شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بعد مرور ثلاثة عقود على الغزو… العراق يسلم رفات 48 كويتياً

بعد مرور ثلاثة عقود على الغزو… العراق يسلم رفات 48 كويتياً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 8 أغسطس 201904:57 م

تسلم الكويت من العراق، في 8 آب/أغسطس، رفات 48 كويتياً فقد أثرهم إبان حرب الخليج التي اندلعت بين البلدين (1990-1991) إثر محاولة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين احتلال الكويت وضمها إلى العراق.

وجرت عملية التسليم عبر منفذ العبدلي الحدودي بين البلدين، وبحضور مسؤولين من الجانبين. ووضع الرفات داخل توابيت لفت بالعلم الكويتي.

تحقق "أولي" من هويتها

وجاء تسليم الرفات بعد تأكيد نتائج فحوص الحمض النووي هوية أصحابها، إذ قال رئيس وفد الكويت في اللجنة الثلاثية والفرعية الدوليتين، مسؤول متابعة ملف الأسرى والمفقودين في وزارة الخارجية الكويتية، ربيع العدساني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن تسلم رفات الأسرى والمفقودين الكويتيين من السلطات العراقية لاستكمال عمليات المطابقة والاستعراف "يأتي نتيجة لما أعلنه المختبر الكويتي سابقاً بموجب عينات تم جلبها من الطب العدلي في بغداد وأعطت نتائج إيجابية".

وأشار العدساني إلى أنه في ضوء تلك النتائج الإيجابية، تقدمت الكويت بطلب رسمي للسلطات العراقية لنقل ذلك الرفات إلى الكويت لاستكمال عمليات فحصه داخل الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية الكويتية، لتوفر قاعدة البيانات الجينية للأسرى بها، ولإجراء عمليات المطابقة قبل الاستعراف وتحديد هويات هؤلاء الأشخاص، لافتاً إلى أن "عمليات استخلاص الحمض النووي (DNA) والمطابقة عمليات فنية معقدة تحتاج إلى وقت لاستكمالها".

وتقدم المسؤول الكويتي بالشكر للسلطات العراقية ممثلة في وزارة الدفاع واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك لبعثة الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة الفنية من السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا على تعاونهم وجهودهم المثمرة التي أدت إلى هذه "النتائج الإيجابية".

وشدد المسؤول العراقي حازم قاسم على أن "الحكومة العراقية عازمة على مواصلة البحث عن بقية رفات الكويتيين وإعادتها إلى ذويهم".

ويعتقد أن الرفات عاد على متن طائرة عسكرية عراقية، حيث كانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت، قبل يومين، تخصيص طائرة عسكرية لنقل الرفات الكويتي مباشرة إلى بلاده.

الكشف عن مزيد من الرفات

وأوضح مسؤولون عسكريون عراقيون أن الرفات عثر عليه، في آذار/مارس الماضي، ضمن مقبرة جماعية في صحراء تبعد قليلاً عن مدينة السماوة (جنوب العراق).

وكانت اللجنة الثلاثية المعنية بحل قضية الأسرى والمفقودين والتابعة للصليب الأحمر الدولي قد أعلنت، في حزيران/يونيو الماضي، العثور على رفات يعتقد أنه يعود لأسرى ومفقودين كويتيين في موقعين بقضاء السماوة، مشيرةً إلى أن الرفات الذي أخرج بشكل كامل تم إيداعه لدى دائرة الطب العدلي في بغداد لمضاهاة البصمة الوراثية مع عوائل الأسرى والمفقودين. 

واستمرت القطيعة بين البلدين الجارين منذ تحرير الكويت عام 1991 حتى سقوط نظام صدام حسين عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ومنذاك، بدأ التعاون العراقي الكويتي للعثور على المفقودين من الجانبين.

وعلى فترات متباعدة، أعلن العثور على رفات بعض الأسرى الكويتيين، وقد أكد قائد شرطة البصرة، في شباط/فبراير الماضي، أنه جرى تسليم الكويت رفات 300 من 613 أسيراً ومدنياً كويتياً فقدوا في العراق، لافتاً إلى أن الكشف عن الرفات حصل خلال الـ15 عاماً الماضية.

رفات 48 كويتياً، أسرى ومدنيين فقدوا في حرب الخليج منذ عام 1990، يعود إلى الكويت على متن طائرة عسكرية عراقية في توابيت لفت بالعلم الكويتي بعد التثبت من سماتها الوراثية 


وذكر  آخر إحصاء كويتي أن عدد المفقودين والأسرى هو 320.

وفي 27 تموز/يوليو الماضي، قال محافظ المثنى أحمد منفي جودة، في بيان: "عثرنا اليوم على مقبرة جماعية تشير المعلومات الأولية إلى أنها لأسرى كويتيين أعدمهم النظام البائد (نظام الرئيس السابق صدام حسين) في بادية المحافظة".

وكشفت كونا عن تسليم السلطات العراقية للكويت، في وقت سابق، السمات الوراثية لرفات 32 شخصاً، لافتةً إلى أن مطابقة السمات الوراثية لهذا الرفات ستتطلب "مزيداً من الفحوص بقاعدة بيانات الأسرى للتيقن من هوية أصحابها".

الجدير بالذكر أن العراق لا يزال يدفع فاتورة غزوه الكويت حتى الآن، إذ حصلت شركة كويتية أخيراً على عشرات الملايين من الدولارات بدل تعويضات عن الغزو، وفق ما أُعلن في 23 تموز/يوليو الماضي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard