شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
عزوف عن رياضة

عزوف عن رياضة "ركوب الخيل" في السودان منذ اندلاع الاحتجاجات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 10 أغسطس 201907:14 م

على الرغم من المكانة المهمة للخيل وسباق الأحصنة في المجتمع السوداني، شهد نادي الفروسية في الخرطوم عزوفاً من المواطنين عن الإقبال عليه في ظل الأحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في كانون الأول/ديسمبر عام 2018 بحسب تقرير لرويترز.

منذ تأسيسه عام 1908 فصاعداً، منح النادي السودانيين من أبناء الطبقة الراقية فرصة تعلم ركوب الخيل ومشاهدة سباق الأحصنة في مجمع ظليل بعيداً من صخب بقية مناطق العاصمة.

وشهدت أنشطة النادي رواجاً كبيراً وإقبالاً من المواطنين منذ تأسيسه إبان حقبة الاستعماري البريطاني للبلاد، حتى توقف الرهانات على سباق الخيل عام 1983 بعد تطبيق الشريعة الإسلامية، علماً أن إسطبلات النادي كانت تؤوي قرابة 200 حصان.

لكن النادي اضطر إلى تقليص أنشطته منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس عمر البشير في 11 نيسان/أبريل الماضي، تاركاً أثراً مثبطاً على حياة أبناء الطبقة العليا.

خلال هذه الفترة، توقف سباق الخيل وتضاءل عدد الحضور إلى دروس الفروسية لا سيما بعد وقوع ضحايا في مواجهات مع قوات الأمن.

وتحتفظ الخيول بأهمية خاصة داخل المجتمع السوداني، منذ ظهورها فيه خلال القرن الثامن قبل الميلاد، إذ تمثل "إرثاً تاريخياً" لعدد من القبائل، فضلاً عن مكانتها في المجتمعات العربية والإسلامية، بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا).

"الناس لا تمتلك مالاً"

لكن أمين صندوق النادي رأفت عواد يقول إن "المشكلة الرئيسية هي أن الناس لا يملكون ما يكفي من المال (للنادي)، إنهم يحتفظون بما لديهم من النقود لينفقوها على الأمور الضرورية وليس لإحضار أبنائهم لركوب الخيل".

وأضاف: "الوضع في بلدنا غير طبيعي، فالناس يموتون. لا يمكنك أن تذهب للتسابق ببساطة. هنالك سودانيون يشعرون بالحزن، وآخرون غاضبون، وماضون في الثورة، لهذا وجدنا أن تنظيم السباقات ليس صائباً".

لكن الأمور تحسنت قليلاً، وشهد النادي "عودة فاترة" للزائرين في الأسابيع الأخيرة، بعدما خفت حدة العنف في البلاد إثر توقيع اتفاق كامل ينظم عملية الانتقال السياسي بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وزعماء المعارضة.

حالياً، يتردد قرابة عشرين شخصاً، بينهم أطفال، إلى النادي للتدرب على ركوب الخيل في المساء، بعد انحسار حرارة النهار الشديدة، وغالباً ما ترافق هؤلاء عائلاتهم لمشاهدتهم.

تستمر الدروس يومياً عدا أيام الجمعة، مقابل 1400 جنيه سوداني (حوالى 20 دولاراً) شهرياً. ويفوق هذا المبلغ إمكانات معظم السودانيين، ولا يقارن بتكلفة شراء حصان ورعايته داخل النادي.

في ظل الاضطرابات التي تسود السودان، شهد نادي الفروسية بالعاصمة الخرطوم عدم إقبال ملحوظ عن مزاولة ركوب الخيل التي تحتل مكانة خاصة في البلاد 
مسؤول في نادي فروسية الخرطوم يرى أن عدم امتلاك المواطنين المال هو السبب وراء عزوفهم عن رياضة "مفضلة" لدى شرائح كبيرة منهم


إقبال نسائي ملحوظ

وروت مترددات إلى النادي كيف اضطررن إلى التغلب على رفض ممارسة النساء للرياضة (وتحديداً ركوب الخيل). هذا الرفض الذي كان "شائعاً" في السودان لكونه بلداً إسلامياً.

وقالت إيناس (18 عاماً) لرويترز "إذا كان أفراد عائلتك مهتمين، فالأمر يصبح أسهل مما لو كنت تبدأ بمفردك". بدأت إيناس دروس ركوب الخيل قبل عام، شجعها على ذلك أن والدها يمتلك أحصنة تشارك في السباقات وفازت في بعضها سابقاً.

لكنها، رغم ذلك، مقتنعة بأن سباق الخيل في السودان هو رياضة "رجالية" في المقام الأول، لكن النساء يمارسن عادةً قفز الحواجز وهن ممتطيات الجياد.

أما ساجدة (24 عاماً)، إحدى المنتسبات إلى النادي وتمارس ركوب الخيل منذ 11 عاماً، فقالت: "أحضرتني أمي إلى هنا، عائلتي لا تمانع في أن أمارس هذه الرياضة".

وأضافت: "قد يكون الأمر صعباً بعض الشيء. ثمة أناس لا يوافقون على طريقة لبسنا"، في إشارة إلى ملابس الفروسية الضيقة.

يشار إلى أن المرأة السودانية دخلت رياضة الفروسية منذ عام 1976، ويزداد عدد المقبلات عليها باطراد سنوياً. وبحسب سكرتير اتحاد الفروسية السوداني سابقاً رأفت بلة، فإن إقبال السودانيات على الفروسية حسن، كما أن أداءهن جيد فيها، وقال :"العدد في تزايد مستمر باعتبار أن الفروسية الرياضة المثلى للمرأة، لأن ممارستها غير شاقة ما دام هنالك حرص على التقيّد بتعليمات المدربة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard