شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"تهم غاية في التفاهة"... السعودية تستأنف محاكمة سلمان العودة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 28 يوليو 201901:53 م

تستأنف السلطات السعودية، في 28 تموز/يوليو، محاكمة الداعية الإسلامي سلمان العودة، الذي اعتقل في العام 2017، بتهمة "الإفساد في الأرض"  وعدد كبير من التهم الأخرى.

وطالبت النيابة العامة السعودية بإعدام العودة بعد أن وجهت إليه 37 اتهاماً، من بينها ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وهو الاتهام الذي نفاه الداعية قبل سجنه.

ويوم 26 تموز/يوليو، وصف عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي، التهم التي وجهتها نيابة بلاده إلى والده بأنها تهم "في غاية التفاهة وفضفاضة وغريبة وعامة".

ونقلت قناة  بي بي سي عن عبد الله، وهو باحث في جامعة جورج تاون الأمريكية، قوله إن: "أولى التهم الموجهة إلى والدي الإفساد في الأرض وتغيير نظام الحكم، لأنه في 2011 طالب بملكية دستورية، وحفظ حقوق الأقليات"، مضيفاً أن هناك "تهمة غريبة أخرى وهي التقصير في الدعاء لولي الأمر، هل هذه تهمة؟ وتهم فضفاضة كحيازة كتب محظورة".



ورأت منظمات دولية عديدة أن محاكمة العودة وغيره من الدعاة والنشطاء في المملكة أمر يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وأنها تأتي على خلفية ممارستهم لحقهم في التعبير.

ويوم 26 تموز/يوليو، طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات السعودية بإطلاق سراح العودة "فوراً ودون قيد أو شرط"، مشددة على ضرورة إسقاط جميع التهم الموجهة إليه.

وجاء طلب المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها على خلفية مطالبة المدعي العام السعودي، سعود المعجب، بإعدام العودة حتى قبل أن تتم محاكمته.

ووصفت المنظمة الظروف التي مر بها العودة منذ اعتقاله قبل نحو عامين، بأنها مروعة، ومن بينها الاحتجاز المطول قبل المحاكمة، والحبس الانفرادي شهوراً، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي.

وتابع تقرير المنظمة الدولية أن السلطات السعودية "تستمر في ادعاء أنها تحارب الإرهاب، في حين أن هذه المحاكمة إضافة إلى محاكمات أخرى تعد مسيسة بشكل واضح، وتهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة في البلاد".

السعودية تستأنف محاكمة الداعية سلمان العودة في 37 اتهام من بينهم "التقصير في الدعاء لولي الأمر" و"الإفساد في الأرض" و"حيازة كتب محظورة"

منظمة العفو الدولية تطالب السلطات السعودية بإطلاق سراح العودة "فوراً ودون قيد أو شرط"، مشددة على ضرورة إسقاط جميع التهم الموجهة إليه، فما هي هذه التهم؟

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت في العام 2017، العديد من الدعاة البارزين والنشطاء، ومنهم العودة وعوض القرني وعلي العمري، وسط مطالبات من منظمات دولية بإطلاق سراحهم.

وقبل شهور، انتشرت أنباء عن نية المملكة إصدار وتنفيذ أحكام بإعدام الدعاة الثلاثة، بعد انتهاء شهر رمضان الماضي بوقت قصير، لكن حينذاك نفت السعودية ذلك.

ما هي التهم الموجهة للعودة؟

بحسب ما نشرت وسائل إعلام سعودية في العام 2018، فإن أبرز التهم الموجهة للعودة هي "الإفساد في الأرض، بالسعي المتكرر لزعزعة بناء الوطن، وإحياء الفتنة العمياء، وتأليب المجتمع على الحكام، وإثارة القلاقل، والارتباط بشخصيات وتنظيمات، وعقد اللقاءات والمؤتمرات داخل وخارج المملكة لتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي ضد الوطن وحكامه".

كما تتهم السلطات العودة بـ"دعوته للتغيير في الحكومة السعودية، والدعوة للخلافة بالوطن العربي، وتبنيه ذلك بإشرافه على ‘ملتقى النهضة’ الذي يجمع الشباب كنواة لقلب الأنظمة العربية وانعقاده عدة مرات في عدة دول بحضور مفكرين ومثقفين، وإلقائه محاضرات محرضة".

ووجهت له تهمة أخرى تتعلق بـ"دعوته وتحريضه للزج بالمملكة في الثورات الداخلية، ودعم ثورات البلاد العربية من خلال ترويجه مقاطع تدعمها، ونقل صورة عمَّا تعانيه الشعوب، واستثماره الوقت بالتركيز على جوانب القصور بالشأن الداخلي، وإظهار المظالم للسجناء وحرية الرأي".

كما يتهم بـ"تأليب الرأي العام وإثارة الفتنة وتأجيج المجتمع وذوي السجناء في قضايا أمنية، بالمطالبة بإخراج السجناء على منصات إعلامية".

ومن بين تلك التهم الموجهة للعودة حيازته صوراً للداعية المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي ، إلى جانب "تدخله في شؤون مصر"، و"تنصيب نفسه مفتياً لجماعة الإخوان"، ورفضه وصفها بمنظمة إرهابية، بحسب نص التهم التي أوردها الإعلام السعودي.

وكان من بين التهم أيضاً ما يتعلق بالأزمة الخليجية، حيث ورد أن للعودة علاقات مع الدوحة، واعتراضه على بيان دول حصار قطر، "وبث معلومات مغلوطة عن المقاطعة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard