملن بنوع من التمييز؟

أجنبيات تفوقن على المصريات في الرقص الشرقي… ما سر نجاحهن ولماذا يعاملن بنوع من التمييز؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 17 أغسطس 201904:38 م

بدلن أسماءهن الحقيقية بأخرى عربية، أجدن الرقص الشرقي بدرجة أذهلت حتى المصريين أنفسهم، فاكتسحن سوقه في مصر في فترة قصيرة، وباتت حتى السينما تسعى وراءهن للاستفادة من نجاحهن. إنهن الراقصات الأجنبيات اللواتي زاد عددهن في مصر في الفترة الأخيرة، وصار لهن جمهور كبير من الذين ينظرون بإعجاب أولاً لوجوههن ذات الملامح المختلفة عن المصريات، لا سيما تلك العيون الملونة، ثم لخصورهن وهي تتمايل بليونة فائقة على إيقاع أغانٍ مصرية. من هن أشهر الراقصات الأجنبيات في مصر حالياً، وكيف استطعن النجاح في بلد لطالما احتكرت نجماته مجال الرقص الشرقي في الماضي؟

حضور الراقصات الأجنبيات في مصر ليس حديثاً، بل يعود لعقود، لكن نجمهن سطع بشكل لافت في العام 2013، وبالتحديد حين بدأت بعض القنوات الغنائية المصرية بعرض أغنية دعائية للفيلم السينمائي "القشاش" الذي عرض في موسم عيد الأضحى وقتذاك، وهو من بطولة محمد فراج وحورية فرغلي، والأغنية هي "على رمش عيونها"، بصوت المطرب الشعبي حمادة الليثي، وظهرت في الأغنية راقصة أجنبية لم تكن معروفة على نطاق واسع قبل عرض الأغنية، وهي المطربة صوفينار، التي اشتهرت بعد ذلك باسم صافيناز.

ظهرت صوفينار في الشريط المصور للأغنية وهي تهز خصرها وصدرها أيضاً بطريقة لافتة، وحينذاك توجهت أنظار المصريين في المقاهي الشعبية، والراقية، وحتى في المنازل، بذهول شديد للراقصة وهي تتمايل بمهارة شديدة، ولم يصدق مصريون كثر فيما بعد أن صوفينار ليست مصرية، فقد كانت بالنسبة لهم "مصرية جداً"، وأصبح الجميع يتساءل من هي هذه الراقصة ذات الجسد المثالي التي تجيد الرقص الشرقي بهذه الليونة واللياقة الشديدتين.

اسمها صوفينار جوريان، وهي راقصة شرقية وممثلة أرمينية روسية، ولدت في العام 1983، وكانت تعمل راقصة باليه في البداية، ثم اتجهت للرقص الشرقي "بسبب حبها للأغاني العربية" كما قالت فيما بعد في لقاءات في القنوات المصرية، لكن لم تكن أغنية فيلم القشاش بدايتها الحقيقية في مصر، حيث سبق أن ظهرت في بعض الأغاني المصورة التي كانت تنتجها قناة "دلع" المتخصصة في عرض مقاطع مصورة لراقصات يرقص على أغانٍ مصرية وعربية.



باتت صوفينار هي صافيناز، وهو اسم منتشر بين المصريات، كما أصبحت تتحدث اللغة العربية باللهجة المصرية، ولو ببعض الصعوبة، وبدأت شركات الإنتاج السينمائي تسعى وراءها، وظهرت حتى الآن في بضعة أفلام، أحدثها "أنت حبيبي وبس" الذي يعرض حالياً.

أجنبيات على خطى صوفينار

نجاح صوفينار في مصر شجع أجنبيات أخريات على تجربة حظهن، منهن من نجحت، ومنهن من لم تحقق أي نجاح. من الناجحات "آلا كوشنير"، التي لم تحتَج لتغيير اسمها، ربما لأن اسم آلا يشبه بدرجة كبيرة اسم آلاء المنتشر في مصر. ولدت آلا في أوكرانيا في العام 1985، وهي ليست راقصة فقط، بل مصممة رقصات أيضاً، وقد تعلمت الرقص في بلدها.

وقبل حضورها لمصر، وصلت آلا لنهائيات برنامج "أوكرنز جوت تالنت"، كما شاركت في البرنامج العربي الشهير "هزي يا نواعم"، ثم قررت احتراف الرقص الشرقي، واختارت مصر لتكون محطتها الأساسية التي تنطلق منها، ونجحت بدرجة كبيرة، وتعاقدت معها فنادق مهمة لتحيي حفلاتها، كما باتت نجمة للأفراح في الأوساط الثرية مثلها مثل صوفينار، لكن ظهور آلا في فيلم "أوشن 14"، من إنتاج السبكي وبطولة فريق مسرح مصر، كان نقطة تحول كبيرة في حياتها الفنية، إذ رقصت على أغنية "آه لو لعبت يا زهر"، وهي الأغنية التي حولت مطربها أحمد شيبة إلى واحد من أهم المطربين الشعبيين في بلده.



بعد صوفينار وآلا كوشنير، جاء دور "أيكاترينا أندريفا"، التي جاءت من روسيا واختارت اسماً مصرياً "جوهرة"، وسرعان ما أصبحت واحدة من أشهر الراقصات الأجنبيات، ورغم أنها تبلغ من العمر 32 عاماً، فهي تتميز بلياقتها الشديدة التي تفوقت فيها حتى على باقي الأجنبيات، وعلى عكسهن تعرف جوهرة أهمية وسائل التواصل الاجتماعي جيداً، وتتعامل معها باحترافية، ولها حساب ناجح جداً على إنستجرام تنشر فيه بعض المقاطع من رقصها الشرقي لغير القادرين على حضور حفلة لها في الملاهي والفنادق، ويتابعها على هذا الحساب أكثر من مليون شخص.

صوفينار جوريان، آلا كوشنير، أيكاترينا أندريفا وغيرهن… راقصات أجنبيات نافسن المصريات على الرقص الشرقي في عقر دارهن وقفزت أجورهن إلى معدلات قياسية متجاوزة أجور مصريات مشهورات. هل يكمن السر في سحر عيونهن الملونة والولع بكل ما هو أجنبي و “أفرنجة"؟ أم أنهن فعلاً أكثر إتقاناً للرقص الشرقي من المصريات؟

رقصت على أغنية "آه لو لعبت يا زهر”، تعاقدت معها فنادق مهمة لتحيي حفلاتها، وباتت نجمة للأفراح في الأوساط الثرية، تعلمت الرقص في بلدها أوكرانيا لكن شهرتها كانت في مصر… آلا واحدة من الراقصات الأجنبيات في مصر

أجنبيات أخريات حققن نجاحاً كبيراً في مصر، منهن اللبنانية إليسار، التي اشتهرت بعد ظهورها فى فيلم "عيال حريفة"، وهناك أوكسانا وهي روسية طلت في برنامج "الراقصة" على فضائية "القاهرة والناس" قبل سنوات، وبريندا، وهي راقصة أرجنتينية لمعت في برنامج "الراقصة"، ودفع تألقها بالمنتجين السينمائيين للتعاقد معها، وعقب البرنامج أقامت في مصر، بعدما أغلقت مدرسة الرقص الخاصة بها في الأرجنتين، وظهرت في فيلم "سطو مثلث".

أسعار الراقصات الأجنبيات

بحسب وكلاء فنانين مصريين تواصل معهم رصيف22، فإن أغلى أجر راقصتين أجنبيتين في مصر حالياً هو أجر صوفينار وجوهرة، إذ يبلغ 35 ألف جنيه عن الوصلة الواحدة في الملاهي الليلية والفنادق، و25 ألف جنيه في الأفراح، وشرطهما أن تكون هذه الأفراح في فنادق من فئة خمسة نجوم.

أما أجور باقي الراقصات الأجنبيات فتراوح بين 10 آلاف و20 ألف جنيه للراقصة الواحدة حسب شهرتها، وظهورها في أفلام سينمائية.

لماذا نجحت الراقصات الأجنبيات في مصر؟

أسباب عدة ساهمت في نجاح الراقصات الأجنبيات في مصر، ربما أبرزها ملامحهن الأجنبية التي شكلت فارقاً مهماً وحين اقترن شكلهن المختلف بإجادة الرقص الشرقي وهز البطن تشكلت توليفة مثيرة بالنسبة للجمهور. بعض المعجبين بالراقصات الأجنبيات في مصر يرون أنهن غير متصنعات و"حقيقيات جداً"، ويشبهن المصريات، لكنهن أكثر جرأة، وقادرات على أن يعبرن بأجسادهن عن كل ما يحبه الرجال. للمثال، كان هز صوفينار صدرها في أغنية فيلم القشاش حركة مثيرة لم تفعلها من قبل الراقصات المصريات، وهذا ما جعل معلقين يقارنون بينها وبين الراقصات المصريات المقيدات بالخوف وبسلسلة قواعد يفرضها المجتمع حتى في الرقص هي أشبه بالخطوط الحمراء، لا سيما أمام ظهور ظاهرة محامي “الحشمة” الذين يرفعون دعاوى قضائية على فنانين وراقصات بحجة إثارة الغرائز ونشر الفسق والفجور.

الواضح أن الراقصات الأجنبيات يرقصن من دون خوف، ويحركن أجسادهن بحرية أكثر من بعض الراقصات المصريات، كأنهن لا يخشين من أي مساءلة من المجتمع. على سبيل المثال، ظهرت الراقصة جوهرة في أحد المقاطع وهي تشير إلى مناطق حساسة من جسدها، كما لو أنها تقول "أنا لا أخجل من جسدي".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard