شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بلومبيرغ: أهم ما يمكن أن تفعله السعودية وإيران بحق النساء

بلومبيرغ: أهم ما يمكن أن تفعله السعودية وإيران بحق النساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 7 أغسطس 201903:33 م

"التوقف عن سجن النساء المدافعات عن حقوقهن"، هذا ما اعتبره الصحافي بوبي غوش، في مقاله في بلومبيرغ في 7 آب/أغسطس، "أهم ما يمكن أن تفعله السعودية وإيران بحق النساء".

وجاء مقاله تزامناً مع "الإصلاحات" التي تشهدها السعودية وإيران سعياً إلى تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال منح المرأة حقوقاً وصلاحيات لم تكن تتمتع بها من قبل. فقد كشفت السعودية في 2 آب/أغسطس عن مجموعة من المراسيم الملكية والتعديلات في اللوائح، أبرزها السماح للمرأة بالسفر من دون محرم واعتبارها رباً لأسرتها.

وقبل ذلك بشهر، أمرت المحكمة العليا في إيران بالمساواة بين دية الرجل ودية المرأة، علماً أن دية المرأة تساوي نصف دية الرجل (100 ناقة) وفقاً للشريعة الإسلامية. والدية هي المال الذي يعطى للمجني عليه أو وليّه بسبب الجناية على النفس أو ما دونها (إما القتل أو الأذية التي تسببت في ضرر ما).

ولكن غوش نقل عن ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة قولهنّ إن العديد من القوانين المندرجة تحت بند "الوصاية" في السعودية لا تزال سارية المفعول، منها أنه يجب على المرأة الحصول على موافقة من ولي أمرها حتى يُسمح لها بالزواج.

وكذلك الحال في إيران التي تشهد إصلاحات غير مكتملة. قال غوش إن أمر المحكمة العليا "لا يغيّر في القانون الذي ينص على أن دية المرأة تساوي نصف دية الرجل"، ولذلك يجب على الحكومة الإيرانية دفع النصف الآخر من الدية للمرأة، معتبراً أنه يجب توخي الحذر من إصلاحات السعودية وإيران التي تجري في حين تواصل الحكومتان حبس الناشطات الحقوقيات اللواتي حاربن من أجل تحقيق هذه "الإصلاحات".

ونقل غوش عن مُنظمات حقوقية تفاصيل تعرّض ناشطات سعوديات للتعذيب والتحرّش الجنسي، منهن لجين الهذلول التي تعّرضت في حبسها الانفرادي للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق والجلد على الفخذين والعناق والتقبيل القسريين، كما هُددت بالاغتصاب والقتل، والتهمة هي "التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة".

"إصلاحات السعودية وإيران تفتقد الصدقية ما دامت لجين الهذلول ونسرين ستوده ورفيقاتهما خلف القضبان"... الصحافي في بلومبيرغ بوبي غوش يتحدث عن الازدواجية التي تتبعها الحكومتان السعودية والإيرانية بحق المرأة
قضت لجين الهذلول (30) ونسرين ستوده (56) عيديْ ميلاديهما خلف القضبان، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية وإيران "منح المرأة حقوقاً وصلاحيات"

مفارقات...

وقال الكاتب في بلومبيرغ إن الإصلاحات السعودية الأخيرة تزامنت مع عيد ميلاد لجين الهذلول الـ30 التي لن تستطع الخروج من سجنها، إلا بموافقة ولي أمرها، وفقاً لقانون الوصاية الذي تعدّل جزء منه، ولكنه لا يزال يتضمن الكثير من البنود التي تقيّد حرية المرأة.

وسلّط غوش الضوء أيضاً على "الشقيقة الحقوقية للهذلول"، المحامية الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان، نسرين ستوده، التي حكم عليها بالسجن 38 سنة وبالجلد 148 جلدة بسبب دفاعها عن حقوق المرأة واحتجاجها على قوانين الحجاب الإلزامي في إيران.

وتتهم إيران ستوده التي قضت عيد ميلادها الـ56 خلف القضبان أيضاً بالتجسس والإضرار بالأمن القومي وإهانة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

وقال غوش إنه في الوقت الذي يتم فيه تداول خبر "المساواة بالدية بين الجنسين"، حكمت محكمة في طهران في 31 تموز/يوليو على ثلاث نساء، من بينهن أم وابنتها، بالسجن 55 عاماً (مجموع عقوبة الـ3 معاً) لنشرهن مقطع فيديو من دون ارتداء الحجاب في اليوم العالمي للمرأة (8 آذار/مارس) وهن يوزعن الأزهار في مترو طهران، مشجعات النساء على التضامن ضد الحجاب الإلزامي.

وتوعدت إيران بحبس النساء اللواتي يروّجن لخلع الحجاب على مواقع التواصل الاجتماعية، لمدة 10 سنوات.

إصلاحات تفتقد للصدقية

ولفت غوش إلى أن ما تتعرض له ناشطات حقوق المرأة في السعودية وإيران يعرّي الأنظمة الأبوية التي تقود البلدين، والتي لن تغيّر سلوكها تجاه النساء.
وسخر من "الأمل" الذي تحاول السعودية تقديمه للنساء، موهمةً إياهنّ بأنهن سيتمتعن بالحقوق التي تتمتع فيها بقية نساء العالم يوماً ما، كما سخر من "الـ100 ناقة"، التي تريد إيران إعطاءها للمرأة من باب مساواة ديتها بدية الرجل.
وأضاف: "إصلاحات السعودية وإيران تفتقد الصدقية ما دامت لجين الهذلول ونسرين ستوده ورفيقاتهما خلف القضبان"، مشيراً إلى أن المخيف أيضاً أن "الملك، أو ولي العهد أو القائد الأعلى، قد يسحب الصلاحيات عندما يشاء".

 وأنهى غوش مقاله بالقول: "إن كانت السعودية وإيران حقاً تريدان منح المرأة حقوقها، فلتبدآ بإعطاء المعتقلات حق الحرية، والسماح للهذلول وستوده بقيادة تلك الإصلاحات".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard